راديو

باحث سياسي: العراق اليوم في نهاية الطريق

بين الأربعاء الماضي (9 كانون الثاني 2019)، واليوم الاثنين (14 كانون الثاني 2019)، استقبلت بغداد أربع شخصيات دولية وإقليمية وعربية بارزة، بدءا بوزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو، مرورا بوزير الخارجية الإيراني جواد ظريف، انتهاء بالعاهل الأردني الملك عبد الله الثاني، ووزير الخارجية الفرنسي جان لودريان.
Sputnik

عن أسباب هذه التحركات الدولية صوب العراق، يقول ضيف برنامج "الحقيقة" على أثير راديو "سبوتنيك" الباحث السياسي كريم بدر الحمداني:

"موضوع الزيارات ليس له علاقة في الدبلوماسية فقط، وإنما عقد صفقات واتفاقات ومعاهدات، وهو مؤشر على أن العراق بدأ يستعيد وضعه الإقليمي كلاعب مهم في الشرق الأوسط، وهناك حراك ينم عن حالة معينة في الشرق الأوسط، ويريد أن يسحب العراق إلى جهة ما، أو يريد أن يحيد العراق، أو أن الموضوع بحاجة إلى عقد معاهدات يمسك العراق فيها العصا من المنتصف، فهو يقع بين محورين مهمين، أحدهما بقيادة روسيا وإيران، والآخر بقيادة الولايات المتحدة، وكل محور يحاول أن يجذب العراق اتجاهه، والكرة اليوم في ملعب الساسة العراقيين."

وتابع الحمداني، "العراق انتصر على أكبر مخطط إرهابي في العالم، المتمثل بتنظيم "داعش"‘ وبالتالي يعد ذلك رسالة دبلوماسية وسياسية مهمة، كما أن الدول تقف أمام دولة نفطية مهمة في المنطقة، ولديها ثروات وموقع استراتيجي مهم، وهذه الدول تحاول أن تحصل على موطأ قدم لها في العراق."

اقرأ أيضا — ما علاقة الانتشار الأمريكي في العراق بالعقوبات ضد طهران

وفي ظل المشاكل العديدة التي يعانيها العراق وصعوبة مسك العصا من المنتصف في علاقاته الدولية، يقول الحمداني:

"ليس أمام العراق خيارات متعددة، والخيار الوحيد هو التوازن في هذه الفوضى العارمة، وغير ذلك ممكن أن يؤدي إلى تقسيم العراق أو تعاد فوضى الإرهاب مرة أخرى، وأمام العراق فرصة كبيرة، حيث أن الدول تبحث عنه، بسبب وجود مشاريع كبرى يجب أن يكون للعراق رأي فيها، ولاخيار أمام العراقيين إلا بمسك العصا من المنتصف."

وأضاف الحمداني، " العراق دفع ثمن خمسة عشر عاما بسبب التدخلات الخارجية، والعراق اليوم في نهاية الطريق، ولا يوجد لديه القدرة على إعادة إنتاج نفس الواقع السياسي السابق، حيث تغيرت جميع المعطيات الداخلية والدولية."

إعداد وتقديم: ضياء إبراهيم حسون

مناقشة