راديو

هل تعد الأزمة في العراق جزء من الصراع الأمريكي الإيراني

ضيف الحلقة: الكاتب والمحلل السياسي حمزة مصطفى
Sputnik

شهدت جلسة مجلس النواب العراقي التي عقدت السبت لمناقشة تردي الأوضاع في محافظة البصرة جنوب العراق، مشادة كلامية بين رئيس مجلس الوزراء حيدر العبادي ونواب محافظة البصرة، إضافة إلى مشادة أخرى جرت بين العبادي ومحافظ البصرة أسعد العيداني حول موضوع التخصيصات المالية لمشاريع البنى التحية في المحافظة.

بغداد تكشف تأثير أحداث البصرة الأخيرة على إنتاج النفط

وطالبت القائمتان الرئيسيتان اللتان فازتا في الانتخابات التشريعية التي جرت في مايو، الماضي، باستقالة حكومة العبادي، في أعقاب جلسة استثنائية للبرلمان لمناقشة الأزمة القائمة في البصرة.

وأمام تعقد المشهد السياسي العراقي في ظل تظاهرات البصرة وعدم وجود توافقات بين الكتل السياسية الفائزة في الانتخابات البرلمانية الأخيرة، تبقى قضية تشكيل الحكومة واختيار رئيس الوزراء خارج دائرة التكهنات مع وجود المؤثرات الإقليمية والدولية. ضيف برنامج الحقيقة على أثير راديو "سبوتنيك" حمزة مصطفى يقول حول الموضوع:

"أن الأمور تعقدت في المشهد السياسي العراقي بعد المطالبات باستقالة الحكومة، لكن مع ذلك يمكن القول بأنها في طريقها إلى الحل، ذلك أن الأزمات في بعض الأحيان تشتد لتجد في النهاية حلا لها. فما حصل داخل البرلمان العراقي من مشادات كلامية يعبر عن عمق الأزمة في عموم العراق، وأن أخذت البصرة عنوان لها، التي تشهد احتجاجات ومظاهرات وحرق مقرات، ومع أنها بدأت تهدأ، إلا أن الأزمة في جانب منها هي أزمة سياسية مع وجود جانب متعلق بالخدمات التي دفعت المواطنين للتظاهر. وحتى الآن لا نعرف مخارج هذه الأزمة كيف ستكون، فهل توقف مظاهرات البصرة يعد توقفا نهائيا واصبحنا أمام معالجات لحل الأزمة، أم أن الجانب السياسي سوف يطغى على الحراك الشعبي. والاسبوع القادم سوف يبين كل ذلك عندما يلتئم البرلمان العراقي."

مصدر أمني لـ"سبوتنيك": رفع حظر التجول في البصرة العراقية بعد فرضه بساعات

وتابع مصطفى، "إن المطالبة باستقالة الحكومة يعد أمرا غير ذي جدوى، كون الحكومة الحالية هي فقط لتصريف الأعمال، والجهات التي طالبت باستقالة السيد العبادي هي تريد أن تقول بشكل أو بآخر أنها لم تعد تؤيده لولاية ثانية، وهو أمر جديد بالنسبة لكتلة سائرون، كون كتلة الفتح تعتبر منافسة لكتلة السيد العبادي. وموضوع ولاية العبادي الثانية ليس مرتبط فقط بالعراق، وإنما بتحولات إقليمية ودولية، وبالأخص الصراع الأمريكي الإيراني، وما يحصل جزء من هذا الصراع، وربما في نوفمبر المقبل سيتضح الموضوع بشكل أكبر عندما تشتد العقوبات على إيران، وبالتالي مسألة تشكيل الحكومة العراقية سوف تتأخر انطلاقاً من هذه المعطيات، وهذا يفسر عدم استقرار التحالفات نتيجة تلك المؤثرات الإقليمية والدولية."

وأضاف مصطفى، "الولايات المتحدة صرحت أنها تدعم ترشيح السيد العبادي لولاية ثانية، والمبعوث الأمريكي إلى لعراق يتحرك بهذا الاتجاه، أما طلب العبادي من الولايات المتحدة دعمه لإنشاء حكومة طوارئ، فأنا لا أعتقد بذلك، فهو موضوع يتعلق بطلب برلماني، لكن من الممكن الذهاب إلى حكومة إنقاذ وطني، وأن يعد ذلك انقلابا على العملية الديمقراطية".

إعداد وتقديم: ضياء إبراهيم حسون

مناقشة