"التدريب على الحرب"... وزير الداخلية المغربية يشن هجوما حادا على إيران

قالت صحف مغربية إن عبد الوافي لفتيت، وزير الداخلية المغربي، استعرض مخاطر التهديد الإيراني للمغرب، خلال وقائع الجلسة الافتتاحية للدورة السادسة والثلاثين لمجلس وزراء الداخلية العرب، في تونس.
Sputnik

وأوردت صحيفة "الأحداث المغربية" أن المسؤول المغربي تطرق إلى "الظروف الإقليمية الجيواستراتيجية الدقيقة التي تنعقد فيها هذه الدورة، والتي تزيد من تحدياتها غير المسبوقة التهديدات التي تشكلها بعض الأطراف، من خلال تأجيج الفتن الطائفية وتشجيع التناحر الداخلي".

المغرب ردا على إيران: قطعنا العلاقات بسبب ثلاثة عناصر فقط

 

واعتبرت الصحيفة أن لفتيت، ورغم أنه لم يشر إلى إيران بالاسم، إلا أنها كانت المقصودة من كلامه، زاد قائلا: "إن سعي هذه الأطراف لا يقتصر على منطقة معيّنة، بل هو طموح في الهيمنة والتمدد في جميع أرجاء الوطن العربي بوسائل مقيتة تعمل من خلالها على زرع الفوضى والفتنة وتبني سياسة التخريب وتقديم الدعم المالي والعسكري لأعمال العنف والإرهاب".

 

وأوضح لفتيت، بحسب صحيفة "الأيام"، أن المملكة المغربية شكلت هدفا لهذا المسعى الخبيث الهادف إلى تهديد الأمن الوطني وترويع المواطنين المغاربة من خلال تقديم كل المساعدات إلى أعداء الوحدة الترابية للمملكة من أجل تكوين قيادة عسكرية، وتأمين التدريب على الحرب وتوفير الأسلحة، ما ردت عليه المملكة بشكل حازم وقوي، وصل إلى حد قطع العلاقات الدبلوماسية باعتبار أن أمن الوطن ووحدته خط أحمر لا يمكن بأي حال من الأحوال التساهل بشأنهما. 

وأعلن المغرب قطع علاقاته مع طهران وطالب القائم بالأعمال في سفارة إيران بمغادرة البلاد، في مايو/أيار الماضي، "بسبب الدعم العسكري من قبل حليفها حزب الله للبوليساريو".

وقالت المملكة المغربية حينها إنها "تمتلك أدلة دامغة وأسماء ووقائع محددة تؤكد دعم "حزب الله" للبوليساريو لاستهداف الأمن الوطني والمصالح العليا للمملكة.

لكن إيران نفت ذلك رسميا واعتبرته "ادعاء كاذبا"، كما نفاه "حزب الله"، وجبهة "البوليساريو".

وتنازع "البوليساريو" المغرب، السيادة على إقليم الصحراء، منذ عام 1975، حين انتهى الاحتلال الإسباني للمنطقة، وتحول النزاع إلى صراع مسلح توقف عام 1991، بتوقيع اتفاق لوقف إطلاق النار.

"السر" الذي دفع إيران لدعم البوليساريو... المغرب يطالب بسرعة تحرك أمريكا

وتسعى الجبهة إلى تحرير الصحراء الغربية مما تراه استعمارا مغربيا، وتأسيس دولة مستقلة جنوب المغرب وغرب الجزائر وشمال موريتانيا تحت اسم الجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية.

وتخوض الجبهة صراعا مسلحا من أجل ذلك، في الوقت الذي تجري فيه مفاوضات برعاية الأمم المتحدة لحل المشكلة ولم تستطع منظمة الوحدة الأفريقية ولا منظمة الأمم المتحدة الوصول بعد إلى حل سلمي لنزاع الصحراء الغربية الذي قارب عمره على ثلاثة عقود.

ورغم أن النزاع في ملف الصحراء الغربية قائم رسميا بين المملكة المغربية وجبهة البوليساريو، لكن اسم الجزائر يحضر كذلك في هذا النزاع على المستوى الإعلامي، إذ يصر المغرب على أن الجزائر مسؤولة عن هذا النزاع.

ويعود هذا الحضور بالأساس إلى احتضان الجزائر لمخيّمات تندوف، مقر البوليساريو ودعمها المتواصل للجبهة، رغم تأكيد الجزائر على الصعيد الرسمي أنها ليست طرفا في النزاع.

مناقشة