باحثة مغربية تفسر التحاق شباب عرب بالتنظيمات المتطرفة في سوريا والعراق وليبيا

أجمع المشاركون في ندوة حول "الثقافة والفنون من أجل السلام" على هامش معرض القاهرة الدولي للكتاب، أن الفراغ الثقافي في عدد من الدول العربية أظهر أسوأ ما في المجتمعات العربية من تطرف وغل.
Sputnik

الفنان المصري حسين نوح: توحش المد الديني دفع ثمنه الجميع
أجمع المشاركون في الندوة التي نظمت، مساء أمس الأربعاء، على هامش معرض القاهرة أن الفراغ الثقافي وغياب السلطة في عدد من الدول العربية بسبب تداعيات الربيع العربي، أظهر أسوأ ما في المجتمعات العربية من تطرف وغل ورفض للآخر ولثقافته.

وأوضح المشاركون خلال هذه الندوة التي نظمها المركز الثقافي اليمني بالقاهرة، أن جل الأنظمة العربية أقصت الفعل الثقافي من برامجها، مما جعل المجتمعات تعيش مجردة من أي انتماء فكري وثقافي، وغير حاملة لأي مشروع ثقافي، لينتج عن غياب السلطة في عدد من دول المنطقة أن وقعت مجتمعاتها في فوضى عارمة. بحسب ما نقلته وكالة "المغرب العربي" للأنباء.

وفي هذا الصدد قالت الباحثة والكاتبة المغربية وفاء صندي إن من أبرز تجليات الأزمة الثقافية وأزمة الهوية في الوطن العربي، التحاق عدد من الشباب العرب إلى تنظيمات أكثر تطرفا في عدد من بؤر التوتر، لاسيما في سوريا والعراق وليبيا، موضحة أن غياب الشعور بالانتماء وسط الشباب جعلهم يبحثون عن مشروع فكري بديل.

وحذرت من أن خطورة التنظيمات الإرهابية تكمن في الفكر الذي أسست له وليس في الجغرافيا التي بسطت "دولتها" عليها، وهو ما يجعلها برأيها قادرة على التمدد وممارسة النفوذ الفكري والثقافي حتى في حال غياب أرض تابعة لها.

تعرف على مصير شبكة تسهل سفر إرهابيات من تونس إلى سوريا
ودعت الباحثة صندي لتصحيح الاختلالات في الحرب على الإرهاب والتي من أبرز تجلياتها الاعتماد المطلق على المقاربة العسكرية والأمنية على حساب المقاربة الفكرية، مشددة على ضرورة وضع الشباب والمرأة تحديدا في صلب أي مشروع إصلاحي باعتبارهما الاكثر استهدافا واستقطابا من قبل التنظيمات المتطرفة.

واستعرضت صندي بهذا الخصوص التجربة المغربية الرائدة في مجال محاربة التطرف، والتي بدأت منذ 2004 حيث تم إطلاق مشروع لاعادة هيكلة الحقل الديني، كان من أبرز أركانه تكوين المرشدين والمرشدات الدينيات للتوعية بتعاليم الدين السمحة والعمل على تحصين المواطنين من مخاطر التطرف الديني.

بدوره سجل نائب وزير الثقافة اليمني عبد الله باكداده، أن المنطقة العربية تتعرض لمؤامرات وتواجه أخطارا جسيمة، مؤكدا أن الثقافة والفنون "يمثلان القاعدة الراسخة في بناء الإنسان، وهما القادران على مواجهة أي فكر شاذ أو متطرف".

وشدد باكداده على أن رد الاعتبار للفعل الثقافي والوعي بأهميته، يعتبر من التحديات الكبيرة التي تواجه العالم العربي في الوقت الراهن، مبرزا في هذا الصدد "الحاجة الملحة للعودة لروح المجتمع، والتي تتمثل في الثقافة والفن".

إقرأ أيضا: اتهامات للقانون بـ"العثمنة"… برلمان سوريا: "مجهولو النسب" و"أطفال جهاد النكاح" سوريون مسلمون

وسجل المتحدث أن المجتمعات العربية تعرضت لعملية اختراق ممنهج تحت دعوى تجديد الخطاب الديني، وخضعت نتيجة لذلك لغزو فكري، أفرغ الشخصية العربية من محتواها وجعلها بالمقابل تتلقى كل ما هو سلبي دون تحر أو فحص، في الوقت الذي بنى فيه الغرب حضارته على العلم والتجربة.

وخلص إلى أن الدول العربية تهتم بتنمية القدرات العسكرية والأمنية على حساب قطاعات لا تقل حيوية مثل الصحة والتعليم والثقافة، عكس عدد من الدول الغربية مثل فرنسا التي تتجاوز فيها ميزانية قطاع الثقافة تلك المرصودة للدفاع.

من جانبه، قال المفكر اليمني بدر الصالحي، إن أسوأ حرب تتعرض لها المنطقة العربية حاليا هي الحرب الثقافية التي تفرض أجندة فكرية متطرفة على المجتمع وتجعله عرضة لغزو فكري يستعمل الخطاب الديني المتطرف من أجل تحريم كل ما له صلة بالابداع، بهدف طمس هوية ومعالم الشخصية العربية.

مناقشة