راديو

هل دخلت الحكومة العراقية في خلاف مع الولايات المتحدة

أكد رئيس مجلس الوزراء عادل عبد المهدي، الثلاثاء، أن العراق لن يسمح بأية إملاءات أمريكية تخص أي ملف بما فيه العقوبات على إيران.
Sputnik

وقال عبد المهدي في جلسة جمعته بالنخب العراقية، إن "أمريكا تريد أن تفرض عقوبات، هذا أمر يعنيها، ولسنا أيضاً جزء من أي عدوان على دولة أخرى".

ضيف برنامج "هموم عراقية" على أثير راديو "سبوتنيك" المحلل السياسي الدكتور أحمد الأبيض، يقول حول تصريح السيد رئيس الوزراء العراقي:

"إن قراءة السيد عادل عبد المهدي للجيوبوليتيك غير دقيقة، على الرغم من أنه يملك بعد نظر سياسي وتنظير، ذلك أنه يعلم أن الأمريكان لا يأتون بصيغة املاءات وإنما بصيغة البحث مع حلفائهم، فهم في فترة من الفترات السابقة كانوا يعتبرون العراق مهيأ أن يكون حليفا، لكن تغير الحال، خصوصاً في الفترة التي حكم فيها السيد المالكي والتي امتدت ثمانية سنوات، وحاولوا بعد ذلك مد يد العون للسيد العبادي، كي يكون حليفا."

وتابع الأبيض: "اليوم إدارة ترامب جادة في موقفها من إيران، على عكس الوضع في إدارة الرئيس باراك أوباما، لذلك فإن الولايات المتحدة تضع اليوم في أولوياتها الحرب على إيران بعد انتهاء الحرب ضد "داعش"، فهي لديها حلفاء في المنطقة، متمثلة بدول الخليج، كما أنها تعول على العراق لإسنادها بذلك. لذا فإن تصريح السيد رئيس الوزراء العراقي غير موفق، خصوصاً وأن العراق يحتاج الكثير من الدعم، في ظل وضع اقتصادي مربك، وهو لا يستطيع المضي دون دعم المجتمع الدولي، الذي يرتبط بالإرادة الأمريكية، على هذا الأساس يجب أن يكون موقف العراق واضح."

وأكد الأبيض على:

"عبارة أن العراق يبتعد عن سياسة المحاور، هي عبارة غير مفهومة في السياسة، وليس للعراق القدرة في الابتعاد عن سياسة المحاور، بل هو يعد جزءا من تلك السياسة، ولذلك فإن محاولات الإفلات من المحور الأمريكي سوف يجعله في مواجهة الولايات المتحدة، والعكس صحيح، فالأمريكان ليس لديهم إملاءات، وإنما لديهم مطالبات، وهم قدروا وضع العراق وسمحوا له بالتعامل مع إيران، ولكن بشرط أن يكون بالدينار العراقي، وعندما يرفض أي مسؤول عراقي المضي في تطبيق العقوبات، عليه أن يجد بديلا في التعامل مع إيران، فالعراق يحصل على الدولار من خلال المصارف الأمريكية عبر بيعه للنفط."

وأضاف الأبيض: "الأمريكان لا يريدون للعراق أن يكون في مواجهة مسلحة مع إيران، وإنما الموضوع متعلق بحصار وضرورة تطبيقه، وعندما صرح رئيس الوزراء السابق السيد العبادي بالتزام العراق بالعقوبات الأمريكية المفروضة على إيران، أتهم في أنه مع الجانب الأمريكي، مع العلم أن العراق ليس له القدرة إلا بتحقيق تلك العقوبات. لذا فإن تصريح السيد عادل عبد المهدي مستعجل وغير مدروس بشكل دقيق. وإن ما دفع السيد عبد المهدي لمثل هذا التصريح هو أن الكتلة البرلمانية التي تدعمه الآن هي حليفة لإيران، وهو لا يريد أن يدخل في مواجهة معهم، خصوصاً وأن حكومته غير مكتملة لحد الآن."

إعداد وتقديم: ضياء إبراهيم حسون

مناقشة