زاهد جول: الإنذار التركي لـ"قسد" سياسي بالدرجة الأولى

قال الدكتور محمد زاهد جول، المحلل السياسي التركي، إن هناك اتفاقا أمريكيا- تركيا حول منبج السورية ولكن لم يتم ترجمة الاتفاق إلى واقع على الأرض.
Sputnik

وأضاف جول في اتصال هاتفي مع "سبوتنيك"، اليوم الأربعاء، أن الاتفاق التركي — الأمريكي والجداول الزمنية التي تم الحديث عنها لن يتم الإيفاء بها من جانب الولايات المتحدة الأمريكية، وهناك استياء تركي واضح للغاية.

مغادرة منبج

تركيا تنتقد الدول الأوروبية الداعمة لغوايدو
وتابع زاهد جول أن تصريح الرئيس أردوغان عن مهلة 3 أسابيع لـ "قوات سوريا الديمقراطية" لمغادرة منبج السورية، هو تصريح سياسي بالدرجة الأولى، وخاصة أن هناك وفدا تركيا في واشنطن يقوم بالتفاوض مع الولايات المتحدة الأمريكية.

وأضاف جول أن "أردوغان أراد إرسال رسالة سياسية إلى أمريكا بهذا الإعلان الزمني وبتلك الصيغة، لأننا سمعنا في السابق عن مدد زمنية مختلفة لم يتم الإيفاء بها، وتركت الأمور للتسويات السياسية الإقليمية والدولية وبالتالي، وأرى أن هذا المزاد ما يزال مطروحا".

وتابع المحلل السياسي التركي إلى أنه يمكن أن يقال أن الأجواء الإيجابية الموجودة في المحادثات التركية الحالية مع واشنطن برئاسة وزير الخارجية التركي، يمكن أن يقال أنها تحرز تقدما، لكن ليس بالضرورة أن تصل أمريكا وتركيا إلى توافق تام فيما بينها، سواء في منبج أو في مناطق شرق الفرات الأخرى.

 اجتماع تركي — أمريكي

وحول ما يجري في واشنطن من اجتماع تركي-أمريكي، بالإضافة إلى الاجتماع الأخر حول الأزمة، والذي تترأسه أمريكا، ويضم فرنسا وألمانيا وبريطانيا ومصر والأردن والسعودية، قال جول: "ليس بالضرورة أن تكون هناك علاقة بين الاجتماعات التي تدور في واشنطن حول سوريا، لأننا عندما نتحدث عن الحوار بين أنقرة وواشنطن، فإننا نتحدث عن مسائل محلية تفصيلية في منبج، لكن في المشهد العام ما يتم التوافق عليه بين تركيا وروسيا على سبيل المثال، لا يمكن أن يقال إن الأردن والدول العربية الاخرى بعيدة عن هذه الاتفاقات، والولايات المتحدة هي الحاضر الغائب في المشهد، حتى عندما يتفق التركي مع الروسي".

الانسحاب من سوريا والعراق

بومبيو: ندعم الحل السياسي في سوريا ونعمل على إخراج كل القوات الإيرانية
وأشار المحلل السياسي التركي إلى أن "التصريحات الأمريكية حول عملية الانسحاب من سوريا والعراق قد تم التراجع عنها على الأقل في العراق، ويمكن أن يقال في سوريا أيضا، على اعتبار أن أمريكا لن تخرج من نقاط معينة، حتى وإن كان هناك تخفيف في عدد العسكريين، خطة الانسحاب الأمريكي مازالت قائمة كخطة عامة، لكن ليس بالضرورة الحديث عن الانسحاب الكلي، وحتى لو خرج جميع أفراد القوات الأمريكية من سوريا، فهى ليست بعيدة عن سوريا، فهى في العراق وبعض دول المنطقة، ومنها تركيا وبإمكانها أن تعود إلى المنطقة مرة أخرى، بشكل سريع للغاية، الانسحاب في رأيي هو قضية سياسية بالدرجة الأولى أكثر منه واقع أمني أو فعلي على الأرض".           

مناقشة