منذ زيارة الملك سلمان عام 2017... أين وصلت العلاقات الاقتصادية السعودية الروسية

تطورت العلاقات الاقتصادية وخاصة الاستثمارية بين الرياض وموسكو خلال العامين الماضيين بشكل ملحوظ، وخاصة بعد زيارة العاهل السعودي الملك سلمان إلى روسيا الاتحادية في 5 أكتوبر/ تشرين الثاني 2017.
Sputnik

وزيرا الطاقة الروسي ونظيره السعودي يعقدان اجتماعا في الجزائر
تتجه السعودية وروسيا إلى بناء علاقة استراتيجية في جميع المجالات، خلال السنوات الأخيرة، وهو ما ساعد في استقرار أسواق النفط العالمية بالإضافة إلى زيادة التبادل الاستثماري بين البلدين. حيث يعتبر كلا البلدين من أكبر المؤثرين الرئيسين في سوق النفط العالمية، وهذا جعل التقارب بين روسيا والسعودية قضية مهمة.

وعززت روسيا والسعودية مواقفهما في سوق النفط بتوقيع بيان مشترك في سبتمبر/ أيلول 2016 يقضي باتخاذ إجراءات مشتركة بهدف تحقيق استقرار سوق النفط، التي شهدت هبوطا حادا في أسعار النفط مما شكل تأثيرا على اقتصاد البلدين، وأثمر هذا التعاون بتوصل مجموعة من منتجي الخام في نهاية نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي إلى توقيع اتفاق فيينا النفطي القاضي بتقليص إنتاجهم بمقدار 1.8 مليون برميل يوميا. وبفضل هذا الاتفاق صعدت الأسعار بشكل مناسب. 

وأعلن رئيس الصندوق الروسي للاستثمارات المباشرة، كيريل دميترييف، اليوم الخميس، أن السعودية استثمرت بالفعل 2.5 مليار دولار في مشاريع روسية مختلفة.

وقال دميترييف، على هامش مؤتمر الاستثمار الروسي في سوتشي "لقد استثمرت السعودية بالفعل 2.5 مليار دولار في مختلف المشاريع الروسية. ونحن الآن في طريقنا لبناء شارع كوتوزوفسكي وتنفيذ العديد من المشاريع الهامة الأخرى.

وتابع المسؤول الروسي "سنستثمر معا في خدمات الطاقة وغيرها من الشركات، وتوحيد، في الواقع، الأسواق الروسية والسعودية، وهذا أكثر من نصف سوق الطاقة في العالم".

كما كشف دميتريف، في وقت سابق، لوسائل إعلام سعودية، أن روسيا رصدت مليار دولار لضخها في مشاريع استثمارية مختلفة في السعودية.

وقال بهذا الصدد، إن "موسكو والرياض تدرسان حاليا أكثر من عشرة مشاريع مشتركة جديدة تتركز في خدمات حقول النفط، والمصافي، والنقل الجوي والبحري، والخدمات اللوجستية للسكك الحديدية، وقطاع تكنولوجيا المعلومات، بقيمة إجمالية تفوق مليار دولار".

روسيا تحذر أمريكا من تغيير الخلافة... محمد بن سلمان الأحق بالعرش بعد أبيه
وكان وزير الطاقة السعودي خالد الفالح، أعلن الشهر الماضي أن المملكة العربية السعودية تخطط لاستثمارات ضخمة في صناعة البتروكيماويات في روسيا.

وقال الفالح لقناة "الإخبارية "السعودية "ناقشنا مع رئيس الصندوق الروسي للاستثمارات المباشرة توسيع قاعدة المشاريع الاستثمارية في روسيا وذلك من خلال استثمارات ضخمة جدا ليس فقط في صناعة الغاز، ولكن أيضا في صناعة البتروكيماويات في المستقبل، حيث توجد تربة لمستقبل واعد".

وأشار إلى أن المملكة العربية السعودية تخطط لاستثمار مليارات الدولارات في الاقتصاد الروسي، وبالمقابل ستقوم روسيا باستثمارات مماثلة فيالاقتصاد السعودي.

والجدير بالذكر أن شركة "أرامكو" السعودية، كانت قد وقعت في تشرين الأول / أكتوبر، مذكرة تفاهم مع شركة "غازبروم نفط" (للتعاون في مجال التقنيات والبحوث والتطوير) وتهدف مذكرة التفاهم مع "غازبروم نفط" (الشركة التابعة لشركة غازبروم الروسية، ورابع أكبر شركة روسية في إنتاج النفط) إلى التعاون في مجال التقنيات والبحوث والتطوير والتدريب.

وتؤكد كل من روسيا والسعودية على ضرورة رفع حجم الاستثمارات المتبادلة، حيث أعلن رئيس الصندوق الروسي للاستثمارات المباشرة، كيريل دميترييف، يوم الجمعة 30 نوفمبر/تشرين الثاني، أن صندوق الاستثمار المباشر الروسي يخطط في حال زيارة الرئيس الروسي إلى المملكة العربية السعودية، لإرسال وفد كبير من رجال الأعمال مع مشاريع جديدة.

وقال دميترييف لـ"سبوتنيك" "لذلك فإن عنصر الاستثمار مهم للغاية ونخطط لمواصلة زيادة الاستثمارات".  

وأضاف دميترييف "في إطار الزيارة المرتقبة للرئيس الروسي فلاديمير بوتين، إلى المملكة العربية السعودية، سيحضر الصندوق الروسي للاستثمارات المباشرة وفدًا تجاريا مهمًا ومشاريع كبيرة إلى المملكة".

كما أعلن رئيس الصندوق الروسي للاستثمارات المباشرة، كيريل دميتريف، في وقت لاحق من شهر ديسمبر/ كانون الأول من العام الماضي أن الصندوق يدرس مسألة الاستثمار في مجال الغاز المسيل مع شركة "أرامكو".

وأضاف "الصندوق يدرس إمكانية الاستثمار في مشروع "آركتيك للغاز الطبيعي المسال-2" بالتعاون مع شركة "أرامكو" السعودية.

وقال دميتريف "نحن نبحث استثمارات مختلفة مع أرامكو السعودية في روسيا، إنها مشاريع مثل "آركتيك للغاز الطبيعي المسال-2"، وهي مختلفة عن مشاريع البتروكيماويات.

وتابع: "بلا شك، هناك إمكانية جذب مليارات الدولارات من آرامكو السعودية إلى روسيا، لكي تعمل الشركات الروسية لحساب هذا العملاق في المملكة العربية السعودية".

خالد الفالح: الرياض تخطط لاستثمارات ضخمة في صناعة البتروكيماويات في روسيا
وكان رئيس صندوق الاستثمار الروسي، أعلن في وقت سابق من شهر أكتوبر/تشرين الأول من العام الفائت، أن المملكة العربية السعودية مستعدة لاستثمار 5 مليارات دولار في مشروع "أركتيك للغاز الطبيعي المسال — 2".

وفي حوار مع صحيفة "الاقتصادية" السعودية، قال ديميترييف، إن الرياض وموسكو تدرسان حاليا أكثر من عشرة مشاريع مشتركة جديدة تتركز في خدمات حقول النفط والمصافي والنقل الجوي والبحري، وكذلك الخدمات اللوجستية للسكك الحديدية، وقطاع تكنولوجيا المعلومات بقيمة إجمالية تفوق مليار دولار".

ولفت المسؤول الاقتصادي الروسي إلى أن قيمة التجارة البينية بين مع السعودية نمت بنسبة 50 بالمئة، في النصف الأول من عام 2018.

وأوضح أنه هناك نموا في العلاقات التجارية بين البلدين، خلال عام 2017؛ حيث تقدر قيمة التجارة البينية بنحو مليار دولار.

يشار إلى أن "نوفاتيك" الروسية و"أرامكو" السعودية، وقعتا، في فبراير/ شباط الماضي، وقعت مذكرة تعاون في مجال الغاز الطبيعي المسال.

من جهته أكد الخبير الاقتصادي السعودي محمد العويد خلال حديثة لـ"سبوتنيك":

"الاستثمار السعودي في روسيا يبلغ قيمته قرابة 10 مليارات دولار، عبر مشاريع استثمارية وشراكة ما بين صندوق الاستثمارات المباشرة الروسي وصندوق الاستثمارات العامة السيادي السعودي، ويتم الاستثمار في المجالات ذات الأولوية هي البنية التحتية، والزراعة، والطب، والخدمات اللوجستية، وتجارة التجزئة، والعقارات، والطاقة، والغاز، إضافة إلى التعاون بين المتاحف الروسية والسعودية، وتنظيم البعثات الأثرية وإقامة المعارض المشتركة".

وبين العويد أن من أهم عوامل الاستثمار السعودي في روسيا، وجود فرص الاستثمار والخبرة الروسية تحفز للاستثمار السعودي في روسيا، وقال "وجود الفرص، ومخزون الخبرة لدى روسيا في عدد من المجالات سواء التقنية وغيرها، تحفز لبناء شراكة استثمارية وتنفيذ مشاريع طموحة".

مناقشة