راديو

هل سيكون العراق مركز الولايات المتحدة في إدارة الشرق الأوسط

طالب أعضاء في الكونغرس الأمريكي الرئيس دونالد ترامب بعدم تقليص الحضور الأمريكي في العراق.
Sputnik

قال رؤساء لجان شؤون القوات المسلحة والخارجية والاستخبارات في مجلس النواب الأمريكي في بيان لهم: "في هذه اللحظة الحاسمة من الخطأ الانسحاب من العراق، لأنه يسعى لحماية سيادته من التهديدات الداخلية والخارجية، ولتحويل البلاد إلى ديمقراطية مزدهرة وقابلة للحياة".

عن هذا الموضوع يقول ضيف برنامج الحقيقة على أثير راديو "سبوتنيك" الكاتب السياسي والأكاديمي الدكتور دياري صالح الفيلي:

"الخطابات التي صدرت من الإدارة الأمريكية في الآونة الأخيرة فيما يخص الانسحاب الأمريكي من سوريا مقابل تدعيم القوات الأمريكية في القواعد العسكرية في العراق، والتفكير في تأسيس قواعد جديدة، وربما ايضا نقل قوات أخرى من بعض دول الخليج، كل ذلك يؤكد على أن الإدارة الأمريكية ماضية في تعزيز تواجدها في العراق، خاصة في ظل العداء المتنامي مع الجانب الإيراني، ونظرة أمريكا إلى إيران في أنها تحاول أن تستفرد في الساحة العراقية بالضد من المصالح الأمريكية، وهذا يفضي إلى نتيجة مفادها أن إدارة ترامب لا تنظر إلى العراق إلا كونه ساحة لتصفية حساباتها مع خصم تاريخي له ثقل جيوبوليتيكي في المنطقة متمثل بإيران، وعلى أساس هذه الفرضية، فإن الإدارة الأمريكية تفكر في أن أي محاولة لتقليل التواجد الأمريكي في العراق سيفسر بأنه إعطاء فرصة لتمدد النفوذ الإيراني في الشرق الأوسط، وهو موضوع لا يرضي طموحات ترامب في هذه المرحلة، في الوقت الذي تسعى فيه إدارته في زيادة حجم الضغوطات على إيران اقتصاديا، وقطع كل سبل التواصل بين إيران ودول المنطقة، وخاصة العراق."

أمريكا تكشف عن عدد "الدواعش" في سوريا والعراق
وفيما اذا يرتبط الوجود الأمريكي في العراق بالنفوذ الإيراني فيه، يقول الفيلي: "الولايات المتحدة تنظر إلى العراق كجسر أرضي يربط إيران بمحورالمقاومة في سوريا ولبنان، وبالتالي فإن الإدارة الأمريكية تعتقد أن العراق يشكل حجر الزاوية في هذا الممر الجغرافي، وزاوية قطع هذا الممر تتمثل بإضعاف عملية الترابط والتواصل بين إيران وبقية الدول المعنية."

وعن موافقة الحكومة العراقية من عدمها حول قضية التواجد العسكري الأمريكي، يقول الفيلي: "موضوع بقاء القوات الأمريكية في العراق سيكون مثال إشكاليات في المرحلة القادمة، وأحد الملفات الضاغطة على العلاقات الداخلية في العراق بين القوى الحزبية المختلفة وبين رئيس الوزراء، وسنشهد في الجلسات البرلمانية القادمة زيادة في حدة التباين في الآراء السياسية العراقية، خاصة وأنه لا يوجد اتفاق عراقي- عراقي حتى اللحظة حول مستقبل التواجد الأمريكي في المنطقة، وهو موضوع سيزيد الانقسامات الداخلية، لكن من طرف آخر فإنه من الخطأ أن يفكر الأمريكان في تجاوز السيادة العراقية، وبالتالي إذا ما مضت الإدارة الأمريكية في استبعاد عملية التواصل مع الجانب العراقي، فإن ذلك سوف يعطي مساحة كبيرة من الدعم للقوى التي تستخدم الخطابات المعادية للإدارة الأمريكية في العراق، وسيكون هناك تعاطف شعبي مع هذه القوى."

 إعداد وتقديم: ضياء إبراهيم حسون

مناقشة