بعد تهديد ترامب... سياسيون سعوديون: الرياض ستواجه "النوايا الخبيثة"

قال محللون سعوديون، إن المعلومات، التي تدور في أروقة الحكومة السعودية، تتحدث عن أكثر من ثلاثين إجراء سعوديا مضادا للأطروحات الأمريكية، التي تتحدث عن فرض عقوبات على الرياض.
Sputnik

أعتبر المحللون أن البيان، الذي أصدرته الحكومة السعودية، ردا على الأطروحات الأمريكية بخصوص فرض عقوبات عليها، تتضمن سيناريوهات كارثية على الاقتصاد الأمريكي قبل الاقتصاد السعودي.

وزير الداخلية السعودي يعلق على أنباء مقتل الصحفي السعودي جمال خاشقجي
يقول الدكتور عادل المكينزي، المحلل السياسي وأستاذ الإعلام السياسي بجامعة الملك سعود: "بيان الحكومة السعودية أكد على جوانب عدة، أهمها الثوابت السعودية، والتأكيد على أنها أحد العوامل الأساسية في الاستقرار الإقليمي والدولي من خلال مساندتها للدول في كافة المجالات".

وأضاف لـ"سبوتنيك": "يبرز ذلك، في المساندة الإنسانية عند وقوع الكوارث والحوادث في أي مكان بالعالم، ودعمها الجوانب الإنسانية، وآخرها إعادة العلاقات بين إرتيريا وإثيوبيا، لطبيعة دورها في تعزيز أمن المنطقة تبادر بمثل هذه الأدوار لإبعاد المنطقة من مرحلة التوتر.

واستطرد المكينزي: "علاقة السعودية مع أمريكا كحليف استراتيجي أصبح رصيد سياسي قوي، على الرغم تبدل الحزبين الرئاسيين الجمهوري والديمقراطي"، مضيفا: "تمتد العلاقة منذ حكومة الرئيس الأمريكي فرانكلين روزفلت، وشهدت صعودا وهبوطا، لكنها تظل راسخة ومتينة وقوية".

وتابع: "الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عدل اتجاه البوصلة قليلا، حيث كان هناك تراجع كبير في العلاقة مع أمريكا في عهد الرئيس السابق باراك أوباما، لكن هذا لايمنع من القول أنه، مع الأسف، فإن تصريحات ترامب الأخيرة تدل على أن البعد الدبلوماسي يحرج الحكومة الأمريكية".

وقال المكينزي: "ليس لأحد فضل على السعودية، ولا تخضع إلى إملاءات وسترد بالمثل، وهذا يدل على الدور المحوري لها بالمنطقة"، لافتا إلى أن السعودية ضمن المؤسسين للأمم المتحدة، والجامعة العربية.

واستطرد: "لغة التهديدات لا تنفع مع السعودية لما لها من الثقل الديني والسياسي والاقتصادي، بالإضافة إلى الثقل التاريخي الذي أكدها الحاضر وسيؤكدها المستقبل"، مضيفا: "ستظل المملكة باعتراف المنظمات الدولية والإقليمية دولة محورية نجحت في معالجة مشكلات في المنطقة واسهمت في إطفاء الإرهاب والتطرف وإنقاذ الآلاف من الأبرياء في الدول الغربية لقدراتها الاستخباراتية".

ويقول: "التاريخ يؤكد أن المملكة تتمتع بقدر كبير من الصبر والحكمة في إدارة الاختلافات مع الدول وهذا لا يعني أنها ستغض الطرف على استخدام لغة التهديد، وهنا يجب أن يفهم الجميع أن المملكة تتعامل مع الآخر (صغر أم كبر) باحترام وعلى هذا الاخر التعامل معها على أسس الاحترام المتبادل والدبلوماسية بعيدا عن الاستعراضات الانتخابية ولغة التهديدات التي لا تليق بين المختلفين فضلا عن الأصدقاء التاريخيين".

رسميا... أمريكا تدعو السعودية للتحقيق في اختفاء الصحفي خاشقجي
من جانبه أكد الأكاديمي والمحلل السياسي السعودي الدكتور حمدان الشهري لـ"سبوتنيك"أن بيان الحكومة السعودية بشأن تصريحات ترامب، يعكس حجم ومكانة وثقل المملكة وموقفها الكبير الذي تلعبه في المنطقة بشكل إيجابي في حفظ الأمن والسلم في مواجهة الإرهاب (إرهاب إيران وداعش والمليشيات الإرهابية في المنطقة وغيرها من إرهاب المنطقة)، وانضمامها إلى التحالف الدولي لمحاربة الإرهاب، وتنظيمها التحالف الاسلامي لمحاربة الإرهاب الذي ضم 40 دولة عربية واسلامية، وقيامها بالنيابة عن الأمم المتحدة في تنفيذ قرارا (2216) في التحالف العربي".

وأضاف: "المملكة تقوم بدور كبير على الساحة في كل مجال، ومكانة السعودية إذا هددت سترد على ذلك وأكثر لأن السعودية ليست إيران أو دولة مارقة تعمل أعمال في المنطقة تخريبه لتعامل بمثل هذه الطريقة".

وقال الشهري: "يوجود من استخدم قضية اختفاء جمال خاشقجي بطريقة غير مبررة، واستخدام سياسي خبيث، والسعودية تتعامل مع المواقف السياسية بحكمة تمكنها من حفظ أمن المنطقة والسلام، وذلك ما يحدث في اليمن، وقبل ذلك في مصر، والبحرين عندما تدخلت فيها وانهت الطموحات الإقليمية والدولية".

وتابع: "السعودية جاهزة للتصدي لكافة الأطراف الدولية والإقليمية التي تحيك لها النوايا الخبيثة".

وعلق على البيان، مدير قناة "العربية"، تركي الدخيل، في مقال كتبه على موقع "العربية.نت" قال فيه: "إذا وقعت أمريكا عقوبات على السعودية، فسوف نكون أمام كارثة اقتصادية تهز العالم، بل ربما تصبح عملة تسعير برميل النفط هي العملة الصينية اليوان بدلا من الدولار، وسيرمي ذلك كله الشرق الأوسط بل العالم الإسلامي في أحضان إيران، التي ستكون أقرب إلى الرياض من واشنطن".

وتابع: "التعاون بين الرياض وأمريكا ودول الغرب، سيصبح جزءا من الماضي، وسيدفع السعودية التوجه إلى روسيا والصين لتلبية احتياجات الرياض العسكرية وغيرها، وإيجاد قاعدة عسكرية روسية في تبوك شمال غرب السعودية، وتحول حماس و"حزب الله" من عدوين إلى صديقين، كما أن الاقتراب لهذا الحد من روسيا سيؤدي للاقتراب من إيران وربما التصالح معها.

وتابع: "ستخسر الشركات الأمريكية أهم عميل، فالسعودية تشتري 10 في المئة من مبيعات شركات السلاح في أمريكا، و85 في المئة من الجيش الأمريكي، فيما يبقى لبقية دول العالم خمسة في المئة فقط".

واستطرد: "يضاف إلى ذلك تصفية أصول واستثمارات الرياض البالغة 800 مليار دولار في أمريكا، وحرمان الولايات المتحدة من السوق السعودية، التي تعتبر أحد أكبر عشرين اقتصادا في العالم".

مناقشة