بالصور... جميلات العراق بانتظار سياح العالم

تنتظر الحوريات المتجملات بأطواق من الأقلام المزمارية وألواح السومريين الأقدم في التاريخ، وسط وجنوبي العراق، سياح العالم من مختلف الأرجاء، للمرح والعوم على مياه صافية لحد الشرب، تحت شمس دافئة بين أندر أنواع الطيور والأسماك.
Sputnik

بعد احتضارهن... الحياة تعود بأعجوبة إلى حوريات العراق (صور)
وانتعشت الحوريات وهن مسطحات من اليابسة بين مستنقعات مائية ساحرة مشابهة لجمال جزر المالديف في المحيط الهادي، بعد شهور من تفطر بشرتها إثر جفاف أوقع العراق ودول المنطقة في خطر فقدان المياه تماماً، حتى حلت الأمطار والسيول خلال أسابيع قليلة من الآن.

وبدأ العراق، منذ أيام، تنظيم الرحلات السياحية لأهواره التي أدرج من بينها على لائحة التراث العالمي، في محافظتي ذي قار التي انطلق منها حرف الكتابة الأول في التاريخ للبشرية، وميسان مع براريها التي تدفأت بالبراعم الخضراء للنبات البرية وزهورها خلابة الألوان.

يحدثنا الناشط البيئي في محافظة ميسان، أحمد صالح نعمة، في تصريح خاص لمراسلة "سبوتنيك" في العراق، اليوم الخميس،  عن انتعاش أهوار البلاد، وما تحمله معها من بشرى تنعم العراقيين بصيف أقل سخونة من الماضي.

الناشط البيئي في محافظة ميسان، أحمد صالح نعمة

ويقول نعمة: خلال هذا الشهر، نزلت أمطار في ميسان، ومناطق، الجنوب، والوسط، والشمال، وعن أهوار محافظتنا، رجعت ما يقارب أكثر من 65 % من الوضع الطبيعي لمياهها، بعد أن أصابها الجفاف خلال الفترة الماضية من العام الجاري.

وأكد نعمة، أعلنا قبل أسبوع استعداد المحافظة لاستقبال السواح، للسياحة البيئية في الأهوار التي وصل فيها عمق المياه إلى متر و6 سم، وهذا أمر مبشر بخير..، كما أن البوادي في ميسان، اكتست باللون الأخضر نتيجة الأعشاب البرية وهذا مؤشر جيد جدا على أن الصيف القادم سيكون اقل سخونة من الماضي.ولفت نعمة، إلى أن عرض المودلز بالزي التراثي العراقي، أقيم بواسطة مدير دار الأزياء العراقية، عقيل المندلاوي، في داخل أهوار الجبايش.

ولفت نعمة، إلى أن عرض المودلز بالزي التراثي العراقي، أقيم بواسطة مدير دار الأزياء العراقية، عقيل المندلاوي، في داخل أهوار الجبايش.    

واختتم الناشط البيئي البارز في ميسان، مشيرا إلى أنه بعد إعلان المحافظة بدء الرحلات السياحية البيئية لأهوارها وطبيعتها، بدأت شركات السياحة بالاتصال لتنظيم السفرات، "ونحن في طور إكمال التجهيزات".

وقبل نحو شهرين، كان الجفاف قد وصل إلى أهوار جنوب العراق، في محافظة ميسان تحديدا، وحتى "هور الحويزة" المضاف على لائحة التراث العالمي المحمي ضمن محميات اليونسكو جف هو الآخر، بعد أن كانت المياه فيه مرتفعة، وصافية تصل نسبة صفائها إلى 100 في المئة.

وقد واجه نهر "دجلة" الذي ينبع من جبال طوروس، جنوب شرقي الأناضول في تركيا ويمر في الأراضي السورية، وبعدها يدخل العراق عند بلدة فشخابور، منذ منتصف العام الجاري، خطر الجفاف إثر سد أليسو التركي، بعد شهور قليلة من تنظيفه من الدماء والجثث التي طالما رماها "داعش" الإرهابي (المحظور في روسيا)، بعد قتله المدنيين، في محافظات نينوى، وصلاح الدين، والأنبار، شمال وغربي البلاد.

جميلات العراق بانتظار سواح العالم

وأطلق أبناء محافظة ميسان، ديسمبر/ كانون الأول العام الماضي، حملات لإنقاذ الأهوار في مدينتهم، عبر مواقع التواصل الاجتماعي، وبثوا من خلالها صور تظهر الجفاف الذي أكل من جسد نهر دجلة، لدرجة أن الأطفال نزلوا إلى منتصف جاف تماما من النهر، للعب الكرة والمرح بالتراب.

واستطاع العراق، أن يدخل بأهوار من ميسان، على لائحة التراث العالمي، بعد أن كانت تواجه الجفاف والهلاك لسنوات طويلة لوحدها دون منقذ أو منجد تموت معها نباتات القصب والبردي التي استخدمها السومريين للكاتبة المسمارية العائدة إلى 300 سنة قبل الميلاد.

وبلغ عدد السياح الذين زاروا أهوار ميسان، خلال شهري شباط/ فبراير العام الماضي، وآذار/ مارس الماضيين، ما بين (6-7) آلاف سائح، والأعداد كانت في توافد مستمر حينها.

جميلات العراق بانتظار سواح العالم

وجاء السياح لاسيما البغداديون، عبر شركات سياحية ساهمت بدور كبير في فتح باب السياحية الآثارية في البلاد ومنها، شركة شبعاد العراق، التي اقتبست اسمها من الملكة السومرية الجميلة "بو أبي"، تنظم كل جمعة وسبت "العطلة الرسمية في البلاد" رحلات إلى أهوار ميسان والناصرية وأثار بابل بشكل خاص، وتأخذ العوائل إلى جمال وسحر التراث العراقي وثرواته غير المستثمرة.

وصرح المدير التنفيذ بشركة شبعاد العراق، علي كاظم، لمراسلة "سبوتنيك" في العراق، في 6 إبريل/ نيسان الماضي، بأنه تم تنظيم 15 رحلة إلى أهوار ميسان، في كل رحلة عشرات الأفراد — بينهم من أعجبه الذهاب مرة أخرى بسبب استمتاعهم وأن الرحلات نالت استحسانهم.

مناقشة