شرارة من نار الدبابة الصغيرة تخترق حصار مدينة كبيرة

يصادف العام الحالي 2019 الذكرى الـ 75 لفك الحصار عن ثاني أكبر مدينة روسية خلال الحرب العالمية الثانية.
Sputnik

وتمكنت القوات الألمانية الغازية من محاصرة مدينة لينينغراد (بطرسبورغ حاليًا) في بداية خريف عام 1941 بعد أن فشلت في فتحها. وقام الجيش الأحمر (جيش اتحاد الجمهوريات السوفيتية) باختراق حصار لينينغراد في الشهر الأول من عام 1943.

دبابة "تي-60"

جدير ذكره أن الدبابات لعبت دورا كبيرا إن لم يكن رئيسيا في كسر حصار لينينغراد. والمقصود بالدبابات التي تم بفضلها اختراق دفاعات القوات الألمانية المحاصِرة لمدينة لينينغراد هي الدبابات من طراز محدد (تي-60).

وتمتعت دبابة "تي-60" بقدرة قتالية كبيرة حتى أن الألمان سموها بـ"الجرادة غير القابلة للإبادة".

وتم تصنيع الدبابة الأولى من طراز "تي-60" في غضون أسبوعين في يوليو/تموز 1941. وكانت ألمانيا وحلفاؤها قد اعتدوا على روسيا وغيرها من الجمهوريات السوفيتية المتحدة في 22 يونيو/حزيران 1941.

1 / 17
بطاريا المدافع المضادة للطائرات بالقرب من كاتدرائية "القديس إسحاق"، تعكس الغارة الليلية على الطيران الألماني
2 / 17
امرأة تجر زوجها الذي أصبح هزيلا جراء مجاعة لينينغراد، خلال حصار المدينة
يوميات حصار مدينة لينينغراد (8 سبتمبر/ أيلول 1941 - 27 يناير/ كانون الثاني 1944)
صورة أرشفية من متحف تاريخ لينينغراد الحكومي
3 / 17
ركام المنازل بعد الصقف في شارع بيساتيليا، لينينغراد
4 / 17
نيفسكي بروسبيكت بعد القصف المدفعي الألماني النازي، لينينغراد
5 / 17
سكان مدينة لينينغراد المحاصرة في حي نيفسكي بروسبيكت. وفقا لمعطيات مختلفة، قضى الحصار على 600 ألف إلى 1,5 مليون شخص.
الصورة من أرشيف متحف تاريخ لينينغراد الحكومي
6 / 17
تلاميذ المدارس يجمعون الرشاشات في مصنع "لينوتيب" قبل توجهها إلى البجهات القتالية ضد ألمانيا النازية
7 / 17
"دوروغا جيزني" (طريق الحياة) - الطريق الوحيد الذي يمر عبر بحيرة لادوجسكوي، والذي كان يصل مدينة لينينغراد المحاصرة بباقي أجزاء البلاد في فيترة 12 سبتمبر/ أيلول 1941 إلى مارس/ آذار 1943، خلال الحرب الوطنية العظمى (1941-1945)
8 / 17
لافتة مكتوب عليها "الموت لقتلة الأطفال!" على منزل مدمر في لينينغراد
9 / 17
جنود الدفاع الجوي في الصباح الباكر في شارع نيفسكي بروسبيكت في لينينغراد، خلال الحرب الوطنية العظمى (1941-1945)
10 / 17
سكان لينينغراد المحاصرين يقفون في طابور للحصول على الماء
11 / 17
ممرضة تسرع لإسعاف جريح، لينينغراد
12 / 17
حماة لينينغراد خلال الحصار، خلال فترة الحرب الوطنية العظمة (1941-1945)
13 / 17
حواجز مضادة للدبابات في مدينة لينينغراد المحاصرة، أكتوبر/ تشرين الأول 1941
14 / 17
إجلاء المدنيين من مدينة لينينغراد خلال الحرب الوطنية العظمى (1941-1945)
15 / 17
قاذفات المجموعة الـ 14 من قوات الدفاع الجوي التابعة لجبهة "فولخوفسكي" لدى كسر حصار لينينغراد، خلال فترة الحرب الوطنية العظمة (1941-1945)
16 / 17
لقاء المحاربين من جبهتي القتال: جبهة "لينينغرادسكي" وجبهة "فولخوفسكي"، 18 يناير/ كانون الثاني 1943
17 / 17
فتيات يقرأن منشورات ملصقة على جدار منزل، أكتوبر/ تشرين الأول 1941

وكانت دبابة "تي-60" تمتلك رغم صغر حجمها فعالية كبيرة. وظهرت هذه الدبابة في ميدان المعركة للمرة الأولى في 28 سبتبمر/أيلول 1941 في ريف موسكو.

وكانت مجموعة دبابات "تي-60" أول مَن عبر نهر نيفا في 12 يناير/كانون الثاني 1943 إلى الضفة التي تخندقت فيها القوات الألمانية المحاصِرة لمدينة لينينغراد. وباغت هجوم القوات الروسية السوفيتية الألمان، فهم لم يتوقعوا أن تعبر الدبابات (أي دبابات) نهرا مغطى بالثلج دون أن تغرق فيه.

وأصيب العديد من دبابات "تي-60" لأن دروعها الخفيفة لم تستطع مقاومة القذائف من العيار الثقيل. إلا أن الإصابات لم تمنعها من تحقيق هدفها الرئيسي وهو تحويل الأنظار عن الضفة المقابلة والقوات الروسية المتواجدة فيها التي قامت بتجهيز المعابر للدبابات الثقيلة توطئة لعبور نهر نيفا.

وقيل، في الإشارة إلى دور دبابات "تي-60" في اختراق حصار لينينغراد، إن شرارة من نار الدبابة الصغيرة اخترقت حصار لينينغراد.

الدبابة السوفيتية الخفيفة "تي-60" في المعرض الدولي للمعدات العسكرية التاريخية "موتوري فويني" في قاعة المعارض "كروكوس إكسبو" في موسكو

وتم في 18 يناير 1943 كسر حصار لينينغراد جزئيًا تمهيدا لفكه بشكل كامل وتحرير ريف لينينغراد من الاحتلال الألماني في 27 يناير 1944.وتوقفت روسيا عن إنتاج دبابات "تي-60" في فبراير/شباط 1943 بعد أن صنعت 5839 دبابة من هذا الطراز. ويمكن مشاهدة النسخة الوحيدة المتبقية من دبابة "تي-60" في متحف المدرعات ببلدة كوبينكا في ريف موسكو.

مناقشة