رئيس برلمان كردستان العراق لـ"سبوتنيك": انقسام واضح في بغداد حول اختيار رئيس الجمهورية

أجرت وكالة "سبوتنيك " لقاء مع رئيس برلمان كردستان العراق يوسف محمد، حيث تحدث رئيس البرلمان عن الانتخابات الرئاسية في العراق والبرلمانية في كردستان والعلاقات مع دول الجوار.
Sputnik

كرئيس لبرلمان الإقليم.. لماذا قررتم عدم الترشح للدورة الجديدة هل ذلك بسبب فوزك في انتخابات البرلمان الاتحادي التي جرت في أيار/مايو الماضي؟

ليس هناك مانع للترشح لعضوية البرلمان في الإقليم أيضا، بالإضافة إلى أنني لم أؤد اليمين الدستورية كعضو في البرلمان الاتحادي للعراق بعد، لكنني لم أترشح لعضوية البرلمان، رأيت أنني أكملت ما يمكن أن أفعله في برلمان الإقليم، تجربتي في برلمان الإقليم كانت صعبة جدا، لكنها خدمتني كثيرا من الناحية العملية، ومن ناحية اكتساب الخبرة، وكذلك أنني أصبحت أيقونة في محاربة الديكتاتورية في الإقليم، التجربة كانت صعبة، ليس فقط بسبب رفضنا لإجراء الاستفتاء، بل لمنعنا من دخول أربيل، وممارسة مهامي كرئيس البرلمان في أربيل، طوال السنوات الماضية، وبعدها إجراء الاستفتاء خارج المؤسسات الدستورية ممثلة في البرلمان.

رفضكم لإجراء الانتخابات كان عاملا كبيرا في تهميش حركة التغيير من المشهد السياسي في الإقليم.. لماذا رفضتم إجراء الاستفتاء على الرغم من علمكم بأنه سيمرر داخل البرلمان لوجود غالبية ديمقراطية؟

انتخابات برلمان كردستان العراق.."الديمقراطي" يسعى للهيمنة و"الاتحاد" يترقب

كانوا يريدون تمرير قرار إجراء الاستفتاء المتخذ خارج البرلمان دون مناقشته في البرلمان، وأنا والسكرتير السابق لرئاسة البرلمان الشيخ فخر الدين قادر، وحركة التغيير بالكامل رفضنا إجراء الاستفتاء في الوقت الحالي، وقلنا إنه يجب أن يناقش إجراء الاستفتاء تحت قبة البرلمان، لكن ما أرادوه هو تمرير توصية بإجراء الاستفتاء، وهو القرار المتخذ من خلال اجتماع للأحزاب السياسية، وليس فقط من رئاسة الإقليم المنتهية ولايته آنذاك، هم كانوا يريدون تمرير القرار من جانب البرلمان للمفوضية، ورفضنا ذلك لأن برلمان الإقليم يمثل كافة الأحزاب والمواطنين في الإقليم، يجب أن يناقش هذه المسألة المصيرية، ولا يمكن اتخاذ قرارات خارج البرلمان، وتمريرها من داخل البرلمان بهذا الشكل.

ولو نوقش هذا الموضوع داخل البرلمان، كان من الممكن أن يتخذ مجموعة من البرلمانيين قرارات وإجراءات أخرى، خاصة من داخل الاتحاد الوطني فقد كانت هناك أصوات رافضة لهذا الإجراء.

ما منعنا من دخول أربيل ليس إجراء الاستفتاء، بل هو رفضنا لتمرير ولاية جديدة للبارزاني، وهذا رفضناه منذ تشرين الأول/أكتوبر 2015.

ما هي خططكم لانتخابات برلمان الإقليم.. كم مرشح لديكم وهل تتوقعون الحصول على 24 مقعدا مثل الدورة الماضية؟

التغيير تقدمت بـ 100 مرشح في هذه الانتخابات، نتوقع الحصول على مقاعد كثيرة، وهذا يستند لمتغيرين اثنين، الأول نسبة المشاركة الجماهيرية، فإذا كانت قوية وكبيرة سيكون لدينا حظوظ بزيادة مقاعدنا لأكثر من 24 مقعد، وأيضا وفقا لنسبة التزوير التي من الممكن أن تحدث، كما حدث في انتخابات أيار/مايو، حيث تم تغيير النتائج بالكامل خاصة في محافظات الإقليم وكركوك، وهناك سخط جماهيري كبير على هذا التزوير.

هل تتوقعون تكرار الأحداث العنف؟

نأمل ألا تحدث مثل هذه الأحداث يومي السبت والأحد.

ما هي الدلائل التي لديكم حول تزوير الاتحاد الوطني والديمقراطي؟

خلال السنوات التسع الماضية نحن نافسنا الديمقراطي والاتحاد الوطني، والدلائل مكشوفة، فالصناديق التي أعيد فرزها بعد الانتخابات الماضية، أثبتت أنه جرى تقليل أصواتنا (التغيير) وزيادة أصوات مرشحي الديمقراطي والاتحاد الوطني، وحصلنا على مقعد واحد في أربيل معقل الحزب الديمقراطي، وجودنا هناك دليل على أننا منافسون، وفي الانتخابات الماضية والحالية لا زلنا ننافسه في أربيل.

ما هو مستقبل حركة التغيير في الإقليم؟

المرشحون لرئاسة جمهورية العراق... وأقربهم للفوز

حركة التغيير أصيلة ومتجذرة في الإقليم، وتجمع كافة القوى التي تريد تغيير الواقع الحالي في الإقليم، والشخصيات والنخب المثقفة تؤيد هذه الحركة أيضا، لذلك مستقبلنا مشرق، ولذلك سيتم إجراء تعديلات وإصلاح بعد انتخابات السبت إن شاء الله، وستشارك هذه الحركة في المستقبل في بناء مؤسساتي برلماني شفاف في الإقليم.

في ظل عدم وجود جناح عسكري كيف تتوقعون استمراركم وسط جناح عسكري للاتحاد الوطني والديمقراطي؟

قوة حركة التغيير في أنها تنافس وتصارع الحزبين الكبيرين في الإقليم دون تحويل الصراع لصراع دموي في الإقليم، ودون تأسيس جناح مسلح أو عسكري، وهذا الأمر سهل جدا في ظل هكذا وجود للصراعات في المنطقة إقليميا ودوليا، فمثلا الشعب في سوريا كان في بداية المظاهرات لم يكن لديهم أسلحة، والآن بعد 7 سنوات أصبحت المشكلة الأكبر بالنسبة للقوى الدولية هو كيفية جمع كل هذا السلاح في سوريا، ولكن قوتنا هو إبقاء الصراع سلميا، وعدم الانجرار للصراعات المسلحة، وعدم الاستسلام للواضع الموجود في الإقليم.

ما هي أبرز الأمور التي تطالبون بتغييرها في الإقليم؟

نحن نطالب بإجراء إصلاح وتغيير في أربع مجالات رئيسية، أولا نظام الحكم في الإقليم وتثبيت النظام البرلماني الذي يتيح الرقابة، والفصل المرن بين السلطات، وكذلك نطالب بإجراء إصلاحات وتغييرات شاملة على النظام الاقتصادي في الإقليم، ومنع الاحتكار، وتثبيت الشفافية ومحاربة الفساد في اقتصاد الإقليم، ونطالب بإجراء تغييرات في النظام الأمني والعسكري في الإقليم، وجعل القوات الأمنية والمسلحة مهنية وجعلها جزء من منظومة الأمن والدفاع العراقية، وهذا ليس خياليا، وهناك الآن جهود دولية في هذا الاتجاه، وهناك تنسيق مكثف من جانب الحلفاء، خاصة بريطانيا والولايات المتحدة، وألمانيا، وفرنسا لجعل القوات المسلحة في الإقليم مستقلة، وهذا الأمر اتحادي أيضا ويجب تطبيقه على القوات الاتحادية أيضا، وكذلك جعل القضاء أكثر استقلالا بعيدا عن الأحزاب والأهواء الشخصية.

وجود أجنحة مسلحة معارضة لإيران وتركيا أيضا فرض واقعا سياسيا صعبا على الأقليم، آخره كان القصف الإيراني لكويسنجق في السليمانية.. ما هو الحل برأيكم في وضع حد لهذه الإشكالية؟

وجود أحزاب المعارضة الإيرانية هنا قديم، فيما قبل تأسيس الإقليم عام 1991، نحن نطالب ببناء علاقات حسن الجوار، وأن يكون هناك ندية في هذه العلاقات، ونطالب هذه الدول بعدم التدخل في شؤون كردستان، ونطالب أيضا بأن تتحول العلاقات بيننا للكيفية التي تؤدي للخير، وحل هذه المشكلة، والعودة للطرق السلمية في حل المشكلة الكردية في إيران، وتركيا أيضا.

وجود هذه الأحزاب لن يوقف القصف الإيراني والتركي للإقليم.. ما الحل الذي تطرحونه؟

دوما نناقش هذه القضايا مع الأصدقاء، نحن نطالب دائما بفتح باب الحوار لحل المشكلات العالقة، بالنسبة لإيران، وتركيا أيضا.

بالعودة لتوزيع المناصب داخل البرلمان.. هل ستقدم حركة التغيير مرشحا لرئاسة البرلمان مرة أخرى؟

في البداية دعونا نرى نتيجة الانتخابات، وبعدها نرى ما إذا كانت حركة التغيير ستدخل في السلطة في الإقليم، أم ستبقى في المعارضة.

لماذا تأجلت انتخابات رئاسة الإقليم ولم تجر كالعادة بالتزامن مع انتخابات برلمان الإقليم؟

نسبة المشاركة في التصويت الخاص على انتخابات برلمان إقليم كردستان العراق

تم تشريع قانون داخل البرلمان وكنا جزء منه بتعليق انتخابات رئاسة الإقليم لما بعد انتخابات برلمان الإقليم، لأننا نطالب بأن يكون النظام في الإقليم برلمانيا، وليس رئاسيا أو مختلط، وطالبنا بعدم إجراء انتخابات رئاسة إلى حين الاتفاق على شكل نظام الحكم في الإقليم.

متى يعلن عن النتائج؟

بحسب القانون الذي شرعناه، سيتم إعلان النتائج داخل المحطات الانتخابات بعد الانتهاء من عملية العد وفرز الأصوات سبتم إعلان النتائج الأولية داخل المحطات الانتخابية.

لماذا لم يؤد نواب حركة التغيير اليمين الدستورية في البرلمان الاتحادي؟

كان هناك استياء كبير من جانب جماهيرينا بسبب ما حدث من تزوير في انتخابات مجلس النواب العراقي، واحتراما لمشاعر ناخبينا لم نؤد  اليمين الدستورية ككتلة التغيير، ولم نقرر ما إذا كنا سنشارك في البرلمان الاتحادي أم لا، وبعد انتخابات برلمان الإقليم ستجتمع القيادة في حركة التغيير وتقرر.

ما هي أبرز ملامح الإصلاحات التي ستجري في الحركة بعد انتخابات برلمان الإقليم؟

ستجري الانتخابات الداخلية في الحركة، وسنعقد المؤتمر العام الجماهيري للحركة، ويمكن أن يؤدي ذلك لانتخاب قيادة جديدة للحركة.

كيف ترون الخلاف بين الديمقراطي والاتحاد الوطني حول منصب رئاسة الجمهورية؟

الكتلة الكردية في البرلمان الاتحادي لم تكن موحدة حتى في الدورات الماضية، ولكن كان هناك اتفاق على توزيع المناصب، والآن هناك خلافات على ذلك بين الحزبين الحاكمين في الإقليم.

هل ترى أن طرح الحزب الديمقراطي لمرشح لرئاسة الجمهورية مؤشر على إلغاء منصب رئاسة الإقليم؟

لا تعليق لدي على ذلك.

كيف ترى التنافس بين فؤاد حسين مرشح الديمقراطي، وبرهم صالح مرشح الاتحاد، ومن برأيك يمكن أن يحظى بتأييد غالبية القوى السياسية في بغداد؟

.هناك انقسام واضح في بغداد، في البيت الشيعي وفي البيت السني أيضا حول اختيار رئيس الجمهورية، والآن بعض القوى تؤيد مرشح الحزب الديمقراطي، وأخرى تؤيد مرشح الاتحاد الوطني

أجرت الحوار سارة نور الدين

مناقشة