"تسريب" يثير الجدل في لبنان... ومكتب سعد الحريري يحسم الأمر

أصدر المكتب الإعلامي لرئيس الوزراء اللبناني المكلف، سعد الحريري، بيانا ينفي فيه ما نشرته جريدة "الأخبار" اللبنانية بشأن تفاصيل لقائه مع رئيس مجلس النواب اللبناني نبيه بري.
Sputnik

وقال المكتب في بيانه: "أوضح مصدر مقرب من الرئيس المكلف سعد الحريري أن ما نشرته جريدة الأخبار عن اللقاء الأخير بين الرئيسين الحريري ونبيه بري، يتضمن على جري عادتها رواية مختلقة ومحرفة وإسقاطا لحوار لا أساس له من الصحة".

صحيفة: إسرائيل تنتقم وترد على أنفاق "حزب الله" في لبنان

وكانت "الأخبار" نقلت عن مصادر ما قالت إنه تفاصيل ما دار بين الرئيسين نبيه بري وسعد الحريري في لقائهما الأخير، السبت الفائت، عندما جاء الرئيس المكلّف بتأليف الحكومة حاملاً إلى رئيس المجلس طلبات وزير الخارجية جبران باسيل، وهي تخلّي بري عن وزارة البيئة لمصلحة التيار الوطني الحر، وتسليم وزارة الإعلام لحركة أمل، وإخراج الشباب والرياضة من حصة حزب الله وتسليم الحزب وزارة دولة، على حد زعمها.

وزعمت المصادر أن بري لم يصدق ما طلبه الحريري، فسأله كاظما غيظه: "سعد.. من يؤلّف الحكومة؟ أنت أم جبران؟ اخترعتم قصة (جواد) عدره وقبلناها ثم انقلب عليها جبران، والآن تريدون انتزاع وزارات منا لمصلحة جبران؟"، فردّ الحريري مبررا: "أنا ما خصني بقصة عدره… وهذه مطالب جبران ورئيس الجمهورية".

وادعت المصادر أنه قبل أن يُنهي بري لقاءً لم يستمر أكثر من 12 دقيقة، قال لضيفه: "شوف دولة الرئيس، الصبي مات… وعلينا البدء من جديد… نحن حصتنا من النواب تعطينا ما بين 7 و8 وزراء، ولم نعد نكتفي بالوزراء الستة (حركة أمل وحزب الله) يا حبيبي يا سعد، نحن ما عاد عندنا أسنان… كلها تخلّعت بالسياسة. قلّو لجبران يروحوا يقلّعوا شوكهم بإيديهم… ولو استمرت العرقلة لعيد الميلاد 2019، أنا مش مستعجل… أنتو الخسرانين".

وبعد أن قال الرئيس اللبناني، ميشال عون، إن تشكيل الحكومة الجديدة يمضي بأسرع من المتوقع، عاد ليفاجئ اللبنانيين بأن معركة سياسية تحول دون تشكيلها.

الحريري: الحكومة أصبحت قريبة من التشكيل

قال عون، في أعقاب خلوة عقدها مع البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي، قبيل القداس الذي أقيم في بكركي بمناسبة عيد الميلاد، إن "عملية تشكيل الحكومة تواجه معركة سياسية تحول دون التأليف"، بعد تعثر المبادرة الأخيرة لتذليل ما باتت ‏تعرف بالعقدة السنية لتمثيل "سنة 8 آذار" في الحكومة، وفقا لما نقلته إذاعة "صوت لبنان".‎

وأكد أن "ثمة من يسعى إلى إحداث تغيير في الأعراف والتقاليد في لبنان"، داعيا إلى الصلاة من أجل أن تحل صعوبات تشكيل الحكومة التي يبدو أنها بحاجة إلى بعض الوقت.

وفي عظة الميلاد، لفت الراعي إلى أن الشعب اللبناني كان ينتظر هديّة العيد ‏حكومة جديدة بعد انتظار 7 أشهر كاملة، تخرجه من قلق المعيشة والأزمة، ‏معتبرا أن أصحاب القلوب الفارغة من الحبّ والمشاعر الإنسانية، والولاء ‏للوطن والإخلاص للشّعب، خنقوا فرحة العيد‎.

واستبعدت مصادر مطلعة في تصريح ‏لصحيفة "الشرق الأوسط" أن يحدث أي خرق قبل بداية العام المقبل في ظل توقّف ‏المبادرات والاتصالات بين الأطراف المعنية بشكل شبه كامل.

وكان الرئيس اللبناني، ميشال عون، قال إن "تشكيل الحكومة أسرع من المتوقع لأن النظام اللبناني توافقي ويوجب إشراك الجميع في حكومة الوحدة الوطنية العتيدة وخطة النهوض الاقتصادي ستنطلق فور تشكيلها".

كما أعرب رئيس الوزراء سعد الحريري، عن أمله في أن يتم الانتهاء من تشكيل حكومة وحدة وطنية، الجمعة الماضية.

وحالت الخلافات السياسية المتعددة المستويات دون إتمام عملية التشكيل الحكومي، التي اصطدمت بعقد كثيرة، وتدور العقدة الرئيسة في تشكيل الحكومة اللبنانية الجديدة حول ما يسمّى بتمثيل النواب السنّة المستقلين، وهم ستة أعضاء في البرلمان اللبناني مقرّبون من "حزب الله"، الذي يصرّ على تمثيلهم بوزير واحد في التشكيلة الحكومية الجديدة.

مناقشة