"تحالف الفتح" يكشف عن تقارب كبير لتشكيل الكتلة الأكبر في البرلمان العراقي

كشف تحالف الفتح (بزعامة هادي العامري) عن "تقارب كبير" بينه وبين تحالفات "النصر" و"دولة القانون" و"الأكراد" و"القوى السنية"، لتشكيل الكتلة البرلمانية الأكبر في البرلمان العراقي الجديد والتي تتولى تشكيل الحكومة المقبلة بحسب الدستور العراقي.
Sputnik

بغداد — سبوتنيك. وقال المتحدث باسم تحالف الفتح احمد الأسدي لوكالة "سبوتنيك" اليوم الخميس إن "الحوارات الأخيرة لتحالف الفتح أفضت إلى تفاهمات وتقارب كبير في الرؤى مع تحالفات النصر ودولة القانون والحزبين الكرديين الرئيسيين وتحالف القوى السنية لتشكيل الكتلة البرلمانية الأكبر"، لافتا إلى أن "هذا التفاهم والتقارب لم يصل بعد إلى مرحلة إعلان التحالف بين هذه الكتل، ولا إلى تحديد من سيتولى رئاسة الحكومة المقبلة بانتظار مناقشة جميع التفاصيل ومصادقة المحكمة الاتحادية على نتائج الانتخابات ".

البرلمان العراقي يلفظ أنفاسه... فهل سيبقى العراق بدون برلمان
وتابع الأسدي أن "جميع ردود الفعل التي وردت لتحالف الفتح من القوى السياسية توحي بأن حجم التفاهم بين هذه القوى السياسية كبير، وأن هذا التفاهم سيتحول إلى تحالف يتولى تشكيل الحكومة المقبلة"، كاشفا عن لقاء جمع بين رئيس الوزراء زعيم ائتلاف النصر حيدر العبادي وزعيم ائتلاف دولة القانون نوري المالكي وزعيم تحالف الفتح هادي العامري قبل أيام قليلة وأكد أنه "أدى إلى تفاهمات كبيرة بين الأطراف الثلاثة".

وبشأن مشاركة تحالف سائرون (بزعامة مقتدى الصدر) الذي سبق أن أعلن تحالفه مع الفتح في 12 حزيران الماضي لتشكيل الكتلة الأكبر في البرلمان، بهذا التحالف (في حال تشكل) أوضح الأسدي أن "جميع الكتل مدعوة للدخول في هذا التحالف ومنها سائرون وفق نظرية الفضاء الوطني الذي يستوعب الجميع إلا من يستثني نفسه وهذا من حقه "لافتا إلى أن "تحالف الفتح يسعى لأن يكون العدد الأكبر من الكتل السياسية ضمن هذا التحالف ".

وفي رد على سؤال حول إمكانية أن يكون هناك "فيتو" أمريكي على مثل هكذا تحالف رد الأسدي أن:

التحالفات العراقية هي قرار عراقي خالص، نعم هناك شراكات للعراق وتحالفات استراتيجية ومصالح مشتركة بين العراق وعدد من الدول الإقليمية والدولية ونحن نحترم هذه العلاقات المشتركة لكن يبقى قرار تشكيل الحكومة عراقي مع الأخذ بنظر الاعتبار أن لا يكون حراكنا لتشكيل الحكومة من أجل الأضرار بهذا الطرف أو ذاك من الدول الحليفة معنا، هذا الكلام ينسحب أيضا على إيران والسعودية وباقي دول المنطقة.

من جهته أكد د. إحسان الشمري رئيس مركز التفكير السياسي المقرب من رئيس الوزراء حيدر العبادي لوكالة "سبوتنيك " أن "تحالف النصر ما زال يقف على مسافة واحدة من جميع القوائم الفائزة، ومن يؤمن بالمشروع الوطني للتحالف المبني على أساس أن تكون المرحلة المقبلة مرحلة إعمار واستقرار سياسي وأمني سيكون في النهاية الأقرب لتحالف النصر"، مضيفا أن "الحديث عن إعلان تحالفات الآن سابق لأوانه، وأن الكثير من الأمور ستتضح بعد لقاء القادة السياسيين (ما أطلق عليه اللقاء الوطني) الأسبوع المقبل".

وتابع أن "الورقة التي تضم كافة التفاصيل حول شكل الحكومة المقبلة والرؤى لإدارة الدولة في المرحلة المقبلة نضدت وأصبحت جاهزة لتقدم إلى القادة السياسيين في الاجتماع بعد الاتفاق عليها من ممثلي جميع القوى السياسية في اللجنة التحضيرية للقاء الوطني".

مقتدى الصدر: على العراقيين إعادة بناء بلدهم بدلا من حرق صناديق الاقتراع
في المقابل قال رائد فهمي زعيم الحزب الشيوعي العراقي المنضوي في تحالف سائرون (بزعامة مقتدى الصدر) لوكالة "سبوتنيك" أن "لكل قائمة من القوائم الفائزة في الانتخابات حق التحرك لتشكيل الكتلة الأكبر في البرلمان، وسائرون تحركت أيضا وحصلت على تفاهمات مع تيار الحكمة وائتلاف الوطنية وائتلاف النصر وأيضا مع الفتح إلا أنه لحد هذه اللحظة لم تستلم سائرون وبشكل رسمي ما يوحي بان هذه القوائم بما فيها الفتح قد تخلت عن تفاهماتها مع سائرون"، لكنه لم يخفي أن "تفاهمات كالتي يتحدث عنها تحالف الفتح ربما تكون قد حصلت بالفعل".

وأضاف فهمي:

نحن في سائرون نرفض أن تتشكل الحكومة كسابقاتها على أساس مكوناتي طائفي وأن تعطى إدارة الدولة لجهات جديدة غير تلك التي تصدرت المشهد على مدى السنوات السابقة (في اشارة الى حزب الدعوة)، وإن عجزت سائرون عن تغيير هذا المنهج فستختار جهة المعارضة وعدم الانضمام إلى الحكومة المقبلة"، لافتا إلى أن "إيران قد تكون أحدى الجهات الداعمة لأي تحالف يبنى على أساس مكوناتي وقد تكون هي وراء التحالف الذي يتحدث عنه المسؤولون في الفتح.

وجرت الانتخابات البرلمانية العراقية في 12 مايو/أيار الجاري، بنظام التصويت الإلكتروني، وتصدر "سائرون" الكيانات السياسية العراقية في هذه الانتخابات بفوزه بنحو 54 مقعدا في البرلمان الجديد.

وحل ائتلاف "الفتح" بزعامة هادي العامري بالمرتبة الثانية بنحو 47 مقعدا، وجاء ائتلاف "النصر" بزعامة رئيس الوزراء حيدر العبادي ثالثا بفوزه بنحو 42 مقعدا.

مناقشة