متظاهرون يحاصرون أعضاء الحكومة المحلية في جنوب العراق

حاصر متظاهرون في محافظة البصرة، أغنى مدن العراق، جنوبا، أعضاء الحكومة المحلية أثناء جلسة استثنائية، ومنعهم من التصويت على محافظ جديد ينتمي لأحد الأحزاب الإسلامية، خلافا لمطالب الاحتجاج.
Sputnik

وتجمهر المتظاهرون، احتجاجا، منذ عصر الجمعة، إلى المساء، أمام مبنى المحافظة وسط المدينة، بعد تلقيهم معلومات بثت عبر مواقع التواصل الاجتماعي وعلى رأسها "فيسبوك" وتويتر عبر منشورات وتغريدات تفيد بعقد المجلس جلسة استثنائية للتصويت على عضو تيار الحكمة "علي شداد الفارس" محافظا للبصرة.

بالفيديو... محافظ البصرة يشتبك مع أصحاب "السترات الصفراء"
وأفاد أحد المتظاهرين المشاركين، في الاحتجاج، لمراسلة "سبوتنيك" في العراق، اليوم، بإن عناصر الحمايات الشخصية لأعضاء مجلس محافظة البصرة، أطلقوا النار الحي لتفريق التظاهرة، في حين استخدمت الأجهزة الأمنية الغاز المسيل للدموع من جهتها.

ومن جهته صرحت إدارة صفحة البصرة المدونة عبر موقع التواصل "فيسبوك"، لمراسلتنا، موضحة ما حصل، خلال التظاهرات في قلب المدينة، قائلة:

"الذي حصل أن تيار الحكيم، جاء بأبرز قياداته، وهم "عبد الحسين عبطان" وزير الشباب والرياضة السابق، وحميد المعله، إلى البصرة للاتفاق، مع بقية الأحزاب السياسية للتصويت على "علي شداد الفارس" وهو أيضا من أعضاء تيار الحكمة في المحافظة، وجعله محافظا بديلا عن الحالي "اسعد العيداني"، بصورة غير قانونية"..على حد تعبير الصفحة.

ويضيف موقع البصرة، أنه أبلغ الناس عبر الصفحة، حول ما سيجري في الجلسة، وعلى ضوء ذلك خرج شباب البصرة، ومنعوا عقد الجلسة التي حددت على إنها استثنائية، وحضرها 11 عضو عن مجلس محافظة البصرة.

وأكد الموقع، أنه تمت محاصرة الأعضاء الـ11 في داخل مبنى المحافظة، من قبل المتظاهرين، حتى أطلق عناصر الحماية، النار وتفريق التظاهرة، كذلك الغاز المسيل للدموع.

وأختتم الموقع، أن الأعضاء تمكنوا من الخروج ومغادرة المبنى، بعد انسحاب المتظاهرين، وتعرض البعض منهم لحالات اختناق إثر الغاز المسيل للدموع، منوها إلى أن مطلب البصريين الآن هو محافظ مستقل بعيد عن الأحزاب الإسلامية.

قائد عمليات البصرة: مستعدون لحماية التظاهرات بشرط (فيديو)
وانطلق أبناء محافظة البصرة الغنية بالنفط والنخيل، بتحشيدات شعبية، وعبر مواقع التواصل الاجتماعي، لتظاهرات غاضبة تشمل عدة مدن منها المركز، احتجاجا على تجاهل المطالب وبقاء الوعود لتنفيذها قيد التصريحات فقط دون تطبيق على أرض الواقع المتردي.

وحتى أواخر آب/ أغسطس الماضي، قاربت حصيلة العنف الذي طال المتظاهرين المنتفضين ضد الفقر في البصرة، أغنى مدن العراق، أقصى الجنوب، الـ400 شخص ما بين قتيل وجريح، ومعتقل، ومجهول المصير، منذ شهر حزيران/ يونيو الماضي  حيث الاعتصام بمطالب جدد إضافة إلى توفير العمل والخدمات.

وحسب الحصيلة التي حصلت عليها مراسلتنا، أواخر أغسطس الماضي، قتل أربعة متظاهرين، وأصيب 250 آخرون بجروح، نتيجة قمع التظاهرات من قبل الأجهزة الأمنية في مناطق متفرقة من محافظة البصرة، منذ يونيو الماضي.

أما عدد المتظاهرين الذين تم اعتقالهم، من قبل الأجهزة الأمنية، فقد بلغ خلال شهرين من بدء التظاهرات 137 معتقلا، في حين تم تسجيل 6 أشخاص ضمن "مجهولي المصير" تم اعتقالهم ولم يتم معرفة مصيرهم.

وتشهد محافظة البصرة منذ يوم 20 يونيو/ حزيران الماضي، تظاهرات بدأها عاطلون عن العمل ضد انعدام فرص التشغيل، لينظم إليهم الآلاف من أبناء المحافظة مع مطالب أخرى لتوفير الخدمات على رأسها الكهرباء والمياه الصالحة للشرب مع إيجاد حلول للبطالة المتفاقم.

وتعتبر البصرة الواقعة في أقصى جنوب العراق، من أغنى مدن البلاد نفطيا ويعتمد عليها الاقتصاد العراقي بنسبة كبيرة، بالإضافة إلى أنها المنفذ البحري الوحيد بموانئها التجارية المطلة على الخليج.

مناقشة