مجتمع

أثريون يكشفون أسرار تهريب المومياوات المصرية إلى أوروبا

قال يوسف خليفة رئيس قطاع الآثار المصرية الأسبق، إن عملية تهريب المومياوات إلى أوروبا تزايدت في الفترة الأخيرة.
Sputnik

وأضاف خليفة في تصريحات خاصة إلى "سبوتنيك"، أن الفترة الأخيرة تزايد فيها الطلب على المومياوات لأهداف الدراسة، وإجراء الأبحاث الخاصة بعمليات التحنيط.

وأوضح أن الأبحاث التي أجريت في السابق توصلت إلى أنواع مواد التحنيط، لكنها لم تتوصل إلى كيفية خلط المواد بعضها، وما إن كانت هناك تركيبات خاصة بالفقراء وأخرى بالملوك، خاصة أن التحنيط يعد أحد أسرار الفراعنة، نظرا لأن الكاهن لم يبح بسره للآخرين، ويقتصر الأمر على ذويه فقط للتوارث.

تهريب المومياوات... الأجهزة الأمنية بمطار القاهرة تضبط شحنة متوجهة إلى بلجيكا

وشدد خليفة على أن تهريب المومياوات ينطبق عليه قانون الآثار، الذي ينص على أن الرفاة والهياكل الحيوانية الأثرية يجرب تهريبها مثل أي قطعة أثرية أخرى.

وأشار خليفة إلى أن بعض المومياوات موجودة في المتاحف الأوربية، جرى بيعها أو تهريبها قبل قانون 117 لسنة 1983، إلا أن ما خرج منها بطريقة شرعية لا يمكن استرداده، وأنه حال إثبات أي قطعة أو مومياء خرجت قبل هذا التاريخ بطرق غير شرعية يمكن المطالبة بها، طبقا لاتفاقية اليونسكو.

في ذات الإطار قال شعبان عبد الجواد رئيس إدارة الآثار المستردة بمصر، إن سرقة المومياوات وتهريبها إلى الخارج تهدف للربح المادي أو الدراسة.

وأضاف عبد الجواد في تصريحات خاصة إلى "سبوتنيك"، أن وزارة الآثار المصرية استردت في وقت سابق أقدم هيكل عظمي من بلجيكا يسمى بـ"هيكل نزلة خاطر" وهو لأقدم إنسان عاش في مصر، كما استردت إحدى المومياوات من الولايات المتحدة الأمريكية عام 2003.

تهريب المومياوات

في وقت سابق تمكنت الوحدة الأثرية بقرية البضائع بمطار القاهرة الدولي، من ضبط أجزاء لمومياوات داخل أحد الطرود أثناء محاولة تهريبها إلى خارج مصر.

وبحسب بيان لوزارة الآثار المصرية حصلت "سبوتنيك"، على نسخة منه، الأحد الماضي، ضبطت الأجزاء بالتعاون مع مسؤولي الأمن والجمارك بالمطار.

وقال على رمضان، مدير الوحدات الأثرية بقرى البضائع، إن عمليات الفحص أكدت أثرية القطع، و صودرت لصالح وزارة الآثار، طبقا لقانون حماية الآثار رقم 117 لعام 1983 وتعديلاته.

وأضافت إيمان عبد الرؤوف، مدير عام المنافذ الأثرية، إن القطع المضبوطة عبارة عن ٦ أجزاء لاثنين من المومياوات، عليها بقايا لفائف التحنيط والراتينج، وتشمل أجزاء من القدم والساق اليمنى واليسرى، واليد اليسرى والجزء العلوى من الذراع الأيمن ملتصق بجزء من القفص الصدري للمومياء الثانية، بالإضافة إلى الجزء السفلي من اليد اليسرى لنفس المومياء.

العثور على أول ورشة لصناعة التماثيل بجبل السلسلة في مصر

مراحل التحنيط

يمثل التحنيط علامة بارزة من علامات الحضارة المصرية القديمة، ويعبر عن خبرة متميزة في علوم الطب والتشريح والكيمياء وغيرها.

وكلمة "تحنيط" تشير إلى معالجة الجسد بمواد عطرية وغير عطرية، بما يؤدي إلى الحفاظ عليه في حالة جيدة، وربما كانت البداية الأولى لعلاج الجسد هي تلك التي تعرف بـ "التصبير"، أما التحنيط الذي يمثل العلاج الشامل للجسد فقد عرف في الإنجليزية بـ(Mummification)، ولهذا أصبح الجسد المعالج يعرف بـ (Mummy).

خلال عملية التحنيط تجرى على الجسد ثلاثة عشر عملية، ما بين النظافة وتصفية ما بداخل الجمجمة عن طريق فتحتي الأنف بآلة حادة، وعمل فتحة في الجانب الأيسر من البطن ما بين 8-12 سم، واستخراج الأمعاء والمعدة والرئة، وتحنيطهم ووضعوهم في ما يسمى بالأواني الكانوبية الأربعة، وترك الكليتين والقلب في مكانه.

بريطانيا: لم نقرر رفع القيود عن الرحلات الجوية إلى مصر

وترك المصري القلب في مكانه اعتقادا في أنه هو الذى سيشهد على صاحبه، ووضع تميمة جعران القلب بلون أخضر فوقه، وكتابة نصوص دينية عليه، ثم ملأ البطن بلفائف كتانية، وستعمل بعض المواد العطرية والمر والقرفة والبصل وغيرها من المواد العطرية والصمغية، ووضع صرر من الكتان بها ملح النطرون لامتصاص المياه.

ويظل الجسد ما بين 40-70 يوما حتى يكون جاف تماما ثم يلف بلفائف كتانية تصل لعشرات الأمتار، مع وضع التمائم المختلفة ثم كتابة بعض الأدعية على شرائط الكتان، ووضع قناع فوق الوجه من الذهب أو الكتان المقوى الملون "الكارتوناج" ثم دفنه، وكان هناك ثلاثة طرق للتحنيط، كلا حسب الثمن والطبقة الاجتماعية، وكان هناك ورش خاصة للتحنيط تتركز بجوار المقابر في الغرب، يعمل بها المحنطين الذين  كانوا يرتدون أقنعة، ويرتلون الأدعية أثناء التحنيط، وكان أهل الميت يرمونهم بالأحجار، بعد فراغهم من التحنيط لأنهم فأل شؤم.

مناقشة