هل تطلق استقالة ظريف الصقور الإيرانية في مواجهة أمريكا وإسرائيل من سوريا

رأى الخبير السوري في الشؤون السياسية الدكتور خالد المطرود أن التصريحات الإيرانية حول استقالة وزير الخارجية محمد جواد ظريف دون عرض أسبابها تشير إلى أن المرحلة القادمة ليست مرحلة مواجهة دبلوماسية مع الغرب خاصة الولايات المتحدة.
Sputnik

وزير الخارجية الإيراني جواد ظريف يعلن استقالته عبر إنستغرام
دمشق — سبوتنيك. وقال المطرود، في مقابلة مع وكالة "سبوتنيك"، إن "التصريحات الإيرانية حول استقالة ظريف دون عرض الأسباب تشير إلى أن المرحلة القادمة ليست مرحلة مواجهة بالسياسة والدبلوماسية مع الأمريكيين خاصة بعد ما أعلنوا سقف مواجهاتهم مع إيران وسوريا في الحصار الاقتصادي والمواجهات المتنوعة، لذلك فإن الفريق المعتدل الذي أظهر روحاني رئيسا وجواد ظريف وزيرا للخارجية بات محرجا أمام الرأي العام الإيراني الذي راهن على السياسة في التفاوض مع الأمريكي والغرب".

وأضاف "أعتقد أننا الآن في مرحلة جديدة تحتاج لوجود صقور أمثال (الرئيس الإيراني السابق محمود أحمدي نجاد ورئيس البرلمان علي أكبر ولايتي لمواجهة تحديات انتصار سوريا بشكل خاص ومحور المقاومة  بشكل عام، وهذا ما أكد عليه الإمام الخامنئي بالأمس من أن علينا أن نستعد للمواجهة لأن فشل المشروع الأميركي في سوريا والانتصارات التي حققها محور المقاومة تجعل أعداء هذا المحور  يلجأون إلى أشكال جديده من الصراع".

ومساء أمس الاثنين أعلن ظريف استقالته من منصبه. وقال، عبر حسابه على انستغرام: "شكراً جزيلاً لكرم الشعب الإيراني الطيب والشجاع، ولسلطاته على مدى الـ67 شهراً الماضية. أعتذر بصدق عن عدم القدرة على مواصلة الخدمة وعن جميع أوجه القصور أثناء الخدمة".

وتابع المطرود قائلاً إن

"مجرد الإعلان عن بداية عهد جديد للمواجهة مع المشروع الأميركي بالمنطقة بعد الخسائر الكبيرة التي مني بها هذا المشروع  يقابلها انتصارات كبيرة لمحور المقاومة إننا في مرحلة جديدة تحتاج إليها كل الأدوات الدبلوماسية والسياسية والاقتصادية والعسكرية".

ودلل المطرود على بدء المرحلة الجديدة من الصراع مع الغرب بحضور قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني الجنرال قاسم سليماني لقاء الرئيسين السوري بشار الأسد والإيراني حسن روحاني في إيران أمس. وقال "هذه رسالة لمن يريد أن يقرأ المرحلة القادمة خاصة إسرائيل والولايات المتحدة مفادها أن عليكم أن تخرجوا من الأرض السورية سلما أو حربا ونحن اليوم نعمل بالسلم لكننا جاهزون في أي لحظة للحرب. المرحلة القادمة هي للصقور لمواجهة أميركا وإسرائيل".

طهران: روحاني لم يوافق على استقالة ظريف
ووصف المطرود زيارة الأسد إلى طهران أمس بالـ"هامة والتاريخية بالمعنى السياسي"، لافتاً إلى أن الزيارة أكدت على عمق العلاقة السورية الإيرانية وعلى التحالف الاستراتيجي الكبير والعميق بين البلدين وأهمية هذه العلاقة في حماية محور المقاومة الذي أصبح أكثر قوة ومناعة بعد كل  الانتصارات التي حققها على كل الساحات وخاصة في مواجهة الإرهاب في سوريا".

وأضاف:

"الزيارة جاءت كالصدمة لأعداء محور المقاومة وخاصة للكيان الاسرائيلي ولكل من وقف وتحالف معه خاصة بعض الانظمة الخليجية.. الصدمة كيف للرئيس الأسد أن يخرج بهذه القوة ويعقد لقاءات مع الإمام خامنئي والرئيس الإيراني وما تضمنته المحادثات من قوة في الاستقبال والمضامين، وأعتقد من قوة من القرارات التي اتخذت على مستوى الساحات وكانت الصورة معبره بشكل كبير عن هذا الأمر خاصة أن الزيارة جاءت بعد أيام من القمة الثلاثية التي عقدت في سوتشي".

وتابع "هذه الزيارة لطهران جاءت بعد كل هذه الأحداث والمواقف لتؤكد صوابية الخيار الوطني الذي تنتهجه القيادة السورية، كما تعد رسالة لإسرائيل قبل الانتخابات الداخلية، وقبيل توجه رئيس الوزراء وزير الدفاع الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إلى موسكو مفادها أنك أردت أن تذهب إلى حليفنا المشترك في محور محاربة الإرهاب من أجل الحصول على شيء من محور المقاومة.. أنت واهم فمحور المقاومة الآن هو الذي أصبحت ممسكا بزمام المبادرة"، لافتاً إلى أن سوريا تنتمي إلى محورين الأول  هو محور دولي مع روسيا  لمحاربة الإرهاب ومحور مع إيران لمقاومة العدو الإسرائيلي ومواجهة مشاريعه التوسعية. لذلك هذه الزيارة أكدت على انتصار محور المقاومة".

وقام الأسد، مساء أمس بزيارة مفاجئة إلى طهران، أجرى خلالها مباحثات مع المرشد الأعلى للثورة الإسلامية والرئيس حسن روحاني، تركزت على تطورات الأوضاع في المنطقة وبخاصة في الداخل السوري إلى جانب تعزيز العلاقات السورية الإيرانية.

مناقشة