3 أطراف يريدون العبث باستقرار الجزائر

أكد خبراء جزائريون أن تصريحات وزير الداخلية نور الدين بدوي، عن ضرب كل من يريد العبث باستقرار الجزائر بيد من حديد، موجهة إلى أطراف داخلية وخارجية.
Sputnik

قال وزير الداخلية الجزائري، نور الدين بدوي، اليوم الخميس، إن الدولة لن تتسامح مع من يريد العبث باستقرارها، وأمنها، وأنها ستضرب بيد من حديد، وأضاف خلال اجتماع  داخلي أن كل المكاسب التي تنعم الجزائر بها، ما كانت لتتحقق لولا التضحيات الجسام لأبناء الوطن وأفراد الجيش الوطني الشعبي.

الجيش يقتل إرهابيين من "القاعدة" شرقي الجزائر
ومن جهته كشف أستاذ العلوم السياسية في جامعة حسيبة بن بوعلي بالشلف الجزائرية، عربي بومدين ، إن نصريحات وزير الداخلية موجهة إلى ثلاث جهات؛ داخلية تريد الاستثمار في المشاكل الداخلية للجزائر، وخارجية ممثلة في الدول التي تحاول ضرب استقرار الجزائر، إضافة إلى الجيوب الإرهابية المتبقية منذ الأزمة الأمنية التي مرت بها الجزائر مطلع التسعينيات.

وأوضح أستاذ العلوم السياسية لـ"سبوتنيك" أن أهمية تصريحات وزير الداخلية مستمدة من تزامنها  مع ثلاث قضايا جدلية تمر بها الجزائر، أولها دعوة بعض الأطياف السياسية داخل الجزائر، للجيش بالتدخل  في العملية السياسية، وإدارة مرحلة انتقالية تمهيدا لتغيير سياسي في فترة ما بعد الرئيس "عبد العزيز بوتفليقة"، وهو ما قوبل بالرفض التام من طرف مؤسسة الجيش، بحسب بومدين.

وأشار بومدين إلى الاحتجاجات الأخيرة في بعض مدن الجنوب الجزائري (بشار، الجلفة، ورقلة)، بوصفها القضية الثانية التي تأتي تصريحات بدوي متزامنة معها، موضحا أن مدن الجنوب تشهد  احتجاجات ذات مطالب اجتماعية ،عادة ما يتم توظيفها سياسيا، باستدعاء عنصر الهوية، أو يتم توظيفها خارجيا لصالح أطراف أجنبية ليست من مصلحتها أمن واستقرار الجزائر.

أما القضية الأبرز، وفقا لبومدين ، فهي حادث مقتل سبعة جنود جزائريين في مدينة سكيكدة شمال شرق الجزائر، على خلفية الاشتباك مع جماعة إرهابية تضم في صفوفها بين 15 و 20 إرهابيا، قضى فيها الجيش الجزائري على أربعة منهم ، وقبض على أحدهم.

وشهدت الجزائر، الثلاثاء الماضي، 31 يوليو/تموز، مقتل  7 جنود وجرح 15 آخرين في اشتباك عنيف مع مجموعة إرهابية، بمنطقة بيسي ببلدية عزابة، ولاية سكيكدة، في شرق الجزائر.

وأشار أستاذ العلوم السياسية، إلى أن تصريحات وزير الداخلية الجزائري تؤكد على حرص الدولة على إعطاء ملف الأمن الأولوية القصوى، ضمن التوجهات العامة لأنه مرتبط بشكل أساس بمسألة التنمية، لافتا إلى حديث وزير الداخلية ، الذي يأتي في الوقت الذي تستعد فيه البلاد لإجراء الانتخابات الرئاسية، يمثل استمرارية للخط العام للنظام في الجزائر في الخطاب الرسمي، من استدعاء الشرعية التاريخية (الثورة) والشرعية الأمنية المتمثلة في (مكافحة الإرهاب) في كل استحقاق انتخابي أو حدث سياسي ، اجتماعي، وحتى اقتصادي وأمني، مشددا على أن الملف الأمني  سيظل حاضرا بقوة خاضعا بشكل كبير للتجاذب السياسي.

وعلى الجانب الأخر، اعتبر الصحفي الجزائري، عبد المؤمن العرابي أن  وزير الداخلية تعمد إرسال تحذيرات لأطراف داخلية وخارجية، بشكل غير مباشر، فتعمد استخدام مصطلحات فضفاضة، مثل " لن نتسامح مع أي كان يريد العبث باستقرارها و أمنها و ستضرب بيد من حديد".

وقال العرابي لـ"سبوتنيك" إن الدولة الجزائرية تشهد الآن صراعا كبيرا في دواليب السلطة، حول من يحكم الجزائر بعد انتهاء فترة الرئيس الحالي عبد العزيز بوتفليقة، وفي الوقت نفسه هناك احتجاجات اجتماعية،  فضلا عن العملية الإرهابية الأخيرة ضد الجنود، ومن ثم فحديث الوزير موجه للأطراف الثلاثة.

مناقشة