راديو

الحكومة العراقية القادمة تكنوقراط أم محاصصة؟

ضيوف الحلقة : السيد محمد الكربولي النائب في البرلمان العراقي والسيد رائد فهمي عضو كتلة سائرون والمحلل السياسي السيد هشام الهاشمي
Sputnik

يواصل رئيس الوزراء العراقى المكلف عادل عبد المهدى مشاوراته لتشكيل الحكومة الجديدة، وتقديمها  للبرلمان قبل المهلة المحددة، وسط تحديات كبيرة تواجهه مع إصرار الكتل السياسية على نيل مقاعد وزارية بعينها، مع تمسك عبد المهدي برؤية الزعيم الشيعي مقتدى الصدر بتمكين أكبر عدد من التكنوقراط المستقلين من الوزارات.

الحكومة العراقية: إعفاء الفياض من مناصبه لم يخلف أي فراغ أمني

قرر رئيس الوزراء العراقي المكلف عادل عبد المهدي العمل خارج المنطقة الخضراء فى العاصمة العراقية بغداد، وذلك فى أول قرار جرىء لرئيس الوزراء المكلف للعمل خارج تلك المنطقة، وهو ما سيدفع السلطات العراقية لفتح الشوارع والطرق التي تم إغلاقها خلال السنوات الأخيرة.

وكان زعيم التيار الصدري الزعيم الشيعي مقتدى الصدر، أعلن فى وقت سابق أن قائمة سائرون التي يرعاها، تنازلت عن حصتها فى حكومة عادل عبد المهدي لصالح شخصيات مستقلة يختارها رئيس الوزراء العراقي المكلف، داعيا القوائم الأخرى إلى أن تحذو حذوه.

يذكر أن الرئيس العراقي برهم صالح كلف، في الثاني من أكتوبر / تشرين الأول الجاري، عادل عبد المهدي بتشكيل الحكومة الجديدة، وينص الدستور العراقي على إعطاء مهلة 30 يوما لرئيس الوزراء المكلف لتشكيل حكومته.

محمد الكربولي، النائب في البرلمان العراقي، يري أن عبد المهدي بدأ بالفعل في المضي في هذا الاتجاه من خلال الاعتماد علي الشخصيات التكنوقراط المستقلين وهي بداية جيدة لمشروع القضاء علي المحاصصة مع مرور الوقت فلن يقضي عليها بين يوم وليلة، نظرا لطبيعة التشكيلة  السياسية في العراق القائمة علي النظام البرلماني وطبيعة التركيبة الاجتماعية في البلاد القائمة علي أسس عرقية وطائفية.

عبد المهدي: نجاح الحكومة العراقية يحتاج لدعم سياسي وجماهيري قوي

أما السيد رائد فهمي عضو كتلة سائرون فيري أن ما يفعله عادل عبد المهدي، هو عنوان المرحلة القادمة في العراق وبغض النظر هل سيفلح عبد المهدي بنسبة مائة بالمائة أم لا فإن البدء في حد ذاته خطوة للأمام تشير إلي أن محاصصة العهود السابقة لن تعود سواء في نسبتها أو حجمها وهو أمر جيد علي أية حال.

وأضاف فهمي أن بعض الكتل تدفع في الاتجاه المعاكس وهو الحفاظ علي المحاصصة مثل بعض الكتل السنية والكردية وهو ما يعطل إنجاز عبد المهدي الذي يريده، لافتا إلي أن كتلة سائرون، التي ينتمي إليها تنازلت بالفعل عن حصتها في الحكومة لصالح التكنوقراط.

ويرى هشام الهاشمي، المحلل السياسي، أن ما يفعله عادل عبد المهدي هو نوع من الإعلام السياسي ليس إلا، واسترضاء للرأي العام ولكتلة سائرون، مشيرا إلي أنه لن يستطيع أن يغادر مربع المحاصصة وتوزيع المناصب علي أساسها، وإلا فلن تحظي حكومته بالقبول داخل البرلمان وسترفضها الأحزاب، التي سيتخطاها إلي التكنوقراط باستثناء سائرون.

ولفت الهاشمي إلي أن أقصي ما يستطيع عبد المهدي فعله هو أن يعتمد ما يسمي تكنوقراط حزبي أي شخصيات متخصصة، لكن لديها انتماء حزبي ما يسترضي به الأحزاب الممثلة في البرلمان، وهو ما سيحظي بقبول الأحزاب، وهو أمر مختلف عن المحاصصة السابقة علي أية حال، مضيفا: "لكنه ليس جديدا تماما".

إعداد وتقديم: خالد عبد الجبار

مناقشة