راديو

المجتمع المدني بين الضرورة والحلال والحرام

عاد الجدل مجددا في لبنان حول الزواج المدني، بعدما أيدت وزيرة الداخلية ريا الحسن، فكرة الزواج المدني وسعيها لفتح حوار جدي وعميق مع كل المرجعيات الدينية، وصولا إلى الاعتراف به، وانقسم اللبنانيون حول هذا الملف، بين من يعتبره حقا وأساسا لبناء الدولة العلمانية، وبين من يعتبره محرما وفق الديانات السماوية.
Sputnik

الزواج المدني يثير جدلا واسعا في لبنان ورفض قاطع من دار الفتوى
والزواج المدني يتم في المحكمة غالباً بين أتباع ديانتين مختلفتين، وهو عبارة عن عقد قانوني يتم في حضور الشهود والكاتب وموافقة الطرفين. ويقوم العقد على الحب المتبادل والرغبة في تأسيس أسرة متكاملة تتمتع بكل حقوقها أمام القانون، ويتم تسجيل العقد في سجلات الدولة، وهــو خاضع بشكل كامل إلى القواعد القانونية.

ولا يوجد في لبنان حتى الآن قانون موحد للأحوال الشخصية. فلكل طائفة قوانينها الخاصة ومَحاكِمُها الروحيةُ والشرعيةُ والمذهبية. وتبقى الشروط التي تفرضها التشريعات الدينية عقبة أمام بعض الرجال والنساء المنتمين إلى طوائف مختلفة، والذين يريدون الزواج، إضافة إلى صعوبة الطلاق لدى بعض الطوائف وكلفته الباهظة التي قد تصل إلى آلاف الدولارات. مما دفع بالبعض إلى اقتراح الأخذ بالزواج المدني بهدف إيجاد الحلول القانونية لتلك المشاكل.  

وأكد وزير الشؤون الاجتماعية اللبناني، ريشار قيومجيان، على أنه "من الطبيعي أن يثير المجتمع المدني موضوع الزواج المدني الذي يطرح للنقاش على فترات"، موضحا أن "لبنان مكون من مجموعات دينية وطائفية وكل منها لديه تشريعاته وقانون الأحوال الشخصية التابع لها ولا نملك في لبنان قانون أحوال شخصية موحد".

وقال إن "الأمر يحتاج إلى قانون جديد وتعديل في الدستور حول الموضوع"، موضحا أن رأيه الشخصي "مع إعطاء الحرية للمواطنين لتقرير كيفية الزواج سواء كان كنسي أو عند الشيخ أو مدني"، مطالبا باحترام "كل المكونات وآرائها وعقائدها".

بينما قالت إقبال دوغان، المحامية ورئيسة المجلس النسائي في لبنان، إن "الزواج المدني معترف به في لبنان ولكن على شرط أن يكون خارج الأراضي اللبنانية"، موضحة أنه "إذا تم الزواج يتم تسجيله في  لبنان وفي حالة الخلاف بين الزوجين يتم الفصل فيه بحسب قانون البلد الذي تم فيه الزواج".

وطالبت دوغان "بتحدث الأحكام الموجودة منذ أكثر من ستين عاما دون تغيير دون تغيير الثوابت ولكن مع تغيير الإجراءات ودون المساس بالدين".

مناقشة