كيف يحصل الأمريكيون على مقاتلة "ميغ" المتقدمة ولماذا

أجرت القوات الجوية الأمريكية اختبارات سرية لطائرات "ميغ".
Sputnik

وأجريت الاختبارات في مركز أبحاث الطيران في ولاية نيفادا حيث اختبرت القوات الأمريكية عددا من طائرات "ميغ" التي صُنعت في زمن الاتحاد السوفيتي، في محاولة لكشف أسرارها وخفاياها.

وكان الطيارون الأمريكيون الذين جربوا المقاتلات السوفيتية الصنع يلقَّبون بـ"قطّاع الطرق" أو "اللصوص المسلحين". وأصبح المقدم روبرت مايو "قاطع الطريق رقم 1". وقام "قاطع الطريق رقم 42" النقيب توماس دريك، بـ147 طلعة جوية على طائرة "ميغ-21" و294 طلعة على طائرة "ميغ-23".

ولا بد من التنبيه إلى أن "قطّاع الطرق" لا يمتّون بصلة إلى الطيارين المنتسبين إلى أسراب "المعتدي" التي تم تشكيلها في القوت الجوية الأمريكية لتمثيل الطائرات المقاتلة الروسية خلال المعارك التدريبية.

صيد المقاتلات

وحصل الأمريكيون على الطائرات السوفيتية بطرق شتى. وبادروا بصيد المقاتلات السوفيتية خلال الحرب في شبه جزيرة كوريا بين شطري كوريا، جمهورية كوريا الشعبية الديمقراطية وجمهورية كوريا (1950 — 1953)، حيث انصبّ اهتمام البنتاغون على الطائرات النفاثة "ميغ-15".

وباءت محاولات الأمريكيين صيد طائرات "ميغ-15" في كوريا بالفشل لأن مقاتلة "ميغ-15" تقدمت وتفوقت على المقاتلة الأمريكية "إف-86" التي أسندت لها مهمة اختطاف "ميغ-15"، في السرعة وقدرة الصعود إلى ارتفاع عال، فالمقاتلة الأمريكية لا تستطيع الصعود إلى ارتفاع 8500 متر الذي تصل إليه مقاتلة "ميغ-15" بسرعة.

وأخيرا ابتسم الحظ لقوات الولايات المتحدة الأمريكية وحلفائها الذين خاضوا الحرب في كوريا تحت عباءة "قوات الأمم المتحدة". فقد سقطت إحدى طائرات "ميغ-15" الكورية المصابة في مياه البحر في مكان ضحل، وتمكن البحارة الانجليزيون من انتشالها. وكم كانت دهشة الخبراء الانجليزيين الذين فحصوا تلك الطائرة عندما علموا أنها خالية من مواد فائقة الخفة ووقود مميز وأن سرها يكمن في التصميم المتميز. وفضلا عن ذلك فإن مقاتلة "ميغ-15" كانت أقوى كثيرا من المقاتلة الأمريكية الرئيسية وقتذاك تسليحًا.

مقاتلة "ميغ-15"

خارج كوريا

وبحث الأمريكيون عن الطائرات السوفيتية خارج كوريا أيضا. وتكللت جهودهم بالنجاح في عام 1953 حين تم في يوغسلافيا اختطاف مقاتلة "ياك-23" أثناء نقلها على الخط الحديدي إلى بلغراد. وأعيدت تلك الطائرة إلى يوغسلافيا في وقت لاحق بعدما درس الخبراء الأمريكيون إمكانياتها وقدراتها.

وهناك رواية أخرى لعلها أقرب إلى الحقيقة تفيد أن تلك الطائرة (ياك-23) اقتادها إلى يوغسلافيا طيار فار من رومانيا وهي دولة أخرى حصلت على طائرات "ياك-23" من الاتحاد السوفيتي.

في كل الأحوال ظلت مقاتلة "ميغ-15" محط اهتمام الأمريكيين. ولعل الطائرة الأولى المتكاملة والصالحة تماما للاستخدام من طراز "ميغ-15" التي حصل عليها الأمريكيون كانت الطائرة التي اقتادها طيار صيني إلى كوريا الجنوبية في 21 سبتمبر/أيلول 1953. وحصل الطيار الصيني الذي سلم طائرته إلى الأمريكيين على جائزة مالية كبيرة والجنسية الأمريكية.

مقاتلة "ياك-23"

الهدية المولدافية

جدير ذكره أن القوات الجوية الأمريكية لا تزال تستخدم طائرات حصلت عليها من بولندا هي طائرات "إم-28" المشتقّة من طائرة "ان-28" السوفيتية التي كانت بولندا تنتجها بترخيص سوفيتي منذ عام 1984.

أما الهدية الأغلى فقد حصل الأمريكيون عليها من مولدافيا إحدى الجمهوريات السوفيتية سابقا التي باعت بعد أن نالت الاستقلال، ما ورثته عن الجيش السوفيتي من مقاتلات "ميغ-29" إلى الولايات المتحدة الأمريكية بالثمن البخس. وهكذا تلقى البنتاغون من مولدافيا هدية ثمينة تشمل 20 طائرة من طراز "ميغ-29".

مناقشة