ومن المفارقة أن ظاهرة تربية الكلاب بدأت تنتشر في الشوارع والحدائق منذ سنوات قليلة، كانت العاصمة تهتز خلالها على وقع المعارك الدائرة على أكثر من محور، ما أثار استهجان البعض ممن يرون فيها ترفاً لا يوازي المرحلة، وهو ما صار متقبلاً أكثر اليوم مع هدوء الأوضاع عامة.
اختارتْ لها اسماً مميزاً "ليلي"، ومعناه بالفرنسية "الزنبقة"… هما صديقتان مقربتان منذ سنوات، معلّمة الأطفال زهور الحلبي وكلبتها الصغيرة، يمكن رؤيتهما مع مجموعة من مربي الكلاب في حديقة الجاحظ، فما عاد وجودهم مستهجناً هناك، ليس لأن موقع الحديقة في مركز العاصمة السورية دمشق، جعلها مكاناً لكل ما هو جديد، فحسب، بل لأن السكان حولها اعتادوا نوعاً ما رؤية مجموعات من محبي الكلاب، يصحبونها في جولات يومية حتى اتخذ هؤلاء ركناً خاصاً بهم في الحديقة، يجتمعون فيه بشكل شبه دوري.
في حديثها لـ "سبوتنيك" تشرح الحلبي تفاصيل علاقتها مع "ليلي" فهي ترافقها في معظم "مشاويرها" وتبدي استجابة حين تطلب منها انتظارها في البيت، تعطيها كل شيء ولا تنتظر منها شيئاً.
تؤمن الحلبي بأن الإنسانية وحدها تحكم العلاقة مع الكلاب لكونها "أرواح" تفرح وتتألم، وهي وجهة نظر يؤمن بها من التقيناهم أيضاً، لكل منهم قصة، بعضهم طلاب، ومربون فعليون للكلاب، آخرون صادقوها بالصدفة فتعلقوا بها، لكن حديقة الجاحظ سببٌ في تعرّف الكلاب بعضها إلى بعض، وهو ما يمتد إلى أصحابها الذين صاروا أصدقاء فعليين تتكرر لقاءاتهم، إضافة إلى أن الكثير ممن يحبون الكلاب ولا يملكونها بإمكانهم التعرّف عليها واللعب معها في الركن المخصص في الحديقة.