مدينة انطلقت منها الكتابة في العالم... يحرم فيها طفل من التعليم

سلم النجاح يصبح عائقا أمام طفل عراقي لم يتجاوز سن العاشرة من عمره، وحرمانه من الالتحاق بأصدقائه في مدرسة نجح في الصفوف الأربعة الأولى منها، في محافظة ذي قار، جنوبي العراق.
Sputnik

"أريد القراءة والكتابة مع أصدقائي، واللعب معهم، والذهاب في سفرة مدرسية..أريد كتابا ودفاتر وأقلام..أريد كرسيا أوتماتيكيا"، أحلام لخصها الطالب سجاد حسين الغرابي، بحزن وحسرة في حديثه لمراسلة "سبوتنيك" في العراق، عن حرمانه من التعليم بسبب "سلم".

أحلام

ويقول "سجاد" وهو طالب في الصف الخامس الابتدائي في مدرسة "النصر" بقضاء النصر في محافظة ذي قار — المدينة التي انطلق منها حرف الكتابة الأول في الأرض، مسترسلا أحلامه التي بالأصل حقوقه كفرد:

400 ألف طفل عراقي مشرد بعد معركة الموصل
"أحتاج من مدرستي أن تحسسني أنني معاق، أريد كتبا ودفاتر ولوازم دراسية كاملة، وأن يعاملوني مثل أصدقائي بالمدرسة..أنا محروم من العب أو المرح في سفرة مدرسية معهم".

وأضاف "سجاد" أريد أن يتحملوني، عندما أتأخر في الكتابة، والإجابة، لأنني، لا استطيع القراءة والكتابة مثل باقي زملائي، كما أريد مرافق صحية خاصة، لأنني أتأذى كثيرا في استخدامي تلك الموجودة في مدرستنا.

أمنيات ظل "سجاد" يحلم بها وهو جالس في البيت بعد حرمانه من الذهاب إلى المدرسة بسبب مكان الصف الخامس الذي نجح له من الرابع، في الطابق الثاني من المدرسة، وعدم استطاعه صعود السلم بكرسيه المتحرك.

حاول أب الطفل "سجاد" إقناع مدير المدرسة، بتخصيص صف للخامس في الطابق الأرضي مراعاة لأبنه الذي يعاني من ضمور في الخلايا الحركية.

وصرح الأب، حسين الغرابي، لمراسلتنا، عن حملته التي قادها لإنقاذ طفله من الحرمان وإعادته إلى المدرسة، عبر مواقع التواصل الاجتماعي وعلى رأسها موقع "الفيسبوك" لإيجاد حل ودفع البرلمان إلى تشريع قوانين تنصف هذه الفئة من الأطفال.

ويقول الغرابي:

في البدء أنا أب لستة أطفال، ثلاثة منهم معاقين كليا، احدهم وهو صاحب المشكلة التي عرضتها بمواقع السوشيال ميديا، "سجاد" هو طالب في الصف الخامس ابتدائي، ويعاني كأخوته من ضمور بالخلايا الحركية أقعدته عن الحركة نهائيا، ورغم تمتعه بذكاء ونباهة، رفضت إدارة مدرسته قبوله في الصف الخامس ابتدائي لهذ العام رغم نجاحه من الصف الرابع، والسبب هو أن الصف في الطابق العلوي،  ما يصعب على ولدي المعاق الوصول إليه".

بالفيديو ..طفل عراقي شاهد على رجم "داعش" للنساء
وأوضح الغرابي، حولت إقناع إدارة المدرسة، بتغيير مكان الصف لأجل هذا الطفل لكن بدون أي فائدة، وما أزعجني وأبكى أبني، هو جواب المدير حيث قال (لا نستطيع تغيير نظام الصفوف لأجل ابنك، ابحث له عن مدرسة أخرى، أو مدرسة أهلية (على حسابك الخاص).

وأكمل الغرابي، كوني ناشط في حقوق الإنسان بحكم شهادتي وعملي بالمحاماة قررت أن أحول القضية إلى الرأي العام والضغط باتجاه تفعيل القانون، والاهتمام بالجانب الإنساني لهذه الشريحة الواسعة — ذوي الاحتياجات الخاصة، في العراق، وهذا ما لقي تفاعل واهتمام رواد مواقع التواصل الاجتماعي وشكل ضغط كبير على وزارة التربية.

ويطالب الأب في ختام تصريحه، من الحكومة العراقية بالسعي الحثيث لأجل أعداد قوانين وإرسالها للبرلمان، وتفعيل ما هو موجود ويخدم مصلحة هذه الشريحة المظلومة، ومحاسبة مدير المدرسة لعدم اهتمامه بالجوانب الإنسانية وإغفاله القوانين.

ودون الطفل سجاد على سبورته الخاصة في داخل منزله، عبارة أراد نقلها إلى إدارة مدرسته التي بدأت فيها امتحانات وقطع فيها زملائه شوطا في الدروس، عبارة نصها "لا تحرموني من التعليم" عسى أن يعاد النظر بمكان صفه وجعله في الطابق الأول دون سلم يحجب عنه النجاح ويحرمه حقه في الحياة.

وتضامن الناشطون في مواقع التواصل الاجتماعي، مع حالة الطفل سجاد مشاركين هاشتاكات مختلفة للضغط على المدرسة ووزارة التربية لإعادته إلى مدرسته وزملائه الذين أخبرنا بإنه يشتاق لهم وللحديث والدراسة معهم.

مناقشة