راديو

هل زيارة الرئيس الإيراني المعلنة للعراق بمثابة رد على زيارة ترامب السرية

يزور وزير الخارجية الإيراني بغداد تمهيدا لزيارة الرئيس الإيراني روحاني، الذي وصل العراق لأول مرة منذ توليه الرئاسة.
Sputnik

وزير الخارجية الإيراني يصل إلى بغداد تمهيدا لزيارة روحاني
حيث شكر وزير خارجية إيران العراق على عدم الالتزام بالعقوبات الأمريكية… فهل فعلا العراق لم يلتزم بالعقوبات الأمريكية المفروضة على إيران؟ وما هي الملفات التي سيناقشها روحاني في بغداد؟ وهل ستقدم إيران تنازلات للعراق مقابل عدم الالتزام بالعقوبات الأمريكية؟ أم أن الرئيس الإيراني يزور العراق بصورة علنية ردا على زيارة ترامب السرية؟

حول عدم الالتزام بالعقوبات الأمريكية المفروضة على إيران، يقول ضيف برنامج الحقيقة على أثير راديو "سبوتنيك"، مدير وحدة البحوث السياسية والاستراتيجية في كلية العلوم السياسية في الجامعة المستنصرية الدكتور عزيز جبر شيال:

"لا أعتقد أن الحكومة العراقية تجازف بإعلان مثل هكذا موقف، فالحدود العراقية الإيرانية تمتد لمسافة أكثر من 1400 كيلو متر، وهذا أمر لا يمكن السيطرة عليه، إنما الموضوع يتعلق باستراتيجية النفط والغاز، فالعراق ولحد الآن لم يتمكن من سد احتياجاته، على الرغم من امتلاك الغاز الذي لم يُستثمر لحد الآن، لذلك يجد العراق نفسه مضطرا لإبقاء تعامله مستمرا مع إيران، إضافة إلى موضوع استيراد الطاقة من هذه الدولة، وحاجة العراق المتنامية للطاقة، ناهيك عن مسألة استيراد السيارات من إيران، والتي فاقت جميع انواع السيارات الموجودة في عموم العراق، وهي تحتاج إلى مواد احتياطية لا يمكن توفيرها في ظل المقاطعة، ربما يعلم الأمريكان حاجة السوق العراقية لكل ذلك، لذا فهم يغضون الطرف عن بعض الأمور، لكن هناك بعض المسائل الأخرى لا يقبل بها الأمريكان، الأمر الذي سيطبقون معها تحذيراتهم بشأن الدول التي تتعامل مع إيران خلافا للرغبة الأمريكية، ويحاول العراق مع الاتحاد الأوروبي بحث طرق الالتفاف على تلك العقوبات. وبالعموم فإن العراق لا يجازف بعداء الولايات المتحدة."

إيران: روحاني يزور العراق تلبية لدعوة رسمية من بغداد

وفيما اذا سوف يحصل العراق على امتيازات معينة من إيران نظير عدم التزامه بالعقوبات، يقول شيال:

"ليس للعراق شروط تعجيزية على إيران، بحكم العلاقات الطيبة بين البلدين، نعم يوجد سجال سياسي داخل العراق، الغرض منه الابتزاز السياسي والتأثير في الموقف الإيراني، فالجميع لديهم علاقات جيدة مع إيران، ولا توجد مشكلة بين البلدين من أجل استغلالها، ربما يضغط السياسيون العراقيون على إيران من أجل الحصول على طاقة مستمرة من الكهرباء، وكذلك حل مشكلة المياه ومشكلة الآبار النفطية المشتركة بين البلدين، وكذلك حسم مسألة الحدود حول شط العرب، فهناك ملفات عديدة يحملها الرئيس الإيراني في زيارته لبغداد، ذلك أن إيران تبحث عن متنفس لترطيب الأجواء، وخاصة مع مجلس التعاون الخليجي، وربما يلعب العراق دورا في هذا الجانب، إضافة إلى ملف عودة سوريا إلى جامعة الدول العربية."

وفيما إذا كانت زيارة روحاني العلنية للعراق بمثابة رد على زيارة ترامب السرية، يقول شيال:

"طبيعة العلاقات الدولية أن تكون الزيارات معلنة، كي يحظى الزائر باحترام وتقدير، أما زيارة ترامب التي جاءت خلسة وكالسراق، فهي غير مقبولة، حتى أن الرئيس ترامب نفسه أنتقدها حينما قال، ليس من المعقول أن يأتي الرئيس الأمريكي في زيارة على طائرة مطفأة الأضواء، وهذا يدل على أن الدبلوماسية الإيرانية اشطر بكثير من مثيلتها الأمريكية، وخاصة في مجال العلاقات البروتوكولية، وكذلك رسالة إيرانية إلى العراق مفادها أن إيران تحترم سيادة العراق."

إعداد وتقديم: ضياء إبراهيم حسون

مناقشة