بعد فشل قمة هانوي... كيف تتصرف كل من كوريا الشمالية والولايات المتحدة

تشتبه كوريا الشمالية باستئناف نشاطاتها في العديد من المنشآت الصاروخية والنووية في آن واحد. وقد يكون ذلك رد فعل من بيونغ يانغ على فشل قمة هانوي، التي جمعت بين كيم جونغ أون ودونالد ترامب، وكانت كوريا الشمالية تعلق عليها آمالا كبيرة وتخفيف ضغط العقوبات على اقتصادها.
Sputnik

إلا أن ذلك لم يحدث، وعلاوة على ذلك، بدأت الولايات المتحدة تلمح لعقوبات جديدة.

اتهام كوريا الشمالية بالاستعداد لاطلاق صاروخ
وبدأت وسائل الإعلام، في الأيام القليلة الماضية، تتناقل أنباء حول وجود نشاط في مصنع لتجميع الصواريخ البالستية العابرة للقارات في ضواحي بيونغ يانغ. وظهرت فرضيات أن كوريا الشمالية على وشك إطلاق صاروخ آخر.

كما رصدت الأقمار الصناعية أن بيونغ يانغ بدأت بترميم منصة الأطلاق "سوهي"، التي وعد كيم جونغ أون بتفكيكها.

وذكرت دائرة الاستخبارات الوطنية للجمهورية الكورية، أن كوريا تواصل استخدام مرافق تخصيب اليورانيوم في منشأة يونجبيون للأبحاث النووية، وهي منشأة أخرى كانت موضع مفاوضات فاشلة خلال قمة هانوي الأخيرة.

وذكر مدير مركز آسيا ومنطقة المحيط الهادئ، التابع لمعهد الأبحاث الاستراتيجية الروسي، كونستانتين كوكاريف، أن "هناك آراء مختلفة حول هذه المسألة، لكن ذلك يتعلق بعملية الحوار، وأرى أن كوريا الشمالية تملك الإمكانيات لإجراء الاختبارات. أما ما يخص هذه المنشأة فلا يمكنني القول ما الذي سيتخذه الكوريون. وتقول المصادر الغربية إن الكوريين يملكون خططا احتياطية. واعتقد أنه في الوقت الحالي يجري تقييم هذه القمة ونتائجها. أظن أن كوريا الشمالية تقدر وضعها ونتائج القرارات المتخذة المتعلقة بالبرنامج النووي".

وردا على هذه التقارير، أشار ترامب إلى أنه "سيصاب بخيبة أمل كبيرة في حال حصل ذلك". وأضاف مستشار الأمن القومي جون بولتون أنه "لم يعد يفاجأ بأي شيء في لعبة نزع السلاح". وأعرب أيضا عن خيبة أمله في حال قام كيم جونغ أون بذلك.

الخارجية الأمريكية: نلاحظ نشاطا في منصة الإطلاق "سوهي" في كوريا الشمالية
وفي الوقت نفسه، فإن خيبة الأمل ليس شعور الولايات المتحدة فحسب، بل وكوريا الشمالية. فقد كانت بيونغ يانغ تتوقع انتهاء قمة هانوي بتخفيف العقوبات الأمريكية. وعلاوة على ذلك، فإن البيت الأبيض أعلن أن كوريا الشمالية طالبت بالإلغاء التام للعقوبات، بينما قالت بيونغ يانغ أن كيم جونغ أون طلب بالإلغاء الجزئي مقابل تفكيك عدد من الصواريخ والمنشآت النووية.

وعلى الرغم من أن كيم جونغ أون لم يشتك يوما علانية ومباشرة من الوضع الاقتصادي السيء في بلاده، لكن حقيقة اقتصاد كوريا الشمالية لا يمكن وصفه بالجيد في ظروف العقوبات الخانقة ليس سرا على أحد.

ومن الجدير بالذكرأن الآمال بتحسين الاقتصاد، المرتبط في المقام الأول برفع العقوبات أو تخفيفها، لم تتحقق. وصدرت الصحف الصحف بعد القمة بعنواين حول شد الأحزمة وعدم انتظار العطف من "الإمبرياليين". واعترف كيم جونغ أون أن المهمة الرئيسية، التي تواجه بلاده تكمن في تحسين الاقتصاد والحياة اليومية للشعب.

وعلى خلفية ذلك، بدأت كوريا الشمالية بالاستئناف المزعوم للنشاط في مواقع الصواريخ النووية، لكن في الوقت نفسه، فإن احتمال اختبار الأمريكيين وبقية العالم من خلال إطلاق صاروخ آخر ضئيل جدا. وعلى الأغلب فإن ذلك قد يكون سببا لإثبات كوريا تصميمها لواشنطن على عدم التراجع تحت الضغط.

لكن  كوكاريف علق على الوضع قائلا: "إن الوضع في الوقت الحالي صعب، لكن من الواضح أنه ليس في صالح الكوريين والأمريكيين إنهاء الحوار والعودة إلى المواجهة. واعتقد أن الوضع في المنطقة يتطلب استمرار الحوار بموضوعية، لأن قضية نزع الأسلحة في شبه الجزيرة الكورية في مركز اهتمام العالم برمته والحديث هنا يدور حول استقرار وأمن منطقة آسيا والمحيط الهادئ وغيرها من أنحاء العالم".

ويعتقد كوكاريف أن الحوار يصب في صالح عدد كبير من الدول، مشيرا إلى استمرار المشاورات بهذه المسألة والتوصل في نهاية المطاف إلى حل وسط.

مناقشة