راديو

مأساة جورج زريق والتعليم في لبنان

أضرم النار في نفسه بعد أن رفضت المدرسة تقديم إفادة له حتى ينقل ابنته إلى مدرسة أخرى.
Sputnik

مستشار وزير التعليم اللبناني: الوزارة تجري تحقيقا بشأن انتحار المواطن زريق
مأساة وفاة جورج زريق، الذي توفي في باحة مدرسةٍ بقضاء الكورة شمالي لبنان، ليفتح الباب أمام ملف هام في حياة اللبنانيين، وتضع الحكومة الجديدة أمام تحد آخر يضاف إلى جُملة التحديات التي تؤرق المواطن.

واعتصم مواطنون ونشطاء أمام وزارة التربية في لبنان احتجاجا على ما وصفوه بفساد النظام التعليمي وابتزاز المدارس الخاصة، على خلفية انتحار زريق مطالبين بالإصلاح والقضاء على الفساد تجنبا لتكرار المأساة.

وتشير الدراسات الى أن 30 في المائة من اللبنانيين بات تحت خط الفقر، والأنكى هو أن 7 في المئة من الشعب اللبناني يبقى في الفقر المدقع الذي يعد الأخطر على البلاد، أي أن ما يقارب 300 ألف مواطن دخلهم أقل من 5 دولارات يومياً. 

قال أنور ضو، مستشار وزير التعليم اللبناني إن "هناك تحقيق في قضية مقتل المواطن جورج زريق"، الذي أضرم النار في نفسه بعد أن رفضت المدرسة تقديم إفادة له حتى ينقل ابنته إلى مدرسة أخرى.

وأشار إلى أنه "بعد استكمال التحقيق في الأمر يتضح التقصير من عدمه"، لكنه أكد "عدم وجود تقصير لانه كان يريد نقل ابنته من المدرسة الخاصة إلى المدرسة الرسمية ولم تُقفل المدرسة الرسمية في أي يوم بوجه أي طالب ولم تحل عدم وجود الإفادة دون تسجيل الطالب بالمدرسة الرسمية".

وأوضح أن زريق "كان يحاول الانتقال خلال العام الدراسي وتم تأمين مكان لابنته وطُلب منه أن يتوجه إلى دائرة التربية بالمنطقة التربوية بطرابلس حتى يستخرج إفادة وهو ما لم يحدث وتوجه إلى المدرسة"، مضيفا "من الواضح أن هناك تراكم هموم".

تظاهرة أمام وزارة التربية إحتجاجاً على إنتحار مواطن لبناني

فيما أكد عبده خاطر، الرئيس السابق لرابطة أساتذة التعليم الثانوي، أنه "لا يعتقد أن طلب الإفادة هو السبب الوحيد الذي دفع جورج لحرق نفسه"، مشيرا الى أنه "يوجد تعميم من وزارة التربية يسمح لأي شخص لا يستطيع جلب إفادة من مدرسة خاصة يتواصل مع وزارة التربية وهي مسؤولة عن انتقال الطالب إلى مدرسة رسمية".

وقال إن "المدارس الرسمية تستطيع أن تستوعب كل الطلاب إضافة إلى مستوياتها الجيدة التي تصل بالطالب لمستوى جيد والنتائج هي الدليل على ذلك".

وأشار خاطر إلى أن "هناك أزمات ومشاكل لدى قطاع كبير من الشعب اللبناني بسبب الفاسدين والفساد"، مطالبا بمعالجة "الحالة بأسرع وقت"

من جانبها طالبت د. مايا خالد، الأستاذة في الجامعة اللبنانية، وزارة التعليم والحكومة الجديدة "اعتماد خطة عملية واضحة للنهوض بالوضع التعليمي في لبنان وتفعيل التزامه بالتعليم حتى عمر 15 سنة  تعليما مجانيا"، مشيرة إلى أن "الأمل موجود لكنه ضئيل جدا".

وقالت إن "نظام التعليم في لبنان هو صورة طبق الأصل لما يعيشه المجتمع اللبناني من أزمات سياسية وفساد وطائفية وعصائبية وغياب الوعي الفردي وضعف ثقافة الشأن العام".

اقرأ أيضا — نائب كويتي يتبرع لعائلة لبناني انتحر حرقا بسبب ديونه

مناقشة