راديو

الصيف يستمر في البصرة والتظاهرات لا زالت تغلي

ضيف الحلقة: الناشط المدني في محافظة البصرة، علي كريم.
Sputnik

فرض حظر شامل للتجول في البصرة بدء من عصر اليوم وحتى صباح الغد
في محاولة لتدارك الاحتجاجات، أعلنت قيادة العمليات العسكرية في البصرة فرض حظر للتجوال على المدينة بأكملها قبيل الساعة التاسعة مساء يوم أمس، حسب التوقيت المحلي وسط احتجاجات عنيفة مستمرة.

وأضاف البيان، أن قوات الأمن ستعتقل أي شخص تمسك به في الشارع وقت سريان الحظر.

وتشهد البصرة ومدن جنوبي العراق مظاهرات شبه يومية، بسبب تردي الخدمات الأساسية، من بينها الانقطاع المتكرر للكهرباء، ونقص مياه الشرب، وعدم توافر فرص عمل للشباب والفساد المستشري.

ومنذ الاثنين الماضي، ارتفعت حدة الاحتجاجات في البصرة، إذ أحرق المحتجون مقر المحافظة والقنصلية الإيرانية ومقرات أحزاب وميليشيات، وترافق ذلك مع مقتل وإصابة متظاهرين.

ضيف برنامج هموم عراقية على أثير راديو "سبوتنيك" الناشط المدني في محافظة البصرة علي كريم، يقول حول تطورات التظاهرات:

"إن ما يحدث في محافظة البصرة عبارة عن ورم انفجر وقام بإحراق الأخضر واليابس، بعد معاناة استمرت طيلة خمسة عشر عاما، فالشارع البصري يعبر عن غضبه ورفضه من خلال تلك الاحتجاجات وعمليات الحرق، ولو كان الموضوع يعبر عن فوضى، لتم عندئذ إحراق القنصلية الروسية التي تجاور القنصلية الإيرانية، ذلك أن المتظاهرين يهاجمون كل من تدخل في السياسة وسبب الدمار في تلك السنوات، وهذا الغضب الجماهيري من المستحيل أن يهدأ ما لم يتم تلبية مطالب المحتجين، وهي مطالب تعبر عن أبسط الحقوق".

وتابع كريم، "منذ سنوات ونحن نخرج بصورة سلمية ونطالب بحقوقنا البسيطة، وليس من أجل ثورة أو انقلاب ولا من أجل تغيير نظام سياسي، لكن لا الحكومة المحلية ولا الاتحادية تستمع لتلك المطالب، بالتالي قام المتظاهرون بتغيير أساليب الاحتجاجات، لكي يسمعوا صوتهم للمسؤولين، ومن ضمن هذه الأساليب أعمال الشغب هنا وهناك، وسوف تزداد عملية الهيجان في الشارع البصري خلال الأيام القادمة، أمام انعدام أبسط مقومات الحياة، وأصبح سيان لدى المواطن الاعتقال أو الموت أو الحياة".

7 قرارات عاجلة من مجلس الوزراء العراقي بشأن البصرة
وأكد كريم، "هناك بعض الجهات السياسية اندست في التظاهرات وقامت بعملية تصفيات، وهو موضوع من الصعب السيطرة عليه في ظل هذا الغضب الجماهيري، وهذا كله لا يمنع من استمرار التظاهرات، التي قد تتطور إلى عصيان مدني".

وعن قيادات التظاهرات يقول كريم، "للأسف فإن تنسيقيات البصرة تحاول أن تتسلق التظاهرات وتوجهها حسب مطالبها، وإذا ما شعرت عجزها عن قيادة المشهد، فإنها تعلن عن براءتها، فليس من المعقول أن تعترض التنسيقيات على إحراق مقر لحزب سياسي ساهم في تدمير البصرة على مدى خمسة عشر عاما، ولا تعترض على قضية الشهداء الذي سقطوا أو على قضية تسمم الآلاف من المواطنين بسبب المياه أو على مسألة انعدام البنى التحتية وغيرها من المشاكل. الشارع البصري لا تقوده أي تنسيقية أو أي جهة أو ناشط ديني أو سياسي، فالتظاهرات تجري بصورة عفوية مطلقة".

وأضاف كريم، "لا يوجد ولا سياسي واحد منذ عام 2003 لغاية الآن اهتم لمحافظة البصرة، بالتالي فإن الشارع البصري لا يثق بأي سياسي ولا توجد لا مرجعية دينية أو سياسية أو عشائرية وقفت مع البصرة طوال تلك المدة، فإذا ما نفذت مطالب البصرة، عند ذلك سوف تنتهي التظاهرات ويعود المواطنين إلى بيوتهم، فالبصرة طوال خمسة عشر عاما ما هي إلا عبارة عن مدينة للموتى".

مناقشة