مجتمع

شهد برمدا: قريبا أغني أولى قصائدي الصوفية... التناهش يعصف بكواليس الفن والبقاء للأشرس

كشفت الفنانة السورية شهد برمدا للمرة الأولى عن جانب مهم في حياتها، معبرة عن اهتمامها وتعمقها في منهج الصوفية، مؤكدة أنها تسلك طريق التصوف للوصول إلى الله.
Sputnik

قالت الفنانة السورية الشابة: إنها بحثت في ذاتها، فقرأت وسألت كثيراً… وكانت مقيدة، فجاء التصوف ليحررها من خلال علاقتها مع الله ومع نفسها ومع نظرتها للدين… فأصبحت أكثر حباً لدينها وأكثر تسامحاً، وصارت مقتنعة أن التصوف هو الإسلام الصحيح الوسطي، موضحة أنها ستسخر موهبتها في غناء القصائد الصوفية وما تتضمنه من دعوة للتسامح والمحبة.

فنانة سورية تتحدى الأطباء وتؤكد: جرأتي لا حدود لها
التقت "سبوتنيك" بالفنانة برمدا للبحث في تفاصيل اعتناقها الصوفية فكان الحوار التالي:

ما هو دور الحرب والحصار الاقتصادي والفني في اتخاذ شهد برمدا قرارا بالذهاب إلى الصوفية؟

ذهابي إلى التصوف ليس له علاقة بالحرب أو الحصار أو بالوسط الفني، يعني لم أهرب إلى التصوف من أعباء الحياة والعمل بالعكس تماماً، فالتصوف طريقة حياة وعبادة تجلب السلام وتجعل المرء أكثر مرونة مع الحياة ومشاكلها، وتجعله أكثر حكمة في قياس الأمور والحكم عليها، التصوف هو علاج للروح.

يواجه الشعب السوري حصارا مطبقا من الخارج حاليا، هل يواجه الفنانون السوريون حصارا فنيا إضافة إلى ذلك؟ وما هي أوجه التقصير المحلي بحق الفنانين عموما؟

بعض الفنانين يواجهون حصارا طبعاً والبعض لا.. التقصير الأساسي كان بحق المطربين بعدم وجود شركات إنتاج غنائية، فشركات الإنتاج اقتصرت على الدراما فقط.

يقال: لنجاح الفنانة تحديداً، طريقان أولهما سهل، والآخر مفروش بالأشواك، ما هو رأيك بهذه المقولة وهل هي صحيحة ولماذا؟

صحيح هذا الكلام، ولكن أياً كان الطريق، المهم ألا يحتوي على شروط  بالتنازل عن المبادئ أو أن يغير الإنسان إلى شخص آخر في سبيل الشهرة والظهور والمال.

لديك وجهة نظر يمكن وصفها بالقاسية تجاه الوسط الفني، ويبدو أنها انعكاس لتجربة مريرة ضمنه، ما هو بالتحديد ما نفّرك من الوسط الفني؟

نفرني كل ما يحدث وراء الكواليس والتناهش والمحاربة من أجل الشهرة، يعني في الوسط الفني بات البقاء للأشرس وليس لصاحب الموهبة الحقيقية.

كيف يمكن لشهد برمدا تسخير موهبتها وصوتها في الدعوة للتصوف وتمجيد الخالق، وهل هذا ممكن بالنسبة لها؟

طبعاً ممكن لأن الابتهالات و تمجيد الخالق من خلال الأناشيد هي أسمى أنواع الفنون، وبالنهاية "رب العالمين أعطاني الموهبة والصوت وأنا مهمتي أن أسخرها في الطريق الصحيح، سواء بالابتهالات أم بالأغاني المفعمة بالروح الإيجابية وبالحب و حتى الحزن، في النهاية كلها تعابير عما يجول بالقلب و الروح و الوجدان.

نعرف كثيراً عن شعراء الصوفية، ولكن هل هناك مغنون صوفيون؟. هل يمكن أن تكوني أول مغنية صوفية سورية؟

يوجد مغنون صوفيون ويوجد مغنون يغنون عدة ألوان و من بينها الصوفي.. صباح فخري مثلاً غنى الكثير من القصائد الصوفية وصبري مدلل كذلك، وأنا طبعاً سأقدم قصيدة صوفية قريباً، وهذه القصيدة تأتي انطلاقا من حبي لأشعار المتصوفين، ومحاولتي قراءة وتشرب وفهم ديوان "المثنوي" لجلال الدين الرومي لاحتوائه على قصص تشرح معاناة الإنسان للوصول إلى حبه الأكمل الذي هو الله، وهذه الكتب تتضمن رموزاً وجوهراً عميقاً لا يمكن استيعابه منذ المرة الأولى، وهو مضمون يحث الناس على التعامل بتسامح وإخاء من باب الإنسانية بعيداً عن اختلاف الأديان السماوية، لأن رب العالمين هو إله الجميع.

الإعلان عن أفضل مطربة سورية لعام 2018
وكانت الفنانة السورية الشابة شهد برمدا أطلقت تصريحات خلال برنامج "بيت القصيد" على شاشة قناة "الميادين" اللبنانية قالت فيها: "بحثت في ذاتي، فقرأت وسألت كثيراً، وكنتُ مقيدة فجاء التصوف ليحررني بعلاقتي مع رب العالمين ومع نفسي وبنظرتي للدين، فأصبحت أكثر حباً لديني وأكثر تسامحاً، وصرت مقتنعة أن التصوف هو الإسلام الصحيح الوسطي."

وأكدت أنها تحب أشعار المتصوفين، وتحاول قراءة وتشرب وفهم ديوان "المثنوي" لجلال الدين الرومي لاحتوائه على قصص تشرح معاناة الإنسان للوصول إلى حبه الأكمل الذي هو الله، مشيرة إلى أن هذه الكتب صعبة الفهم لتضمنها رموزاً وجوهراً عميقاً لا يمكن استيعابه منذ المرة الأولى، ناصحة الناس بقراءة رواية "قواعد العشق الأربعون" لأنها مدخل للصوفية.

لكنها في الوقت ذاته، حثت الناس على التعامل بتسامح وإخاء من باب الإنسانية بعيداً عن اختلاف الأديان السماوية، لأن رب العالمين أوحد للجميع.

وخلال الحلقة مع الإعلامي زاهي وهبي غنت برمدا قصيدة "عجبت منك ومني" للحسين بن منصور الحلاج الذي يقول فيها "عجبتُ منك و منّي يا مُنْيَةَ المُتَمَنِّي، أدنيتَني منك حتّى ظننتُ أنّك أنّي، وغبتُ في الوجد حتّى أفنيتنَي بك عنّي، يا نعمتي في حياتي و راحتي بعد دفني، ما لي بغيرك أُنسٌ من حيث خوفي وأمني، يا من رياض معانيهْ  قد حّويْت كل فنّي، وإن تمنيْت شيْاً  فأنت كل التمنّي".

فنياً، قالت برمدا إنها تخيلت أن الوسط الفني عبارة عن المدينة الفاضلة وأن الناس فيه ملائكة، وأن الأبقى لصاحب الموهبة الحقيقية، لكنها وجدت العكس، مضيفة: "صُدمت وقُهرت وحزنت، وأصبحت أخجل من وصف نفسي بالفنانة، بل أكتفي بأن أصف نفسي بأني إنسانة تمتلك موهبة الغناء، مبينة أن الموهبة تفرض نفسها وتحصل على حقها في النهاية، ورغم كل الخذلان فإنه لا يصح إلا الصحيح.

وفي قصة لا تخلو من الطرافة، كشفت برمدا أنها تحب البيانو لكنها أُجبرت على دراسة العود بناء على رغبة والدها، فدرست العود على عكس إراداتها ورغم ذلك كانت دوماً الأولى على دفعتها، موضحة أنها إلى الآن لا تحب العود وكان صعباً عليها لاحقاً دراسة البيانو لاختلاف النوتات الموسيقية بينهما.

مناقشة