راديو

هل بدأ العراق يجني ثمار العقوبات الأمريكية ضد دول جواره؟

ضيف الحلقة: الخبير الاقتصادي الدكتور علاء القصير-رئيس نادي رجال الأعمال العراقيين
Sputnik

أكد رئيس مجلس الوزراء حيدر العبادي، الثلاثاء، أن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان وعد بتزويد العراق بحصته المائية بالكامل. 
وقال العبادي خلال مؤتمر صحفي مع أردوغان في أنقرة إن "زيارتنا إلى تركيا جاءت لتعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين على مختلف الأصعدة"، مبيناً "أننا بحثنا مع أردوغان تعزيز التعاون بين البلدين بمجالات المياه والأمن والزراعة والطاقة والحدود والاستثمار والصناعة والتجارة". 

في ظل العقوبات الأمريكية... إيران والعراق توقعان اتفاقية جديدة
وأضاف أن "الرئيس التركي أكد أن بلاده ستزود العراق بحصته المالية بالكامل"، موضحاً "أننا سمعنا تأكيداً من أردوغان بالمساهمة الفاعلة في إعادة إعمار العراق". 

وأشار العبادي إلى أنه "فيما يخص ملف الأمن وضبط الحدود، يرفض العراق أي اعتداء من الأراضي العراقية باتجاه تركيا أو أي جار آخر"، معرباً عن إدانته لهذه الاعتداءات". 

ولفت رئيس الوزراء، إلى أن "هناك توجيه للشركات التركية للعمل في جميع المحافظات العراقية، فضلاً عن طلب تركي لإعادة فتح قنصليتين في البصرة والموصل". 

وأكد أن "الوفود الفنية في اجتماعات متواصلة لافتتاح المعبر الثاني مع تركيا، وهناك تواصل مستمر خلال هذه الزيارة". 

وتابع العبادي، أن "هناك مسعى لربط شبكة الضغط العالي للكهرباء بين تركيا والعراق ومد أبراج الطاقة من جنوب تركيا إلى الموصل".

ومعروف أن تركيا تتعرض إلى ضغوط اقتصادية أمريكية أدت إلى تدهور سريع في عملتها المحلية، دفعت الرئيس التركي إلى الطلب من مواطنيه دعم العملة المحلية عبر شرائها بالدولار الأمريكي. فهل استغل السيد العبادي هذا التدهور الاقتصادي من أجل الحصول على مكاسب للعراق؟ ضيف برنامج "أين الحقيقة" على أثير راديو سبوتنيك الدكتور علاء القصير يقول حول الموضوع:

"كانت الزيارة التي قام بها العبادي إلى أنقرة مفاجأة، والأخبار تشير إلى وجود مفاجآت أخرى، من هذه المفاجآت الرئيس التركي يقرر أن العراق سوف يحصل على كامل حصته من مياه نهري دجلة والفرات، كما أن العبادي سوف يقف موقفا حاسما أمام دعم الليرة التركية وبنفس الوقت الوقوف ضد الجماعات الإرهابية سواء حزب العمال الكردستاني أو تنظيم "داعش" اللذان يهددان تركيا، وهي مسائل تشير إلى وجود مفاجآت ليست فقط مع الجانب التركي، وإنما أيضاً مع الدول المحيطة بالعراق، ونحن نعلم أن العقوبات الأمريكية المفروضة على إيران قد تجر المنطقة إلى بعض المشاكل، لذلك فإن العبادي قد يضع العراق على السكة الصحيحة التي تحمي اقتصاد العراق ومصالحه، سيما وأن العراق كان يعتمد على إيران في الكثير من الأمور سواء كانت اقتصادية أو سياسية أو حتى اجتماعية على المستوى السياحي، فهي خطوة ذكية من السيد العبادي أتت في ظل التدهور العام، فوضع العملة التركية صعب وسط هبوطها الحاد، وأعتقد أن هناك من دفع العبادي في أن يخطو هذه الخطوة سواء كان إقليميا أو عربيا أو دوليا."

وتابع القصير، "أن العبادي في خطواته الأخيرة عندما ساند الولايات المتحدة الأمريكية في عقوباتها على الجارة إيران أو حتى موقفه مع تركيا، فأنا لا أعتقد أن الولايات المتحدة كان لها الدور الرئيس في دفع العراق لاتخاذ مثل هذه المواقف، فالوضع في تركيا يختلف عن مثيله في إيران، كون الأخيرة تتعرض إلى عقوبات، أما تركيا فلا يمكن تسمية ما تتعرض له من ضغوط عقوبات، وإنما خلاف مع الولايات المتحدة، إلا أن الاقتصاد التركي قوي، وقد تكون مسألة انخفاض عملتها مبنية على سياسة داخلية من أجل تنشيط المنتجات المنتجات التركية ودفع الدول إلى الاستيراد منها."

وأضاف القصير، "أن توجه العبادي نحو تركيا موضوع لن يغضب الولايات المتحدة، وذهابه نحو تركيا قد يشير إلى كونه المرشح القادم لرئاسة الوزراء، وهذا موضوع قد يقف وراءه دافع إقليمي وليس دافع من الولايات المتحدة، والعبادي بزيارته هذه اثبت أنه يمتاز بالحنكة والذكاء في دعم الاقتصاد العراقي، خصوصاً في هذه الفترة التي تشهد أزمة مياه في البلد."

إعداد وتقديم: ضياء إبراهيم حسون

مناقشة