سوريا تنتصر على الإرهاب وقرارات الأسد حول الخدمة العسكرية أثلجت قلوب السوريين

شكلت قرارات أصدرها الرئيس السوري بشار الأسد، القائد العام للجيش والقوات المسلحة، خلال الأشهر الأخيرة بخصوص العسكريين السوريين، صفحة جديدة في وضع الجيش المستمر على حاله منذ بداية سنوات الأزمة التي تمر بها البلاد.
Sputnik

قرار أفرح الكثيرين في سوريا... تسريح وإلغاء الاحتياط لمواليد 81 وما قبل
وربما كان مرسوم العفو الشامل الذي أصدره الرئيس الأسد في تشرين الأول/ أكتوبر 2018، أهم ما يمكن ذكره في هذا الخصوص، إذا تم من خلاله إسقاط كافة التهم والملاحقة القانونية والعقوبات عن الفارين من الخدمة العسكرية أو الاحتياطية سواء كانوا داخل أو خارج البلاد.

انتصارات الجيش السوري

ولا بد من الإشارة إلى أن وحدات وتشكيلات الجيش أبلت بلاء حسنا في مواجهة المجموعات الإرهابية وعتاة الإرهابيين الدوليين، واستطاع الجندي السوري، خلال سنوات الحرب على سوريا، تدمير وقتل وتهجير مجاميع الإرهابيين من مناطق كثيرة على امتداد الجغرافية السورية.

وبعد أن تقلصت أعداد جبهات القتال التي كان الجيش السوري مشغولا فيها على امتداد الجغرافية، وبدأت ملامح الانتصار على الإرهاب الدولي في سوريا، سارعت القيادة السورية ممثلة بالرئيس الأسد في إصدار العديد من القرارات الخاصة بتخفيف أعداد المقاتلين في صفوف المجندين والاحتياطيين كي يعودوا، بعد أن قدموا الكثير من حياتهم ووقتهم في سبيل وطنهم، لممارسة الحياة المدنية الطبيعية والعودة إلى مزاولة أشغالهم كما كان عليه الحال قبل الحرب على البلاد.

المستفيدون من العفو يقاتلون مع الجيش

وفي الوقت ذاته أكد الملتحقون المستفيدون من مرسوم العفو لوكالة "سبوتنيك" عزمهم "على مساندة الجيش العربي السوري في القضاء على ما تبقى من فلول الإرهاب، مثمنين مكرمة الرئيس الأسد والتسهيلات الكبيرة التي تلقوها لتسهيل التحاقهم بوحداتهم العسكرية، داعين جميع الشباب المتخلفين عن خدمة العلم، والفارين منها، للمبادرة والانضمام لصفوف حماة الأرض والعرض رجال الجيش العربي السوري".

الجيش السوري ينهي احتفاظ واستدعاء عسكريين بلغ عمرهم 42 سنة
وأكد الرئيس السوري في تصريحات له بعد صدور مرسوم العفو أن لدى السوريين العزيمة لإنهاء الحرب وإعادة بناء بلدهم، حيث أسهم المرسوم في عودة آلاف الشبان السوريين إلى بلدهم وتسوية أوضاعهم الأمر الذي أسهم أيضا في تعزيز المصالحة الوطنية في سوريا. فضلا عن تحسن الظروف بالنسبة للاجئين والنازحين الراغبين في العودة، الأمر الذي رحبت به القيادة الروسية من خلال تصريحات العديد من المسؤولين الروس حول هذا المرسوم بالعفو.

ومع بداية العام الجديد 2019، تتابعت القرارات الصادرة عن الجيش والقوات المسلحة السورية في تسريح دورات العسكريين الذين تم الاحتفاظ بهم لسنوات عديدة خلال الحرب.

وانتشر نهاية العام الماضي مقطع فيديو على مواقع التواصل الاجتماعي ظهر فيه الرئيس السوري بين حشود للمواطنين في محافظة طرطوس.

إقرأ أيضا: فيديو وصور… آلاف الفارين السابقين يلتحقون بالجيش ويشكرون الأسد على "العفو"

وتوجهت إحدى السيدات إلى الأسد بسؤال وهو معرفة موعد بدء تسريح آلاف العسكريين من الخدمة العسكرية، فأجابها على الفور: "قريبا أول كم يوم بالسنة الجديدة مو مطولين".

قرارات أثلجت قلوب السوريين

وبالفعل، أصدرت القيادة العامة للجيش والقوات المسلحة السورية بعد ذلك وخلال الأسابيع الماضية العديد من القرارات في هذا الخصوص، أحدها أمرا إداريا يقضي بإنهاء الاحتفاظ والاستدعاء للضباط وصف الضباط والأفراد والاحتياط المدني ممن بلغ عمرهم 42 سنة، عدا الأطباء البشريين.

وقبل أيام أيضا، أصدرت قيادة الجيش العربي السوري أمرا إداريا بتسريح كل العسكريين الملتحقين من صف الضباط والأفراد من مواليد 1981 وما قبل، ويستبعد الاحتياطيين المدعوين "غير الملتحقين" من نفس المواليد، بالإضافة إلى إنهاء الاحتفاظ والاستدعاء للضباط المحتفظ بهم والاحتياطيين من حملة شهادة الدكتوراه، ويعتبر ساريا من تاريخ 15 شباط/ فبراير الجاري.

ولم يخلو أي قرار من هذا النوع من مظاهر الفرح والسعادة في أوساط واسعة في المجتمع السوري من شباب وأهالي كانوا ينتظرون بفارغ الصبر عودة أبناءهم إليهم وممارسة حياتهم الطبيعية.

والجدير ذكره أن القرارات المتتابعة لتسريح دفعات من العسكريين تأتي نتيجة التحاق عدد كبير من المكلفين والمطلوبين للخدمة الإلزامية والاحتياطية وانضمامهم للجيش السوري وخاصة بعد تحرير الجيش السوري لعدد كبير من المناطق.

درعا.. آلاف الفارين من الخدمة يلتحقون بالجيش السوري (فيديو وصور)

وتؤكد الأوساط الرسمية والشعبية السورية أن الحرب على سوريا باتت شبه منتهية ومحسومة لصالح الجيش السوري بعد القضاء على الحشود الكبرى للإرهاب، ولم يتبق سوى الشيء اليسير الذي لن يكون مستحيلا على الجيش الذي تمرس مع حلفائه في صد كبرى المنظمات الإرهابية الدولية في تاريخ العصر الحديث.

مناقشة