ماذا يجري في مخيم الركبان الواقع وسط الصحراء

أنشئ مخيم الركبان، الذي يقيم فيه، وفقا للأمم المتحدة، أكثر من 50 ألف لاجئ، عام 2014، في المنطقة الحدودية مع الأردن من الجهة السورية، للاجئين السوريين، على طول 7 كيلومترات، بين سوريا والأردن.
Sputnik

يواجه آلاف المدنيين أوضاعا إنسانية صعبة في مخيم الركبان بسبب نقص حاد بالمواد الغذائية وتكاد الخدمات الطبية الأساسية أن تكون معدومة، كما يفتقر المخيم للمياه النظيفة الصالحة للشرب وشبكات الصرف الصحي والمقومات الأساسية للسكن، ومنذ فترة طويلة والهلال الأحمر يحاول إيصال المساعدات الإنسانية.

سيطرة العصابات المسلحة على المخيم

نقل موقع "الوطن أون لاين" معلومات عن العائلات التي تمكنت من مغادرة مخيم الركبان، وتحدث عن الظروف الصعبة التي حولت المخيم إلى معتقل لا يمكن الخروج منه إلا بعد دفع مبلغ 1500 دولار لفصائل "مغاوير الثورة" المدعومة أمريكيا.

الدفاع الروسية تشبه الأوضاع في مخيم الركبان بمعسكرات الاعتقال في الحرب العالمية الثانية
وأفاد بعض سكان المخيم السابقين الذين تمكنوا من مغادرته وسكنوا حاليا عند أقاربهم في منطقة القلمون الشرقي قرب دمشق أن ما يسمى بـ "المجلس العسكري في الركبان" والذي يتكون من تجمع عدة فصائل إرهابية كانت متواجدة في منطقة التنف يعامل سكان المخيم على أنهم رهائن محتجزين لديه ويحاول الإتجار بهم واستغلالهم للاستحواذ على المساعدات الإنسانية المقدمة من الأمم المتحدة.

ويوجد العديد من السكان داخل المخيم دون أوراق ثبوتية حيث لا تسجل حالات الزواج والولادة والوفاة والمدارس الأربعة ضمن المخيم يدرس فيها متطوعون مجانا، هذا الوضع القائم حاليا في المخيم والذي يحتكر فيه المسلحون وعائلاتهم كل المساعدات من مجانية الرعاية الطبية إلى السيطرة على جميع المواد الغذائية والقيام ببيعها بأسعار مرتفعة لبقية قاطني المخيم بالإضافة إلى ترهيب السكان والتحكم بأمور حياتهم ومنعهم من مغادرة المخيم كل هذه الأمور تجري تحت أنظار واشنطن الراعي الأول لهذه الجماعات والمساعدة لها في خرق جميع المواثيق الدولية والإنسانية. 

أمريكا بحاجة لمخيم الركبان

لافروف: أمريكا بحاجة لمخيم "الركبان" لتبرير وجودها غير القانوني في سوريا
قال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف إن الموقف الأمريكي من مخيم الركبان للاجئين في سوريا يوحي بأن واشنطن بحاجة إلى تبرير وجودها غير القانوني في المنطقة.

وأشار الوزير لافروف إلى أن روسيا تساءلت كيف يجري تزويد الجيش الأمريكي بكل ما هو ضروري في الأراضي في منطقة المخيم، "واتضح أن الجيش الأمريكي يتزويد بالإمدادات من الخارج — من العراق أو الأردن".

وأشارت المتحدثة باسم الخارجية الروسية، ماريا زاخاروفا، إلى أن التقارير الواردة تثير قلقا من أن الجانب الأمريكي يؤخر عملية إخلاء المخيم على أمل ضمان الحفاظ على ما يسمى بالنشاط الحيوي من خلال تنظيم قوافل المساعدات الإنسانية الدولية.

الأردن ترفض استقبال الخارجين من المخيم

الجيش الأردني ينفي إطلاق النار تجاه مخيم الركبان في سوريا
وقال وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي نهاية العام الماضي: إن "الأردن لن يسمح بإدخال أي شخص عبر حدوده مدنياً كان أم غير ذلك"، مطالبا بتفكيك "مخيم الركبان" بشكل نهائي.

واعتبر الصفدي، أن الركبان هو مسؤولية سورية وأممية وليست أردنية، وقال: إن "بلاده لن تسمح بإدخال مساعدات إلى المخيم، لأن ذلك له تبعات"، مشيرا إلى أن المساعدات يجب أن تدخل من سوريا.

وأكد في تصريح آخر أن الحل الوحيد لمشكلة قاطني الركبان من اللاجئين السوريين هو تأمين العودة الآمنة لهم إلى مدنهم وبلداتهم، مؤكدا أن الظروف الميدانية الآن تسمح بمعالجة قضية التجمع من داخل سوريا.

روسيا تسعى لإنهاء معاناة أهالي المخيم

الحكومة السورية بالتعاون مع روسيا تقرر فتح ممرين إنسانيين لخروج اللاجئين من مخيم الركبان
نشطت روسيا بشكل كبير في عقد اجتماعات مع موظفي الأمم المتحدة ومع ممثلي الولايات المتحدة، للتوصل إلى صيغة لوصول قوافل المساعدات إلى المخيم.

ونفذت روسيا جميع المهام، بشأن ضمان أمن القوافل الإنسانية.

وأكد السفير الروسي لدى الولايات المتحدة الأمريكية، أناتولي أنتونوف، اليوم الجمعة، أن موسكو تدعو لحل أزمة مخيم الركبان بأسرع وقت ممكن، وإخلاء المخيم، مشيرا إلى أن روسيا ترغب بحل هذه الأزمة بالتعاون مع واشنطن.

وأكدت المتحدثة باسم الخارجية الروسية، أن موسكو تعتبر أنه من الضروري، ودون تأخير، البدء بإجلاء سكان مخيم الركبان في سوريا وإزالته.

الحكومة السورية وموقفها من الوضع في المخيم

دمشق تدعو الأهالي في "مخيم الركبان" للخروج منه والعودة إلى مدنهم وقراهم
أكد مصدر مسؤول في وزارة الخارجية والمغتربين السورية أن المسؤول الوحيد عن الكارثة الإنسانية التي يعيشها أهلنا في مخيم الركبان هو الاحتلال الأمريكي وأدواته.

وقال المصدر في تصريح لوكالة "سانا" الرسمية: إن الجمهورية العربية السورية أكدت من خلال تصريحات كبار مسؤوليها والبيانات الكثيرة لمؤسساتها المعنية أنها ترحب بعودة جميع اللاجئين السوريين إلى وطنهم وأرضهم وأن الدولة السورية مستعدة لتحمل جميع مسؤولياتها لتأمين عودة آمنة وكريمة لمواطنيها الذين أجبرتهم الظروف الصعبة التي مرت بها سوريا على مغادرة مدنهم وقراهم.

والحكومة السورية بالتعاون مع روسيا ممرين إنسانيين لتوفير الخروج الآمن للمدنيين المحتجزين في مخيم الركبان الذي تحتله قوات أمريكية وينتشر فيه إرهابيون تابعون لها وقدمت العون لهم بهدف إنهاء معاناتهم.

مناقشة