راديو

الحكومة العراقية بين غضب إيران ورضا الولايات المتحدة

ضيف الحلقة: هادي جلو مرعي- رئيس المرصد العراقي للحريات الصحفية ورئيس مركز القرار السياسي العراقي تعليق: المختص في القانون الدولي الدكتور علي التميمي
Sputnik

ذكرت وكالة "فرانس برس"، يوم السبت (11 آب 2018)، أن رئيس الوزراء حيدر العبادي سيزور الاسبوع المقبل، كلا من طهران وأنقرة، الحليفين الاقتصاديين اللذين يتعرضان لعقوبات أمريكية جديدة.

ونقلت الوكالة، عن مسؤول سياسي لم تكشف عن اسمه، قوله إن "العبادي سيتوجه يوم الثلاثاء المقبل إلى تركيا، والأربعاء المقبل إلى إيران لبحث قضايا اقتصادية مع البلدين".

العراق يرفض "تسييس" موقف بغداد من العقوبات ضد إيران

وتأتي هذه الزيارة بعد أن أعلن رئيس الوزراء العراقي عدم تعاطف العراق مع العقوبات الأمريكية المفروضة على إيران، إلا أن حكومته مجبرة على الالتزام بتلك العقوبات، لحماية مصالح الشعب العراقي.

من جانبها أكدت وزارة الخارجية الإيرانية، السبت، عدم علمها بزيارة رئيس مجلس الوزراء، حيدر العبادي، إلى طهران، خلال الأسبوع الجاري.

وقال المتحدث باسم الخارجية الإيرانية، بهرام قاسمي، في تصريحات صحفية، إن "الوزارة لم تتلق أي خبر أو إعلان رسمي، حول زيارة العبادي إلى طهران"، وفقا لموقع بغداد اليوم.

وقد هاجم نائب رئيس غرفة التجارة الإيرانية، بيدرام سلطاني، التزام الحكومة العراقية بالعقوبات الأمريكية ضد إيران، معتبرا أن ذلك سيؤدي إلى ارتفاع الدولار وانهيار العملة الإيرانية.

وقال بيدرام سلطاني في تغريدة له عبر حسابه الرسمي على "توتير"، إن "أحد أسباب صعود الدولار الأمريكي هو تعاون الحكومة العراقية مع العقوبات الأمريكية ضد إيران"، مبينا أن "التزام الحكومة العراقية بتطبيق العقوبات سيؤدي إلى خفض دخول الدولار من العراق إلى إيران".

ما تريده إيران من العراق للخلاص من العقوبات الأمريكية

وانتقد سلطاني في تغريدته، التزام العراق بالعقوبات الأمريكية، قائلًا: "كيف يتصرف بلد صديق وأخ هكذا، ماذا نتوقع من الدول الأخرى"؟

وعن زيارة العبادي إلى طهران وأنقرة يقول ضيف برنامج الحقيقة على أثير راديو "سبوتنيك" هادي جلو مرعي:

"من الطبيعي أن تمتعض طهران من السياسة العراقية فيما يخص العقوبات الأمريكية على إيران، مع أن هناك حاجة لتفهم الموقف العراقي على المستويات الدولية والإقليمية، بسبب الظروف الاستثنائية التي يعيشها العراق، فهو بلد محتل منذ أكثر من خمسة عشر عاما، ويعاني من مشاكل أمنية واقتصادية، وهو أمر انسحب على علاقته مع محيطه الإقليمي والدولي، لذلك فإن العراق يحتاج الى تفهم لموقفه من الأطراف المتصارعة."

وتابع مرعي، " أن زيارة العبادي مهمة إلى طهران في هذه المرحلة لغرض إيضاح الموقف العراقي وشرحه، وأن تفهم تركيا وإيران أن العراق لا يمكن له أن يكون ندا لهما ولا للولايات المتحدة على أساس ما يعانيه من مشاكل، وبالتالي فإنه هو من يحتاج إلى المساعدة لا أن يطلب منه مواقف معينة."

وأضاف مرعي، "طيلة السنوات الماضية كان هناك نوع من التوازن في علاقات العراق مع كل من إيران والولايات المتحدة، حتى في فترات التوتر، فكلا الدولتين تتفهمان الموقف العراقي الصعب، وهذا الموقف لازال مستمرا، ويجب على الأطراف أن تتفهم ذلك".

وأكد مرعي، "أعتقد أن الوضع في تركيا مختلف عن إيران، ذلك أن العقوبات الأمريكية ضد تركيا مؤقتة ولا ترتبط باستراتيجية خاصة بالولايات المتحدة، فالأزمة بين الولايات المتحدة وتركيا أقل حدة من أزمة الأولى مع إيران، وبالتالي فإن العبادي سوف لن يواجه صعوبات مع أنقرة كما هي مع طهران".

إعداد وتقديم: ضياء إبراهيم حسون

مناقشة