تونسية تحكي تجربتها في تغطية الانتخابات الأمريكية: هذا ما يميز الناخب الأمريكي عن العربي

حددت صحفية تونسية مميزات الانتخابات الأمريكية والفارق بينها وبين الانتخابات في الدول العربية.
Sputnik

قالت الصحفية التونسية، خولة بن قياس، المتواجدة بالولايات المتحدة الأمريكية لتغطية انتخابات التجديد النصفي إن أبرز ما يميز الانتخابات الأمريكية التي تابعتها في عدة مدن بولاية بوسطن هو وعي المواطنين بأهمية التصويت، والذهاب إلى صناديق الاقتراع للتصويت لمن يخدم مدينتهم، واختيار الشخص الذين يثقون به، لافتة في تصريحات خاصة لـ"سبوتنيك" إلى أن المختلف هنا عما يحدث في الانتخابات في الدول العربية عموما، ومنها تونس بشكل خاص هو أن الانتخاب يكون لشخص يخدم المجتمع في مدينة معينة، وليس شخص ينتمي لحزب معين، موضحة أنه قد تكون سياسة ترامب الخارجية سيئة، وأغلب الأمريكيين غير راضين عنه، لكن حسابات المواطنين عند التصويت تختلف، فهم يتحدثون عن المرشح الذي ينتمي لمنطقتهم ويثقون بأنه سيعمل على خدمتهم وتحقيق مصالحهم، بصرف النظر عن كونه يتبع الحزب الجمهوري أو الديمقراطي.

الصحفية التونسية خولة بن قياس، في أثناء تغطيتها لانتخابات التجديد النصفي الأمريكية

وشددت بنت قياس على العقلية الأمريكية مختلفة عنا نحن شعوب العالم العربي، فنحن نتعامل بمبدأ انصر أخاك ظالما كان أو مظلوم، بينما الأمريكان تحكمهم عند التصويت مصلحة المدينة أو الحي، فالكل يفكر بشأن محلي وإيجابي  فتجد بشكل مباشر مصلحة العامة تنفذ، لأن النظام الفيدرالي في أمريكا يجعل من كل ولاية دولة مستقلة بذاتها، لها مجلس وقانون خاص يحكمها، مفسرة بأنه في بوسطن مثلا، ممنوع التدخين في الشارع وممنوع المظاهرات إلا بتصريح، لكن في واشنطن أو يوتا لديهم قانون مختلف لأن لديهم دستور خاص ومجلس شيوخ خاص.

وأشارت الصحفية التونسية إلى أن الانتخابات بدأت في ولاية بوسطن منذ الساعة السادسة صباحا بتوقيتهم، ورغم أن الطقس في بوسطن ومدن مجاورة ممطر لكن الناس ذهبت للتصويت، وكان الإقبال كثيف في  مختلف الأماكن، فهناك من يذهب باكرا أو آخر النهار، والمتقاعدون يذهبون في المساء، لأنه في أمريكا لا يوجد عطلة ليذهب الجميع للتصويت بل من يجد الفرصة يذهب.

وأشارت أنه طبقا لقانون الانتخابات في أمريكا، من حق مساندي المرشحين أن يقفوا أمام مراكز الاقتراع، طوال مدة التصويت ليواصلوا مساندة مرشحيهم.

انتخابات التجديد النصفي في أمريكا

ولفتت المتابعة لسير الانتخابات الأمريكية إلى أن المثير فيها  أن نتيجتها تظل مجهولة حتى الانتهاء من فرز الأصوات في كل الولايات، لأن قانون الانتخابات الأمريكي، لا يعتمد على نسبة التصويت، وإنما نظام الولايات هو من يحسم الربح أو الخسارة، ضاربة المثل بالانتخابات الرئاسية الأمريكية الأخيرة التي تنافست فيها هيلاري كلينتون ودونالد ترامب، حيث فاز ترامب رغم حصول كلينتون على مليوني صوت أكثر منه، بفضل أصوات كبار الناخبين أو ما يسمى في أمريكا "بالمجمع الانتخابي".

وأكدت الصحفية التونسية أن أبرز ما لمسته خلال تغطيتها للانتخابات الأمريكية هو التعايش بين الأمريكيين من ذوي الأصول المختلفة، والتجانس بين المواطنين الأمريكيين بغض النظر عن دينهم أو لونهم أو أصلهم، فكلهم مواطنون تجمعهم المصلحة، لافتة إلى أنها عندما سألت سيدة أمريكية عن أسباب دعمها  لمرشحة من أصول أفغانية؛ قالت لها "أنا أساندها لأنها أمريكية ولأنها وعدت بخدمة المنطقة، ولأننا ضد أي تمييز، كما أنه كلنا، لاجئين نبني أمريكا".

مناقشة