حجو: بالرصاص والقصف... هكذا قتل الإرهابيون و"التحالف" آلاف الأطفال السوريين

لقي عشرات آلاف الأطفال السوريين مصرعهم على يد الجماعات الإرهابية المسلحة خلال سنوات الحرب التي تشهدها البلاد منذ عام 2011.
Sputnik

وقال مدير عام الهيئة العامة للطب الشرعي في سوريا، الدكتور زاهر حجو لوكالة "سبوتنيك": إن عشرات آلاف الأطفال السوريين لقوا مصرعهم على يد الجماعات الإرهابية المسلحة خلال سنوات الحرب التي تشهدها البلاد منذ عام 2011.

وأضاف الدكتور حجو: "منذ بداية الحرب شهدنا الكثير من عمليات قتل الأطفال بشكل متعمد من خلال القنص المتعمد من مسافات بعيدة، وكذلك عمليات الإعدام الميداني بإطلاق الرصاص من مسافات قريبة، إضافة إلى العديد من حالات قطع الرؤوس، إلى جانب قيام الميليشيات المسلحة باستهداف الأحياء السكنية في مختلف المدن السورية، والمدارس بشكل خاص بالقذائف الصاروخية وبالسيارات المفخخة".

عائلات سورية غادرت مناطق الإرهابيين عبر الممرات الإنسانية التي افتتحتها الدولة السورية بالتعاون مع الروس

وتابع الدكتور حجو: خلال سنوات الحرب لم تتمكن مدن سورية عديدة من إحصاء عدد الضحايا، وخاصة أن هذه المدن كانت تقع تحت سيطرة الإرهابيين، "ومع أن ما تم فحصه من جثث للأطفال في مديريات وأقسام الطب الشرعي يمثل أرقاما مرعبة في بعض المحافظات، إلا أن هذه الأرقام لا تعبر عن العدد الحقيقي، فليس كل الضحايا يعرضون على الطب الشرعي، كما أن أعدادا كبيرة من جثث الأطفال دفنت في مقابر جماعية خلال اقتحام المجموعات الإرهابية للمدن والقرى السورية، ويتم اكتشافها شيئا فشيئا اليوم بعد تحرير هذه المناطق من قبل الجيش السوري".

4300 طفل قتل في حلب خلال الحرب

واستطرد الدكتور حجو: قبل احتلال الميليشيات الإرهابية لإدلب، كنت مدير الطبابة الشرعية في المحافظة، وبفترة وجيزة قمت بفحص العشرات من جثث الأطفال الذين قضوا على أيدي الإرهابيين، وبعد سيطرة المسلحين على المحافظة، انتقلت إلى حلب "حيث تم تسجيل مقتل نحو 4300 طفل في محافظة حلب وحدها خلال سنوات الحرب، وهذا الرقم هو فقط ما تم فحصه من جثث أطفال في أقسام الطب الشرعي، وقد تنوعت طرق قتل هؤلاء الأطفال بين القنص والإعدام الميداني والموت بشظايا القذائف التي كان يطلقها المسلحون من المناطق الشرقية للمحافظة الواقعة تحت سيطرة المسلحين، باتجاء الأحياء الغربية التي ظلت تحت سيطرة الدولة، وكانت الجماعات المسلحة تكثف إطلاق قذائفها الصاروخية باتجاه المدارس في توقيت انتهاء الدوام وانصراف التلاميذ، ما أدى بشكل متعمد إلى إيقاع خسائر فادحة بأرواح الأطفال.

وأضاف: سنويا كان الإرهابيون يقنصون بشكل متعمد 50 إلى 60 طفلا في مناطق التماس بحلب بين أحيائها الشرقية الخاضعة لسيطرة الإرهابيين وأحيائها الغربية الخاضعة لسطلة الدولة السورية، كانت الإصابات دقيقة، وتستهدف الرأس أو القلب، وقد أثبتت فحوصات الطب الشرعي أن عمليات القنص تمت في جميع الحالات من مناطق سيطرة المسلحين بالأحياء الشرقية، حيث أن فوهة دخول الرصاصة في الجثة هي من جهة الشرق، أما فوهة الخروج فكانت من جهة الغرب.

وتابع الدكتور حجو: وفي عام 2016 عند تحرير الأحياء الشرقية لحلب، قام الإرهابيون بإعدام 21 مدنيا في أحد سجون "جبهة النصرة" الإرهابية (المحظورة في روسيا) بمنطقة الكلاسة، معظمهم من الأطفال والنساء، قبيل ساعات قليلة من انسحابهم، تم قتلهم بإطلاق الرصاص في مؤخرة الرأس من مسافة قريبة جدا، كما أن "فيديو" جريمة مقاتلي حركة "نور الدين الزنكي" عندما قطعوا رأس الطفل الفلسطيني عبد الله عيسى بمخيم حندرات لا يزال يحظى باهتمام العديد من وسائل الإعلام والتواصل الاجتماعي.

قذائف الإرهاب على دمشق قتلت 2800 طفلا

وأوضح الدكتور حجو أن أقسام الطب الشرعي أحصت في حماة 1100 طفل تم قتلهم على يد الإرهابيين، أما في دمشق فهناك أكثر من 2800 طفل قتلوا خلال سنوات الحرب، بقذائف الإرهابيين وبالتفجيرات الإرهابية والانتحارية، لا بل وصل الأمر أحيانا إلى إرسال آباء لأطفالهم لتنفيذ عمليات انتحارية، كما فعل الإرهابي "أبو نمر" من "جبهة النصرة" نهاية عام 2016، عندما فخخ طفلتيه وأرسلهما إلى مخفر شرطة الميدان بدمشق لتتمكن إحدى الطفلتين من تفجير نفسها داخل المخفر ومن قتل العشرات.

عائلات سورية خرجت من مناطق الإرهابيين في إدلب

وأشار الدكتور حجو إلى أن الجرائم التي يرتكبها الإرهابيون بحق المدنيين وخاصة الأطفال، لا تزال مستمرة، ففي نهاية شهر تموز/ يوليو الماضي قتل مسلحو تنظيم "داعش" الإرهابي (المحظور في روسيا) أكثر من 230 مدنيا معظمهم من الأطفال والنساء، خلال هجومهم على قرى محافظة السويداء، وهذه الجرائم مستمرة بحق الأطفال في مناطق شرق الفرات، وتشارك بها إلى جانب المجموعات الإرهابية، طائرات التحالف الأمريكي التي تستخدم أسلحة محرمة دوليا وتفتك بالمدنيين.

وتابع الدكتور حجو: في الرقة نسمع كل يوم عن استخراج عدد من الجثث المدفونة إما في مقابر جماعية أو تحت الأنقاض، حيث حولت الطائرات الأمريكية أحياء سكنية بأكملها إلى مقبرة جماعية دفنت فيها عشرات آلاف المدنيين والأطفال تحت الأنقاض بحجة الحرب ضد مقاتلي "داعش" الذين أخرجتهم القوات الأمريكية عبر قوافل برية تحت حماية مروحياتها، قبل تدمير الرقة فوق رؤوس المدنيين، وما نسمعه عن استخراج يومي من قبل "قوات سوريا الديمقراطية" للجثث من تحت الأنقاض، هو أرقام مخففة جدا بهدف التغطية على الجريمة الأمريكية في الرقة.

بحضور صحفيين روس وأجانب... الأهالي يروون تفاصيل مجازر بريف حماة (فيديو+صور)
وأشار الدكتور حجو إلى أن تنظيم "داعش" الإرهابي قام خلال سنوات سيطرته على بعض المدن السورية بتجنيد آلاف الأطفال في صفوفه، واستخدمهم للقتال في الصفوف الأمامية، واستخدم بعضهم في عمليات انتحارية داخل التجمعات السكنية.

ولفت الدكتور حجو إلى أن "تنظيم الخوذ البيضاء الإرهابي شارك بارتكاب العديد من المجازر بحق الأطفال، لقد قتلوا عشرات الأطفال السوريين من أجل تصويرهم على أنهم ضحايا لقصف الجيش السوري، وأنهم، أي الخوذ البيضاء، يقومون بعمليات الإنقاذ"، والأمر نفسه حصل في عدة "مسرحيات كيميائية" وقد كشفت منظمة "أطباء سويديون لحقوق الإنسان" شهر أبريل/نيسان 2017 خداع ما يسمى بالـ"الخوذ البيضاء" الذين يسمون أنفسهم منقذين وطوعيين لم ينقذوا الأطفال السوريين، بل على العكس قاموا بقتلهم لأجل تصوير مقاطع إعلامية أكثر واقعية، موضحة أنه بعد التدقيق بالمقاطع المسجلة التي تظهر معاناة أطفال سوريين نتيجة "هجوم كيميائي" توصل الخبراء السويديون إلى أن "المنقذين" يقومون بحقن الطفل بجرعة أدرينالين في منطقة القلب بواسطة حقنة ذات إبرة طويلة، مع العلم أن الإسعاف الأولي لمصابي الهجوم الكيميائي لا يتم بالطرق التي يقوم بها هؤلاء الإرهابيون، مضيفة أنه "وحسب الفيديو، تم تخدير الطفل بمخدر عام ويظهر الطفل وهو يحتضر بسبب زيادة جرعة المخدر ولم تظهر على الأطفال أي أعراض تسمم بالغازات الكيميائية، لقد كانت جريمة قتل مصورة على أنها عملية إنقاذ، حسب جريدة "Veterans Today" الأمريكية.

انخفاض عدد الضحايا الأطفال

وختم الدكتور حجو بالقول: اليوم نشهد انخفاضا كبيرا بعدد الضحايا من الأطفال بعد تمكن الجيش السوري وحلفائه من تحرير محافظات ريف دمشق ودرعا والقنيطرة وبادية السويداء الشرقية مناطق شمال حمص وجنوب حماة وشرقها، ولكن وللأسف تستمر هذه الجرائم ضد الطفولة في محافظة إدلب وتقع بشكل يومي في مناطق سيطرة تنظيم "جبهة النصرة" والميليشيات المرتبطة به، كما هو الحال في المنطقة الشرقية حيث تسيطر قوات التحالف الأمريكي والتنظيمات الإرهابية المرتبطة به.

مناقشة