نهاية "المستقبل" الورقي

كتبت جريدة "المستقبل" اللبنانية الورقية نهايتها بعد أن أصدرت 6585 عدداً على مدار 20 عاماً، قالت إنها واكبت خلالها الهم الإنساني والوطني والاجتماعي والاقتصادي والثقافي والتربوي والبيئي والرياضي وغيره.
Sputnik

لبنان حلبة صراع جديدة بين قطر والسعودية
وقالت الصحيفة في عددها الأخير إنها اختارت الانحياز إلى "تزكية الحوار والنقاش بين اللبنانيين، بعيداً عن سياسة (فرق تسد)، فكانت الصوت الذي لا يعلو فوق صوت البلد، والقلم الذي سطر بالدم يوميات أليمة.

وأضافت الصحيفة اللبنانية أن عددها الأول "سطر بالأمل في 14 حزيران من العام 1999، يوم احتضنت العاصمة بيروت نحو 18 ألف مستمع من لبنان والدول العربية والأجنبية ممن حضروا ليطربوا على صوت مغني التينور الإيطالي لوتشيانو بافاروتي". وتابعت "كان الموعد مع العدد الأول، إنما تأكيداً في مهمة عودة الإنماء والإعمار على وجه البلد الحقيقي الذي ينشد الحياة ويداري الجراح وآلام الفقدان والتهجير والخسائر الكبرى، وهو الهدف الذي سعى إليه الرئيس الشهيد رفيق الحريري من خلال مجموعته الإعلامية التي استمرت على النهج المعتدل وفق ثبات الرئيس الشهيد في أن: «ما حدا أكبر من بلدو» ومقولته الشهيرة: «لا تصدق كل ما تسمعه أذناك وصدق نصف ما تراه عيناك وأترك النصف الثاني للعقل فاستعمالكم للعقل سيكون هو المصفاة التي تؤدي بالنتيجة الى معرفة الحقيقة التي يحاول كثير من الناس في هذه الأيام طمسها عنكم".

وقالت "المستقبل" إن مهمتها "لم تكن معبّدة في الطرقات التي انتهجتها منحازة إلى الرئيس الشهيد… وإيمانه في جدوى الإعلام في زمن الانقلابات الكبرى، فكانت الداعم لمشروع الدولة والمؤسسات وإعادة البناء والسلم الأهلي والإنماء المتوازن والإصلاح المالي والقانوني والاجتماعي".

وأنها "كانت في المقابل المشروع المناوئ لمشاريع التمديد والتهديد والوصاية وضرب السيادة والفوضى ومحاولات تفريغ البلد وكتم أصوات الأحرار بدءاً من محاولة اغتيال الوزير مروان حماده الى الرئيس رفيق الحريري وباسل فليحان وسمير قصير وجورج حاوي وإلياس المر ومي شدياق وجبران تويني وبيار الجميل ووليد عيدو وأنطوان غانم وفرانسوا الحاج ووسام عيد ووسام الحسن ومحمد شطح وعشرات الضحايا من المدنيين".

وقدم العدد الورقي الأخير من جريدة "المستقبل" مختارات من أبرز "المانشيت" السياسي والأحداث التي عصفت بالبلد على مر العقدين الأخيرين.

وقالت الصحيفة "يبقى العزاء في أن "الحكاية ما خلصت"، وتستمر المهمة بأشكال أكثر حرفية وأنماط إعلامية باتت تفرض نفسها على الساحة الإعلامية، تماماً كما يحدث في العالم ومن حولنا".

وأكدت الصحيفة أنها ستجدد انطلاقتها رقمياً.    

مناقشة