سر تخوفات الشارع من المناورات العسكرية بين تونس والسعودية

تساؤلات عدة أثارها الشارع التونسي بشأن المناورات العسكرية الأولى من نوعها التي جرت بين تونس والسعودية.
Sputnik

التساؤلات دارت بشأن المسافة الجغرافية، والتخوف على الحريات التي وصلت لها تونس، وكذلك موقف السعودية من جماعة "الإخوان المسلمين"، خاصة في ظل وجود قاعدة كبيرة لحزب "النهضة" في تونس، فيما رأى البعض أنها جاءت في إطار تعزيز التعاون المشترك بين البلدين. 

من ناحيته قال العميد مختار بن نصر الخبير العسكري التونسي، إن هذه المناورات تعد الأولى من نوعها في تاريخ البلدين.

وأضاف في تصريحات خاصة إلى "سبوتنيك" إن هذه المناورات جاءت في إطار التعاون المشترك بين تونس والسعودية، وأنها تشهد عمليات على مستوى الطيران بين البلدين من خلال طواقم الطيارين السعوديين والتونسيين، وأنها تعد خطوة هامة خاصة أن التعاون المسبق كان على مستوى تبادل الدراسات على مستوى الكيلات الحربية، وأن اللجنة المشتركة المستحدثة تهدف للنظر في كافة العمليات العسكرية التي يمكن التعاون فيها بين البلدين على المستوى التدريبي واللوجستي وتبادل المعلومات.

وتابع أن العلاقات بين تونس والسعودية، هي علاقات مميزة وقديمة، خاصة أن علاقات تونس بالدول العربية مميزة كما هي مع السعودية وغيرها من الدول العربية، وأن المناورات التي جرت جاءت ضمن برنامج التعاون المشترك الذي يهدف إلى تطوير عمليات التعاون والخبرات العسكرية خاصة في ظل الوقت الراهن وعمليات مواجهة الإرهاب في كل مكان.

من ناحيته قال الواء شامي الظاهري الخبير العسكري السعودي، إن المملكة العربية السعودية تجري تدريباتها المشتركة مع تونس في إطار العلاقات المشتركة بين البلدين، على المستوى السياسي والعسكري. 

وأضاف في تصريحات خاصة إلى "سبوتنيك" أن التدريبات التي تجرى في تونس لا علاقة لها بحرب اليمن، وأن التدريبات جاءت في إطار التعاون والتطوير بين البلدين بشكل مستمر، وأن هذه العمليات تجريها معظم الدول بالتعاون مع دول أخرى.

تخوفات الشارع التونسي

تخوفات الشارع التونسي من المناورات حسب آراء البعض جاءت نتيجة التخوفات على الحريات، خاصة أن السعودية تصنف جماعة الإخوان جماعة إرهابية، كما أن السعودية لا تتعامل مع حركة النهضة في تونس.

من ناحيته قال السياسي التونسي منار محمد السكندراني، القيادي السابق في حركة "النهضة" إن التخوفات التي انتابت البعض تتعلق بالحريات، وأن يؤدي التداخل إلى إيذاء الحريات الخاصة بالشعب التونسي، خاصة أن تونس خاضت شوطا كبيرا في الجانب المتعلق بالحريات، وأنه لا يمكن العودة خطوة للوراء، خاصة أن السعودية ترى أن زمن الحريات قد توقف، وهو ما يثير التخوفات لدى الشارع التونسي، إلا أن الثقة الموجودة في الشارع تؤكد أنه لا يمكن العودة إلى الصوت الواحد، وهو ما يجعل شريحة كبيرة مطمئنة على مستقبل الحريات في البلاد.

وأضاف في تصريحات خاصة إلى "سبوتنيك" أن الأمر ليس مخيفا بشكل كبير، خاصة أن الجيش التونسي هو جيش وطني مدني تابع للجمهورية، لا خوف عليه من أي تأثيرات، كما أن وزير الدفاع الذي كان موجود في عهد النهضة هو الموجود في الوقت الراهن.

وتابع أن المسافة  الجغرافية بين السعودية وتونس تطرح تساؤلات، وأن الجميع يطمح أن يكون في إطار تعزيز القوة العربية المشتركة، وأن التخوفات من العمل على إسقاط بعض الأنظمة أو إقصاء بعض التيارات تبدو بعيدة جدا، كما أن قيادات النهضة يرون عملية التدريبات عادية جدا.

مناورات الجيش الجزائري... تدمير أهداف بقذائف حرارية باريومية
وزارة الدفاع التونسية

وكانت وزارة الدفاع التونسية قالت في بيان لها على موقعها الرسمي أنه في إطار تفعيل التعاون العسكري التونسي السعودي، انطلقت بالقاعدة العسكرية بسيدي أحمد بنزرت تنفيذ تمرين مشترك بين جيشي طيران البلدين حتى 12 أكتوبر/ تشرين الأول الجاري.

وبحسب البيان، يهدف هذا التمرين إلى الرفع من الجاهزية القتالية للطيارين، بالإضافة إلى تبادل الخبرات في مجال الإمداد والإسناد الفني.

وأشار البيان إلى أن التعاون العسكري التونسي السعودي اقتصر منذ الثمانينات على اللوجستيك والتكوين وتبادل الخبرات، وأنه في سنة 2016 فعلت اللجنة العسكرية التونسية السعودية المشتركة، حيث انعقدت أوّل دورة في مارس/ آذار 2017 بالرياض، فيما احتضنت تونس أشغال الدورة الثانية في مارس/آذار  2018، والتي تمحورت حول دعم التعاون العسكري في مجالات التكوين والتدريب والتمارين المشتركة،  في عديد الميادين بالإضافة إلى الصحة العسكرية، فيما ستشهد سنة 2019 انعقاد الدورة الثالثة للجنة بالعاصمة السعودية الرياض.

اختتام المناورات

اختتمت المناورات في 10أكتوبر/تشرين الثاني 2018، بحضور قائد القوات الجوية الملكية السعودية الفريق الركن الأمير تركي بن بندر بن عبدالعزيز، اختتام المناورات الجوية السعودية — التونسية في قاعدة "سيدي أحمد الجوية" في بنزرت شمالي تونس.

وبحسب وكالة الأنباء السعودية ألقى الأمير تركي بن بندر كلمة خلال الحفل الختامي، أعرب فيها  عن تقدير حكومة المملكة العربية السعودية للتعاون مع تونس الشقيقة، ومؤكدا على ترسيخ قيم التعاون والإخاء بين البلدين الشقيقين، لبناء قاعدة صلبة لتوحيد المفاهيم والعمل المشترك وتبادل الخبرات في المجالات العسكرية.

مناقشة