ما قصة اللوحة التي أهديت لتركي آل الشيخ في روسيا

قدم الرسام العالمي الروسي بوريس بونوماريوف لوحة فنية إلى المستشار في الديوان الملكي السعودي، تركي آل الشيخ، وأهداه إياها بمناسبة قدومه إلى روسيا.
Sputnik

أجرت وكالة "سبوتنيك" حوارا خاصا مع الرسام الروسي بونوماريوف، ليروي لنا تفاصيل رسم اللوحة والتقنية التي استخدمها في إنجازها.

بكلمات بسيطة، من هو الفنان بوريس بونوماريوف ؟

أنا اسمي بوريس بونوماريوف عمري 29 عاما ولدت في مدينة كالوغا الروسية التي تعتبر مهد رواد الفضاء، والدتي مدرسة رسم للأطفال، ووالدي مهندس إلكترونيات.

بدأت بممارسة هواية الرسم منذ نعومة أظافري، بمساعدة أمي والتي كانت دائما تشجعني. خلال سنوات دراستي التحقت  بمدرسة متخصصة لتعليم الرسم بالإضافة إلى المدرسة العادية التي تدرس المواد كالجغرافيا والرياضيات والتاريخ.  كما سجلت في مدرسة متخصصة بتعليم الموسيقى.

شاركت في العديد من مسابقات الرسم والتي ركزت على مواضيع تتعلق بالفضاء، وكنت دائما أفوز بالمركز الأول. وهذه المسابقات ولدت في داخلي رغبة أن أصبح رائد فضاء، ولكن بعد انهاء المرحلة الثانوية شاءت الظروف أن التحق  بمعهد موسكو الاقتصادي الحكومي وهناك درست سنة ونصف السنة، ولكن حبي للرسم كان أقوى لذلك التحقت بكلية الفنون ودرست اختصاص التصميم البيئي.

ما هو نمط الرسم الذي تفضله في أعمالك الفنية؟

لا أتبع نمطا محددا في أعمالي، أفضل أن استخدم أنماطا مختلفة لأخلق أسلوبا خاصا بي. ولكن الألوان الفسفورية هي المفضلة لدي، وغالبا استخدمها في لوحاتي.

 شاركت في العديد من المعارض الفنية المحلية والعالمية، وحصلت على مجموعة كبيرة من الجوائز العالمية، كما قمت برسم أول لوحة وصلت إلى الفضاء عام 2000.

لوحة فنية لتركي آل الشيخ

لماذا قررت رسم لوحة لتركي ال الشيخ ؟

أعجبت بشخصية المستشار من صديقي المقرب السعودي والذي شرح لي عن شخصيته وإنجازاته،  لذلك  رغبت في تقديم هدية والتي تمثلت بلوحة فنية مضيئة، بمناسبة زيارته إلى روسيا لحضور المباراة الافتتاحية التي جمعت  المنتخب السعودي والمنتخب الروسي، في بطولة كأس العالم 2018، لأعبر من خلالها عن ما يتمتع به الشعب الروسي من حفاوة وحسن الضيافة، وقمت ، وتم تسليمها  لمساعد المستشار.

 تم انجاز العمل الفني خلال شهر واحد فقط وهو رقم قياسي، فعمل كهذا يتطلب عاما كاملا من العمل المضني، ولكن بسبب ضيق الوقت اضطررت لانجازه خلال شهر واحد فقط شهر ايار /مايو. وسأكون صريحا لست راضيا عن اللوحة لعدم جاهزيتها الكاملة.

ماهي التقنية التي اتبعتها لرسو البورتريه المضيء ؟

هذه اللوحة مستوحاة من خيال ‫الفنان الإيطالي ليوناردو داڤينشي، استخدمت فيها ‫ الأحجار الكريمة ‫مثل: الياقوت والكهرمان و الغرانيت الطبيعي، وزينت اللوحة بإطار خشبي أسود محفور يدوياً من الخشب الاسود "الإيبوني "  ‫المطعم بأحجار من العاج الطبيعي الهندي

وأهم ما يميز هذه اللوحة ظهورها بحالات مختلفة حسب نوعية الإضاءة المسلطة عليها،  وللحصول على هذا التأثير، استخدمت  إضافة إلى الأحجار الكريمة، الألوان الفسفورية التي تتوهج في الأشعة فوق البنفسجية.

في النهار ينعكس ضوء الشمس على الأحجار الكريمة وتظهر اللوحة بحالة أولى، وفي الليل تنعكس الإضاءة الزهرية الموجود داخل إطار  اللوحة لتنعكس على الألوان الفسفورية  والأحجار الكريمة فتظهر اللوحة بشكل جديد. الفنان هو شخص مفعم بالخيال يحاول دائما أن يعكس عالمه الداخلي من خلال أعماله وابتكار شيء جديد وجميل. 

حجر كريم من لوحة تركي آل الشيخ

كيف كانت ردة فعل المستشار ؟

عندما التقيت بمساعد آل شيخ وقدمت له الهدية، شكرني وقدم لي دعوة شخصية  لزيارة المملكة العربية السعودية، لحضور كأس السوبر الإيطالي الذي سيقام في  الشتاء كذلك  زيارة معرض عالمي سيقام في شهر مارس / آذار القادم. سعدت جدا بهذه الدعوة لأنني أرغب في التعرف على ثقافة وحضارة المملكة بالإضافة إلى الفن التشكيلي السعودي. 

ماهي مخططاتك للمستقبل ؟

لدي الكثير من الخطط وعلى رأسها رسم لوحتي الاخيرة من ثم الاعتكاف عن الرسم، لأنني أشعر بأنني قدمت كل ما أملك في هذا المجال ولا أرى أي معنى لإضافة شيء جديد في الرسم. وقد يكون المكان الذي سارسم فيه لوحتي الأخيرة هوالفضاء. 

العديد من الأشخاص عبر التاريخ قاموا بتغيير مسار حياتهم بشكل جذري، فمثلا هناك أشخاص قرروا امتهان الرسم بعدما امضوا حياتهم في الأعمال والتجارة أمثال بول سيزان، وكلود مونيه. وأنا اعتبر بانه لدي ما يكفي من الأعمال الفنية التي تتناسب مع مستوى الفنانين العظماء.

أحب الفضاء وأرغب في دخول هذا المجال بطريقة ما ولكن ليس لدي ادنى فكرة عن ذلك بعد. أرى الكون وكل شئ من حولي  كلوحة  جميلة، وبرأي الحياة هي لوحة ونحن نرسمها بالطريقة التي تناسبنا. قد أبدأ بتعليم الأطفال نوعا جديدا من الرسم باستخدام تكنولوجيا جديدة. واذا سنحت لي الفرصة قد انتقل للعيش في المملكة وأعمل هناك.

لوحة فنية لتركي آل الشيخ

أجرى الحوار: كارينا يونس 

مناقشة