مكرم محمد أحمد: لا صحفيين معتقلين في مصر بل جاهليين يطالبون بالحرب على الغرب المسيحي

قال رئيس المجلس الأعلى للإعلام في مصر، مكرم محمد أحمد، إن هناك خلافات بين العرب والغرب تتطلب الوضوح والشفافية واللقاء وجها لوجه لتقريب وجهات النظر، ووضع أسس الاحترام المتبادل بين جميع الأطراف دون فرض وصاية من طرف على الطرف الآخر.
Sputnik

وتطرق رئيس المجلس الأعلى للإعلام خلال مقابلة مع "سبوتنيك" إلى العلاقات المصرية الروسية، والمصالح المشتركة بين العرب والغرب والمفاهيم المغلوطة بشأن حقوق الإنسان وحق المواطنين في حرية التعبير، والتفرقة بين الصحفيين والهواة.

الصحفيون الروس المقتولون في أفريقيا الوسطى أرادوا الوصول إلى قاعدة "بيرنغو"

وإلى نص الحوار…

سبوتنيك: ما هو تقييمكم للقمة العربية الأوروبية وما نتج عنها؟

الأولويات الموجودة لدى الدول العربية والأوروبية أنهم استطاعوا بالفعل أن يصلوا إلى صيغة تعاون استراتيجي بين جانبي المتوسط، لأن الطرفان يتعرضان لقضايا تتعلق بالأمن والهجرة فضلا عن قضايا التنمية، وكثيرا ما تثار بعض القضايا بمفهوم مختلف لدى كل طرف مثل قضية حقوق الإنسان، وفي تلك القمة ومؤتمرها الصحفي الذي عقد كان واضحا أن هناك فهم مختلف لقضية حقوق الإنسان لدى بعض أدوات الإعلام الأوروبي يختلف عن الفهم الموجود لدى عموم المصريين عن القضية.

سبوتنيك: إذا كنا نختلف في المفاهيم فكيف نتفق على حل الأزمات؟

ليس مطلوبا من طرف أن يعلم الطرف الآخر، كما قال الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، المطلوب أن يتفهم الطرف الآخر وأن يضع كل طرف نفسه مكان الطرف الآخر، وأعتقد أن السيسي ضرب مثالا حيويا بمدينة شرم الشيخ والتي تعد أجمل مدن العالم على الإطلاق، بما فيها من بنية إساسية وإمكانات تجعلها تضم مئات الألوف من السياح بأنها تصبح مدينة أشباح وتتعطل مصالح الناس لعدة سنوات بعد حادث إرهابي واحد، ولذلك فإن الحديث بضرورة أن يحظى الإرهابي بحقوق متكافئة مع المواطن العادي أعتقد أنها نظرة غير عادلة في بعض الصحف الغربية.

سبوتنيك: هل ستحل القمة العربية الأوروبية الخلافات بين الطرفين؟

القمة العربية الأوروبية التي عقدت في شرم الشيخ، لن تحل كل شيء فيما يتعلق بالخلافات بين العرب وأوروبا، ولكنها تعد فرصة لتوحيد المفاهيم والانطلاق من أرضية مشتركة، لأن هناك اختلافات في المفاهيم المتعلقة بقضايا المنطقة خاصة الإرهاب وحقوق الإنسان، وسياسات على الأرض مخالفة لما يطلقه الأوربيون من تصريحات، والقمة كانت فرصة للتحاور بشفافية وصراحة وجها لوجه.

سبوتنيك: هناك دول كثيرة استطاعت التوفيق بين حقوق الإنسان والوضع الأمني… ما رأيك؟

روسيا على سبيل المثال استطاعت في أزمة الشيشان أن تفرق بين حقوق الشعب الشيشاني وبين استخدام الإرهاب، واستطاعت أن تخاطب المشكلة وفي نفس الوقت تخاطب قضية الأمن، وأعتقد أن هذا ما تقوم به مصر ولا داعي للقلق الشديد على موضوع حقوق الإنسان، لأن المصريين شعب محترم يستحق الكرامة ويبحث عن كرامته ويريد العدل وينشد العدل للجميع، وكما قال الرئيس السيسي لا نحتاج إلى دروس من أحد.

سبوتنيك: بعد التقارب في وجهات النظر السياسية بين العرب والأوروبيين… هل يمكن أن يحدث تقارب إعلامي في وجهات النظر أيضا؟

نحتاج إلى فهم مشترك وتوحيد المفاهيم، أنا أرى أن حرية الصحافة حق وحرية التعبير حق ينبغي الحفاظ عليه لكل أصحاب الرأي والصحفيين المصريين، لكن أرى أيضا أن هناك فارقا ما بين الصحفي، وكاتب الرأي وما بين الديماغوجيين وما بين الناشط السياسي وما بين الزعيم… للأسف الصحافة الغربية تعتبر أن كل ما سبق فئة واحدة وتحسبهم على الصحفيين، وعندما تذهب إلى نقابة الصحفيين وتسأل عن الأسماء التي يردد الإعلام الغربي أنهم صحفيين معتقلين، لا تجد أي اسم منهم، ولا يوجد صحفي معتقل على وجه الإطلاق، بل هم يدعون بدعوى الجاهلية ويطالبون بالحرب على الغرب المسيحي.

سبوتنيك: برأيكم هل أثر حادث الطائرة على العلاقات بين موسكو والقاهرة؟

العلاقات المصرية الروسية علاقات تاريخية ووثيقة وفيها نقاط مضيئة كثيرة، وأعتقد أنها ازدادت تألقا، حيث استطاع الرئيس بوتين أن يكسب في الداخل وكذلك في الخارج.

وهنا يجب التذكير بأن صداقة مصر وروسيا صداقة مستمرة متصاعدة ومتصلة، وأرى في الحقيقة أن علاقات الشعبين المصري والروسي في تزايد مستمر وهناك ألفة وتحالف، وفي هذه المدينة شرم الشيخ، فقط أعطي فرصة للشعب أن يأتي مرة ثانية إليها وشاهد ما الذي سيحدث، فهذه المدينة التي كانت موضع حب للشعب الروسي بأكمله والذين يريدون العودة إليها، وعلى كل حال هذه المشكلات سوف تحل في القريب العاجل والأمر المؤكد أن العلاقات المصرية الروسية في نماء مستمر.

الصحفيون العراقيون عرضة للتهديد والقتل بسبب عملهم

سبوتنيك: شعار القمة «في استقرارنا نستثمر» حمل دلالات كثيرة… ما هي أهم تلك الدلالات؟

الشعار يعني أن القمة تسعى لتحويل السياسات الخاصة بالمنطقة العربية إلى ترسيخ الاستقرار وإلزام الأوروبيين والعرب للتعامل بالشفافية والوضوح بدلا من التآمر أو التصريح بكلمات ثمة انتهاج سياسة مخالفة لها، وأن الجميع ضد الإرهاب وأن كافة الدول التي شاركت في القمة ستعمل على ذلك ولن يكون الحديث مجرد كلام فقط.

سبوتنيك: هل كان حضور الرئيس السوداني القمة سيولد خلافات جديدة بين المشاركين؟

كان الأوربيون يعترضون على حضور الرئيس السوداني عمر البشير، للقمة ودخلت مصر لتقريب وجهات النظر وإقناع الرئيس السوداني، وتطوع البشير بعدم الحضور، لأن في انعقاد القمة مصلحة للعرب كلهم ومن بينهم السودان، وكانت المشاركة السعودية كرئيس مشارك للقمة العربية لها أهمية كبرى باعتبارها دولة مؤثرة وذات ثقل.

أجرى الحوار أحمد عبد الوهاب

مناقشة