جزائري: المغرب يصطاد في المياه العكرة بيننا وبين ألمانيا

كشف خبير أمني واستراتيجي جزائري، موقف بلاده من تصريحات المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل عن ملف الصحراء المغاربية، المتنازع عليه بين المغرب والبوليساريو.
Sputnik

 في الوقت الذي رحب فيه مغاربة بتصريحات أنغيلا ميركل، أمس الثلاثاء، خلال زيارتها للمملكة المغربية، عن دعم ألمانيا لجهود المبعوث الأممي هورست كوهلر لحل ملف الصحراء، واعتبروها ترد بحسم على محاولات الجزائر استمالة ألمانيا خصوصا وأن المبعوث الأممي هو أحد مواطنيها، وضمان تأثيرها على توجهاته قبيل البت في القضية من جديد من طرف مجلس الأمن.

قال الخبير الأمني والاستراتيجي الجزائري، الدكتور حكيم غريب، إن ميركل عندما حلت بالعاصمة الجزائرية ثمنت دور الجزائر في استتباب السلم والأمن في منطقة تتسم بالنزاعات، موضحا لـ"سبوتنيك" أنه على عكس ما صورته البروباغندا المغربية، أشادت المستشارة الألمانية بدور الجزائر في تسوية الأزمات في كل من مالي وليبيا وبالدور المحوري الذي تلعبه الجزائر في حل أزمات المنطقة، وهو بمثابة دعم مباشر للطرح الجزائري والدولي في إنهاء الاستعمار المغربي من الصحراء الغربية خاصة أنها أشادت بجهود الجزائر التي سعت جاهدة في مسار المصالحة في مالي بهدف استرجاع السلم والأمن، وأعربت عن "ارتياحها" لكون العمل الذي قام به الرئيس الألماني الأسبق هورست كوهلر، كمبعوث خاص للأمين العام للأمم المتحدة في الصحراء الغربية، جاء تقييمه بطريقة جد إيجابية.

وأكد غريب أن  ميركل عازمة على لعب دور إيجابي في التسريع بحل القضية الصحراوية في إطار الشرعية الدولية.

ووصفت جريدة هسبريس المغربية اليوم تصريحات ميركل بـ"أنه عكس ما روجت له الخارجية الجزائرية، التي وضعت كل ترسانتها لاستمالة صوت البلد الأصلي للمبعوث الأممي، وضمان تأثيرها على توجهاته قبيل البت في القضية من جديد من طرف مجلس الأمن"، وهو ما رد عليه الخبير الجزائري بأن موقف الجزائر في قضية الصحراء الغربية لا يختلف كثيرا عن تصريح المستشارة الألمانية، الفارق الوحيد هو أن موقف الجزائر التاريخي والثابت في مساندة القضية الصحراوية، ودعم تقرير مصير الشعب الصحراوي في نضاله المشروع من أجل الاستقلال  وألمانيا لا تساند أي طرف لا المغرب ولا البوليساريو، وفي نفس الوقت تدعم جهود المبعوث الأممي و هذا نفس الاتجاه الذي تسلكه الجزائر.

لهذه الأسباب لن تستغل الجزائر اعترافات ماكرون في مقاضاة فرنسا

وأشار غريب إلى أن الجزائر تسعى جاهدة لإنهاء الاستعمار المغربي للصحراء الغربية، ومن ثم فهي لا تعارض جهود المبعوث الأممي الذي يتأهب لإرسال دعوات رسمية لطرفي النزاع للجلوس وجها لوجه للتفاوض في إطار الشرعية الدولية ودون شروط مسبقة، لافتا إلى أن المغرب هي  من تراوغ لتعطيل جهود المبعوث الأممي و اطالة عمر القضية الصحراوية.

وقال المسؤول السابق في جهاز الأمن الوطني الجزائري إن "المغرب يحاول الصيد في المياه العكرة بين ألمانيا و الجزائر"، مضيفا أن موقف الدولة الجزائرية ثابت منذ أن سجلت قضية الصحراء الغربية عام 1963 لدى الأمم المتحدة ضمن قائمة الدول غير المستقلة" وأن "الجزائر كانت وستبقى وفية لمبادئها المستمدة من نضالها ضد الاستعمار، في المطالبة بحل النزاع  في إطار تصفية الاستعمار وحق الشعب الصحراوي في تقرير مصيره مؤكدا عليه في كل لوائح وقرارات مجلس الأمن والجمعية العامة للأمم المتحدة ذات الصلة بداية باللائحة 1514 حول منح الاستقلال للبلدان والشعوب المستعمرة المكرسة لحق الشعوب في  تقرير المصير.   
مناقشة