تتطلع روسيا لعمل مبادرة لحل أزمة اللاجئين السوريين وعودتهم إلى ديارهم من خلال انضمام الدول المجاورة لسوريا كتركيا والأردن في هذه المبادرة والتنسيق بشأن عودة هؤلاء اللاجئين والنازحين.
في هذا السياق، صرح رئيس المركز الوطني لإدارة شؤون الدفاع في روسيا ميخائيل ميزينتسيف أن روسيا تأمل أن تنضم الدول المجاورة لسوريا، قبل كل شيء تركيا والأردن إلى عملية عودة اللاجئين، مشيرا إلى أن الدفاع الروسية طلبت من ممثلي الخارجية الحصول على دعم الأردن لحل المشكلة حول اللاجئين السوريين في مخيم "الركبان".
في هذا الصدد، قال المدير التنفيذي لمركز عدالة لحقوق الإنسان الأردني عاصم ربايعة إن هذه الخطوة هامة جدا لأن هناك ملايين من السوريين يحلمون بالعودة إلى وطنهم سوريا ونجاح مثل هذه المبادرة يتطلب تعاون وتنسيق من الدول المستضيفة للاجئين وأيضا لابد أن تضطلع المفوضية السامية لشئون اللاجئين بدور كبير في مسألة تشجيع اللاجئين على مسألة العودة الطوعية إضافة إلى ضرورة التحقق من الرضا الحر والتام والواعي للاجئين، ويعتمد نجاح المبادرة على ما ستقدمه الحكومة السورية من مساعدات وضمانات لتكفل تمتعهم بحقوقهم والحفاظ عليها وعدم ملاحقتهم داخل الأراضي السورية بسبب مغادرة وطنهم و لجوئهم إلى دول أخرى.
وأضاف أنه فيما يخص جهود الأردن لحل مشاكل اللاجئين في مخيم الركبان قال ربايعة إن الحكومة الأردنية تبذل أقصي جهدها من أجل حل المشاكل المتعلقة باللاجئين سواء فيما يتعلق باستقبال اللاجئين من خلال تقديم المساعدات الإنسانية والرعاية الطبية.
في المقابل قال الكاتب والمحلل السياسي التركي د.مصطفى أوغلو إن هناك خلاف على مفهوم عودة اللاجئين والنازحين فما حدث في سوريا من مصالحات سياسية داخلية ليست حفاظا على حقوق المدنيين، وهناك ترحيل لمن لا يقبل بهذه المصالحات و هناك استسلام للبعض الأخر الذين يقبلون بمثل هذه المصالحات والنتائج ليست مشجعة على أن يعود اللاجئون إلى وطنهم فلم يتم عودة النازحين إلى مناطقهم وأراضيهم التي كانوا يتواجدون فيها وهذا الموضوع مطروح للنقاش لعودة هؤلاء إلى أراضيهم.
وأضاف أنه سبق وأن عرضت تركيا أثناء الإجتماع الروسي التركي الإيراني أنها مستعدة لبناء مدن بشكل سريع لعودة هؤلاء بشرط أن يكون هناك قانون يحفظ حقوقهم، وفي حال توافرت هذه الشروط فتركيا مستعدة لتسهيل الخدمات والبنية التحتية لإقامة مدن حدودية من أجل عودة من يريد العودة، ولكن يبقى الأمر مرتبط بالحل السياسي القادم في سوريا كيف سيكون، هل سيتضمن إجبار هؤلاء على العودة إلى الوطن ومحاكمتهم أم هل سيكون هناك قانون دولي يحفظ حقوق هؤلاء.
إعداد وتقديم نوران عطاالله