اقتراب موعد تحرير بادية السويداء... بوصلة الجيش السوري تتجه لـ "التنف"

تستمر وحدات الجيش السوري بالتقدم في عمق بادية السويداء، وباتت تحاصر تنظيم "داعش" الإرهابي (المحظور في روسيا) في رقعة ضيقة، بعد تحريرها معظم البادية، واقترابها من الالتقاء بالقوات السورية المتقدمة إلى المنطقة من محور القصر شنوان شمالا.
Sputnik

الجيش السوري يقطع إمداد "داعش" من التنف ويكتسح مواقعه في بادية السويداء (فيديو)
وقال مراسل "سبوتنيك" في بادية السويداء: إن ساعات قليلة تفصل بين التقاء القوات السورية المهاجمة في بادية السويداء مع القوات المتقدمة من محور القصر شنوان، وعندها سيتم إعلان بادية شرقي السويداء خالية من وجود تنظيم "داعش"، حيث ستتابع جميع الوحدات هجومها في عمق البادية السورية باتجاه منطقة التنف.

وتتركز عمليات الجيش في هذه الأثناء على طول المنطقة الفاصلة إداريا بين باديتي السويداء وريف دمشق، وهذه الأخيرة تمتد بشكل طولي إلى الحدود الأردنية محاذية بادية حمص إلى الجهة الشرقية حيث المثلث السوري العراقي الأردني.

وأضاف مراسل "سبوتنيك": إن مقاتلي التنظيم التكفيري باتوا محاصرين في رقعة ضيقة من بادية السويداء ولم يعد أمامهم مجال للفرار، ما أجبرهم على خوض مواجهات عنيفة مع الجيش السوري، مبدين مقاومة شديدة عبر إطلاق القذائف الصاروخية ونشر عدد كبير من القناصين، إضافة إلى استعمال المفخخات والانتحاريين.

وأوضح المراسل أن وحدات الاقتحام في الجيش السوري سيطرة على "تل علم" وطهرت منطقة أرض الكراع والتي تعد من أهم تحصينات تنظيم "داعش" الإرهابي إلى الشرق من قاعدة التنف الأمريكية في البادية السورية، مشيرا إلى أن وحدات الجيش قامت بتثبيت نقاط جديدة لها في المنطقة بعد تمشيطها وحرق مقرات "داعش" الارهابي المنتشرة فيها.

ويعد "تل علم" الحاكم الناري لما تبقى من بادية السويداء في أيدي "داعش"، فيما أرض الكراع التي خاض فيها الجيش معارك عنيفة، فهي "صبة بركانية" تتموضع بين تلول الصفا من جهة الشمال الشرقي وجبل العرب من الجنوب الغربي، وإلى الشمال منها تقع خربة الأمباشي الأثرية المعروف.

زاخاروفا تتحدث عن مأساة السويداء ومتاجرة الحقوقيين بها
وتكوّنت منطقة الكراع من الثورانات البركانية التاريخية لبركان جبل العرب خلال العصر الحجري القديم، وتكثر فيها المغارات القديمة، ومن أشهرها مغارة سطح نملة الواقعة شرق قرية الرضيمة الشرقية والتي تمتد على طول 1400 متر وأقصى عرضها 15 مترا وارتفاعها 3 أمتار، ومغارة السؤادا التي يعود عمرها إلى نحو 50,000 عام، كما أن الكثير من المغارات ليست معروفة إلا للسكان المحليين.

وأفاد مراسل "سبوتنيك" بأن عملية الاقتحام شهدت استهدافا كثيفا نفذه "داعش" ضد وحدات الجيش السوري، والطواقم الإعلامية المرافقة له، مستخدما القذائف ورصاص القنص الغزيرين، كاشفا عن محاصرة مجموعة كبيرة من مقاتلي التنظيم أثناء محاولته الالتفاف على وحدات الجيش المتقدمة، مؤكدا القضاء على أفرادها بالكامل.

ونقل المراسل عن مصدر عسكري أن الجهد العملياتي يتركز حاليا على تحرير منطقة قبر الشيخ حسين تمهيدا للالتقاء مع القوات المتقدمة من محور القصر شنوان في ريف السويداء الشمالي وقطع آخر طرق إمداد التنظيم من الريف الشرقي إلى الريف الشمالي والقضاء على آخر تجمعاته في هذه المنطقة ومواصلة العمليات العسكرية في العمق باتجاه منطقة التنف.

وبين المصدر بأن وحدات الجيش حررت خلال الأيام الماضية ما يزيد على 2000 كم مربع من البادية السورية بعد القضاء على دواعش كانوا يتحصنون فيها، ويتخذونها منطلقا لهجماتهم على الأحياء الآمنة في محافظة السويداء.

صورة توضح تقسيم بادية السويداء في سوريا

واستأنف الجيش السوري الخميس الماضي هجوما واسعا في بادية السويداء وذلك بعد تثبيت مواقعه ونقاط تمركزه على جميع محاور العملية العسكرية التي يشنها لتطهير البادية من تنظيم "داعش" الإرهابي (المحظور في روسيا)، مكبدا الجماعات الإرهابية المسلحة خسائر بالغة في العتاد والأرواح، وقاطعا خطوط إمداد التنظيم المتطرف من منطقة التنف التي أنشأت فيها الولايات المتحدة الأمريكية قاعدة عسكرية تستخدمها لتجميع الإرهابيين وتدريبهم بغية شن هجمات تهدف لزعزعة الاستقرار في سوريا.

وتنتشر في منطقة التنف قوات أمريكية ومعها تنظيمات إرهابية مسلحة تابعة لها مثل "لواء مغاوير الثورة السورية" و"جيش أسود الشرقية"، ويتخذ إرهابيو تنظيم "داعش" من منطقة البادية شمال شرقي السويداء منطلقا لهجماتهم الإرهابية والاعتداء على القرى والتجمعات السكنية بريف السويداء من الجهتين الشرقية والشمالية الشرقية.

1 / 3
الجيش السوري يقترب من إعلان بادية السويداء محررة من داعش الإرهابي
2 / 3
الجيش السوري في بادية السويداء مع الاقتراب من موعد تحريرها من داعش الإرهابي
3 / 3
جنود من الجيش السوري مع اقتراب موعد تحرير بادية السويداء

وكان وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أوضح بتاريخ 28 مايو/ أيار الماضي أن جماعات إرهابية، مرتبطة بـ"داعش" تنشط في منطقة التنف السورية، الواقعة تحت سيطرة الولايات المتحدة، مجددا مطالبة بلاده للولايات المتحدة الأمريكية بسحب قواتها من منطقة التنف السورية.

وشن تنظيم داعش في الـ 25 من شهر يوليو/ تموز الماضي هجوما على مدينة السويداء وعدد من القرى بالريفين الشرقي والشمالي في المحافظة، مستخدما انتحاريين مزودين بأحزمة ناسفة، إضافة إلى أعداد كبيرة من الإرهابيين المزودين بأنواع مختلفة من الأسلحة، هاجموا منازل المواطنين في قرى المتونة ودوما وتيما والشبكي بريف السويداء الشمالي، ما أسفر عن مقتل 215 مدنيا وإصابة نحو 175، واختطاف عشرات المدنيين معظمهم من النساء.

مناقشة