خبير جزائري: معركة الرئاسة محسومة... ووجود مرشحين غرضه التجميل

قبل أشهر قليلة من انطلاق الانتخابات الرئاسية الجزائرية، كشف خبير في الشأن الجزائري عن دور القوى الأجنبية، في اختيار الرئيس الجزائري المقبل.
Sputnik

قال أستاذ العلوم السياسية، والعلاقات الدولية، في جامعة الدكتور مولاي الطاهر بسعيدة، ميلود ولد الصديق، إن الرئيس الجزائري المقبل، لابد أن يجد قبولا لدى القوى الخارجية.

وأوضح الصديق في تصريحات لـ"سبوتنيك" أن العوامل الخارجية؛ ممثلة في بعض القوى الكبرى العالمية والاقليمية، لها دور مهم في رسم معالم المشهد السياسي المقبل في الجزائر، لارتباطها بمصالح ثنائية  اقتصادية  ولوجستية وإقليمية مع البلاد.

وأشار الصديق إلى التعاون بين الجزائر وتلك الدول في مجالات مثل الطاقة، ومكافحة الإرهاب، لافتا إلى أنه إذا كانت فرنسا إلى وقت قريب تعتبر أفريقيا ومنطقة شمال أفريقيا، مجالا حيويا يتبع لها، فإن القوى الأخرى، أضحت تزاحمها ضمن هذا الإطار، وتسجل حضورها بشكل واضح، خصوصا الولايات المتحدة الأمريكية  وروسيا، مضيفا أن الجزائر كبقية دول العالم الثالث، يمارس عليها ضغوط واضحة  في اختيار المرشح الرئاسي، وقد تؤثر بشكل واضح وكبير.

وعن طبيعة المنافسة خلال الانتخابات الرئاسية المقرر لها، أبريل/نيسان المقبل، قال أستاذ العلوم السياسية إنه على خلاف الانتخابات الرئاسية عام 2014، التي شهدت  حراكا واضحا؛ بين بعض مكونات المعارضة، والرئيس الحالي عبد العزيز بوتفليقة،  من المقرر ألا تشهد الانتخابات الرئاسيات المقبلة أي إرهاصات  قبلية، ولا تسبقها أي أجواء تنافسية، سواء على المستوى الشعبي أو الاعلامي أو الحزبي، مبررا بأنه حتى  منتصف شهر يونيو/حزيران الماضي كانت مبادرة التوافق الوطني" التي أطلقتها حركة مجتمع السلم (حمس)،  الحدث الوحيد بمثابة الحجر الذي حرك المياه الراكدة، وبعد أن تبعها  مبادرة "مواطنة" التي أطلقها الرافضون لتولي بوتفليقة رئاسة البلاد لمدة رئاسية خامسة، سارعت أحزاب المولات إلى احتلال المشهد وعقد لقاءات ثنائية وثلاثية،  تضمنت دعوات  صريحة  لرئيس الجمهورية بوتفليقة للاستمرارية، والترشح  لولاية خامسة.

وشدد الصديق على أن بوتفليقة وحده الأقرب للفوز بالرئاسة المقبلة، وليس هناك أي فرص متوازنة لغيره، مادامت أحزاب الموالاة، وأحزاب الأغلبية، ومختلف مؤسسات السلطة  تقف إلى جانبه الادارة، لافتا إلى أن الفترة المقبلة ستشهد ظهور بعض المرشحين  لإعطاء العملية السياسية مصداقية، وتجميل المشهد الانتخابي.

وعن حقيقة وجود صراع بين الشرق الجزائري بقيادة القايد صالح، والغرب الجزائري بقيادة شقيق الرئيس الجزائري، السعيد بوتفليقة، قال أستاذ العلوم السياسية والعلاقات الدولية، إن النظام السياسي الجزائري ينتمي  في طبيعته إلى الانظمة المغلقة، ومن سمات تلك الأنظمة، عدم الوضوح في اتخاذ القرار، فلا تلتزم بمحددات  الدولة الديمقراطية القائمة على المواطنة والشفافية وحرية التعبير، ومن ثم فالأطر التقليدية هي التي تسود عند اقتراب أي موعد انتخابي من جهوية أو قبلية أو عروشية، لافتا إلى أن لغة أصحاب المصالح تسود، فمنذ استقلال الجزائر شهدت البلاد، استقطابات متتالية بين مجموعات متصارعة  تزيد  حدتها، وتنخفض، كلما توصل أطراف معادلتها إلى توافق نهائي يحفظ استمرارية الدولة.

مناقشة