"تمرد" يهدد مكانة عالمية للسعودية... وأمريكا تعتلي عرشها

ذكر مقال تحليلي لـ"دويتشه فيله" أن الولايات المتحدة أضحت في سابقة تاريخية أكبر منتج للنفط في العالم بإنتاج وصل إلى نحو 12 مليون برميل يوميا، متجاوزة بذلك المملكة العربية السعودية.
Sputnik

قرار سعودي لم يتخذ منذ 30 عاما... والمملكة تستعد لرسائل غضب من ترامب
وتساءلت الوكالة الألمانية في مقالها المعنون بـ"أسواق النفط تتمرد على النفوذ السعودي!"، عن التبعات الدراماتيكية لذلك على السعودية التي تفقد تحكمها بمفاتيح سوق النفط.

وأشار المقال إلى أنه في خريف 2014 حضر وزير النفط السعودي آنذاك خالد النعيمي اجتماع منظمة الدول المصدرة للنفط "أوبك"، ليفرض على الأخيرة تبني وجهة نظر بلاده القائلة بعدم تخفيض إنتاج النفط رغم تدهور الأسعار خلال تلك السنة إلى أكثر من النصف من حوالي 110 إلى ما دون 50 دولارا للبرميل إذ أصرت السعودية بدعم سياسي أمريكي وغربي على إبقاء معدل الإنتاج دون أي تخفيض رغم خسائرها المالية الناجمة عن ذلك بحجة حرصها على استقرار الاقتصاد العالمي. غير أن الهدف الأهم من وراء ذلك لم يكن الاستقرار بقدر ما كان تركيع روسيا وإيران سياسيا بسبب مواقفهما من أزمتي سوريا وأوكرانيا.

كما أشارت إلى أن "رياح أسعار النفط مشت بين عامي 2014 و2016 بما لا تشتهيه السعودية، فقد تدهورت الأسعار لفترة أطول من الفترة المرغوب بها ووصلت في عام 2015 إلى نحو 30 دولار للبرميل على ضوء زيادة إنتاج الولايات المتحدة وروسيا والعراق وغيرها من النفط الخام. وهو الأمر الذي أنذر السعودية التي بدت ومعها ودول أوبك عاجزة عن فعل شيء بسبب خلافاتها من جهة وتراجع حصتها من جهة أخرى في سوق النفط العالمي".

وأضافت أنه:

هكذا ومع الفشل في تحقيق الأهداف السياسية إزاء إيران وروسيا من جهة، وتزايد العجز في الموازنة السعودية وتقلص احتياطاتها المالية بشكل سريع من جهة أخرى، بدأ تعاون نفطي سعودي روسي غير مسبوق في تاريخ سوق النفط. وقد أثمر هذا التعاون نهاية عام 2016 عن اتفاق بين أوبك ورسيا على قيامهما معا بإعادة تحديد حصص الإنتاج وخفض الإمدادات بنحو 1.8 مليون برميل يوميا مع بداية 2017 بهدف وقف التدهور ورفع الأسعار.

وأثمر هذا الاتفاق خلال أقل من سنتين، إذ ارتفع سعر البرميل إلى حوالي 80 دولار للبرميل مع حلول خريف العام الماضي. غير أن هذا السعر تراجع بنسبة زادت على الثلث خلال الشهرين الماضيين. وبذلك تدهورت الأسعار إلى حدود تتراوح بين 44 إلى 53 دولار للبرميل حسب نوعية النفط.

وفسرت "دويتشه فيله" جمود الأسعار وبقائها على مستوى منخفض في الوقت الحالي، إلى نمو المخزونات الأمريكية، إذ وصل هذا الإنتاج إلى أكثر من 11.6 مليون برميل يوميا في سبتمبر/ أيلول الماضي 2018 لتصبح الولايات المتحدة بذلك المنتج الأول للذهب الأسود متخطية روسيا والسعودية اللتان وصل إنتاجهما اليومي في نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي وعلى التوالي إلى 11.2 و11 مليون برميل يوميا.

وأضافت أنه بفضل هذا التحول الذي يمكن وصفه بالتاريخي تمكنت واشنطن مؤخرا ولأول مرة منذ صعودها كقوة عظمى من التحول إلى بلد يصدر من النفط أكثر مما يستورد. وتتوقع إدارة معلومات الطاقة الأمريكية بأن يتجاوز الإنتاج الأمريكي 12 مليون برميل يوميا مع نهاية العام الجاري. وهناك فرصة لرفع مستوى الإنتاج الأمريكي إلى أكثر من 15 مليون برميل يوميا في غضون 3 إلى 5 سنوات. ومما يعنيه ذلك تفويت الفرصة على المنتجين الآخرين وفي مقدمتهم السعودية للتحكم في سوق النفط العالمية كما كان عليه الأمر سابقا.

مناقشة