أعلام "داعش" و"التركستاني" تخيم على المنطقة منزوعة السلاح في إدلب

كشف تنظيما "داعش" و"الحزب الإسلامي التركستاني" أمس الجمعة عن سيطرتهما المطلقة على "جسر الشغور" الواقعة ضمن "المنطقة المنزوعة السلاح في ريف إدلب الجنوبي الغربي".
Sputnik

لافروف: نقل الإرهابيين من إدلب غير مقبول "يجب تدميرهم أو تقديمهم للمحاكمة"
ووقعت أمس الجمعة 28 أيلول/ سبتمبر في محافظة إدلب اشتباكات بين "الجبهة الوطنية للتحرير" التي شكلتها تركيا على أنها "معارضة سورية معتدلة" وبين تنظيمي "داعش" و"الحزب الإسلامي التركستاني" (المحظورين في روسيا) في "جسر الشغور" الواقعة ضمن "المنطقة المنزوعة السلاح في ريف إدلب الغربي".

وقالت مصادر محلية في محافظة إدلب لوكالة "سبوتنيك":  إن "الجبهة الوطنية للتحرير" نظمت اليوم في منطقة جسر الشغور احتفالات "بهدف الإيحاء بأن المعتدلين هم من يسيطروا على هذه المنطقة التي أقام بها الأتراك مستوطنات للمتطرفين الأجانب وعائلاتهم"، مشيرة إلى أن "تنظيم الاحتفال تم بناء على تفاهم مسبق بين جبهة التحرير ذات الغالبية السورية"، وبين تنظيمي "داعش" و"التركستاني" المتحدرين بغالبيتهم من دول آسيا الوسطى، وذلك بهدف الإيحاء بأن المنطقة تقع سيطرة تنظيمات تصنفها تركيا على أنها معتدلة وأن حضور الأجانب فيها هو حضور متواضع.

وأضافت المصادر: المفاجأة التي برزت خلال الاحتفال تمثلت بحالة واسعة من الاستياء بين صفوف المقاتلين والمدنيين الأذريين والصينيين وغيرهم من الجنسيات الأجنبية، بعد رفع أعلام الانتداب الفرنسي والأعلام التركية التي يعتبرها التكفيريون الأجانب رموزا للكفر، في الوقت الذي يعتبرون أنفسهم يعيشون تحت راية الإسلام ودولته التي هاجروا إليها من بلدانهم.

موسكو: الاتفاق الروسي التركي بشأن إدلب جاري تنفيذه
وأشارت المصادر إلى أن حالة من الهيجان تصاعدت بين صفوف هؤلاء ومن معهم من الجهاديين السوريين ما اضطر قيادات "داعش" و"الحزب التركستاني" الطلب من منظمي الاحتفالات تنكيس الأعلام التركية وأعلام الانتداب الفرنسي التي تتخذها هذه الفصائل رمزا لما يسمى "الثورة السورية"، إلا أن بعض مسلحي جبهة التحرير رفضوا الامتثال ودأبوا على المغالاة في رفع المزيد من هذه الأعلام تنفيذا لتعليمات نقاط المراقبة التركية التي تصر على إظهار "سيطرة المعتدلين على المنطقة"، ما استتبع مشادة كلامية سرعان ما انقلبت إلى إشهار الأسلحة، ليقوم المقاتلون التركستان باستدعاء قوات الشرطة الإسلامية ووحدات ومقاتلين يرابطون شمال جسر الشغور، وبعد اشتباكات خفيفة قام هؤلاء بمصادرة بعض الأسلحة من جبهة التحرير وتمزيق الأعلام، وطرد مقاتلي الجبهة الوطنية للتحرير باتجاه نقاط المراقبة التركية.

وتابعت المصادر بالقول: إنه سرعان ما تم استئناف هذه الاحتفالات ولكن تحت رايات "دولة الخلافة الإسلامية".

وتنتشر في ريفي إدلب الجنوبي واللاذقية الشرقي إمارات اقامها المهاجرون الآسيويون إلى سوريا مع عائلاتهم مع بعض التجمعات السورية التي تلتقي تتشارك معهم الولاء للدولة العثمانية مثل التركمان.

وتعد الجبهة الوطنية للتحرير التنظيم الأكبر الذي شكلته تركيا مطلع العام الجاري من خلال دمج عدة فصائل إسلامية أبرزها حركة أحرار الشام وفصائل أخرى تمثل الذراع العسكري لتنظيم الأخوان المسلمين الإرهابي في شمال سوريا.

وحركة أحرار الشام الإسلامية" هي تنظيم تكفيري، ووفق نشراته مطلع الحرب على سوريا، يعتبر التنظيم بأن "الديمقراطية شرك".

تهريب قيادات إرهابية من إدلب نحو تركيا والمسلحون الأجانب يستعدون للقتال
في عام 2011، تأسس تنظيم "أحرار الشام" على يدي "الجهادي" الشهير أبو خالد السوري الذي يستحوذ على خبرة قتالية لأكثر من 40 عاما قضاها في أفغانستان والشيشان والبوسنة والعراق وغيرها وصولا إلى مدينة حلب حيث اضطلع هناك بمنصب "أمير حلب"، قبل أن يقتل مع 4 من قادته الآخرين بظروف غامضة في آذار/ مارس 2014.

وأبو خالد السوري هو أيضا رفيق مؤسس "الجهاد العربي في أفغانستان" عبد الله عزام، كما أصبح الملازم لزعيم تنظيم "القاعدة" السابق أسامة بن لادن في "دار ضيافة الأنصار" في بيشاور بباكستان، قبل أن ينتقل بعدها إلى صفوف القتال في الشيشان مرتبطا بزعيم "المجاهدين العرب" المدعو "خطاب" ليلعب بعدها دور اليد اليمنى لـ"أبي مصعب الزرقاوي" في العراق ومن بعده "أبوعمر البغدادي" الذي تسلم قيادة "تنظيم القاعدة في بلاد الرافدين".

وكانت مصادر مطلعة كشفت لوكالة "سبوتنيك" أن "هيئة تحرير الشام" عملت منذ منتصف شهر أغسطس/آب الماضي على دمج مقاتلي "داعش" المتحدرين من جنسيات آسيوية في صفوفها قبل تسهيل انتشارهم بمناطق سيطرة الحزب الإسلامي التركستاني في الجبهتين الغربية والجنوبية الغربية لمحافظة إدلب، فيما قامت الهيئة خلال الأسابيع القليلة الماضية بإسكان وتوطين "الدواعش الخليجيين والعراقيين" المنضوين في تنظيم (أنصار التوحيد) وآخرين يتحدرون من جنسيات عربية وأجنبية مختلقة (كجزر المالديف)، في بعض مناطق ريف حماة الشمالي حيث مناطق سيطرة تنظيم (حراس الدين) الذي يحتفظ بمبايعته لتنظيم القاعدة في أفغانستان.

إرهابيون من "هيئة تحرير الشام" الإرهابية بالقرب من قريتي كفريا والفوعة في سوريا

وخلال السنتين الماضيتين، قدم الآلاف من مقاتلي تنظيم داعش من مناطق مختلفة بينها مدينة الموصل العراقية ومدينة الرقة ومناطق أخرى في البادية السورية، ليستقروا في بلدات الدانا وسرمدا ودركوش على الحدود التركية مع إدلب وغيرها، كلبلدة (كفر هند) التي شهدت مجزرة بحق الدواعش العراقيين وعوائلهم قبل أشهر.

ويعرف "أنصار التوحيد" على أنه الاسم الذي اتخذه مسلحو تنظيم "جند الأقصى" منذ 2016، وهذا التنظيم الأخير الذي لطالما أعلن بيعته لداعش، كان ينشط في ريف حماة الشمالي الشرقي المتاخم لبادية الرقة قبل هزيمته على يد الجيش السوري أثناء عملية تحرير "أبو الظهور" منذ أشهر.

وحافظ تنظيم (أنصار التوحيد) على استقلاليته خلال السنوات الأخيرة، قبل انحسار أفول نجم (الخليفة) أبو بكر البغدادي بعد تحرير معظم الأراضي السورية والعراقية، ليقوم بعدها بالاندماج مع تنظيم (حراس الدين) الذي يقوده مجلس شورى من الأردنيين (أبو جليبيب، أبو خديجة، سامي العريدي…)، والذي يدين بالولاء المباشر لقيادة تنظيم القاعدة العالمي في أفغانستان، ما قد يؤشر إلى أن (أنصار التوحيد) قام بالفعل باستبدال مبايعته للبغدادي المهزوم، والعودة إلى مبايعة أيمن الظواهري.

مناقشة