إسرائيل تخوض حربا لا يمكن كسبها

كان يعتقد قبل الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة في عام 2009، أنه تم تدمير البنى الأساسية لحركة المقاومة الإسلامية "حماس".
Sputnik

وظنت إسرائيل أنه تم تدمير مقدرات حماس، وبالأخص البنى الأساسية ومستودعات الأسلحة، استنادا إلى معطيات المخابرات الإسرائيلية.

أخطاء فادحة لمخابرات الجيش الإسرائيلي في حرب لبنان

ضد حماس

وبعد بدء الحرب طرح هذا السؤال نفسه: لماذا لا يتمكن الجيش الإسرائيلي من تحقيق الانتصار السريع؟

وكانت إسرائيل تبدأ جميع عملياتها الحربية ضد العرب بشكل مفاجئ. وجرت العملية الإسرائيلية في قطاع غزة في عامي 2004 و2009 وفقا لنفس السيناريو تقريبا.

وتمهيدا لحرب 2009 أعلنت إسرائيل قطاع غزة كيانا معاديا، وشرعت في محاصرته بقطع إمدادات الكهرباء والغذاء والدواء.

وبدأت قوات كبيرة من الجيش الإسرائيلي تغزو قطاع غزة في يناير/كانون الثاني 2009 بشن غارات جوية شاركت فيها 60 طائرة و60 مروحية. وقصف الطيران الإسرائيلي 170 هدفا بقنابل وصواريخ بلغ إجمالي وزنها 150 طنا تقريبا حسب الخبير العسكري الروسي العقيد المتقاعد أناتولي تسيغانوك.

كتائب "عزالدين القسام، الجناح العسكري التابع لحركة "حماس" في قطاع غزة، فلسطين 19 يناير/ كانون الثاني 2017

أخطاء القوات الإسرائيلية

ويشار إلى أن القوات الإسرائيلية لم تتمكن من تدمير القاعدة المالية لحركة "حماس" ولم تتمكن من ضرب معنويات الفلسطينيين.

جدير ذكره أن إيمان الإسرائيليين بالتكنولوجيا الإلكترونية الرقمية سبّب في مقتل جنود إسرائيليين. ففي منطقة جبليا، مثلا، أطلقت دبابة إسرائيلية النار على أحد المباني حسب توجيهات مركز التوجيه، لكن هذا المبنى كان دخله جنود مظليون إسرائيليون. ولم يخطر مركز التوجيه طاقم الدبابة بذلك. وكانت النتيجة أن النيران الصديقة قتلت 4 جنود إسرائيليين وجرحت 24 آخرين.

استراتيجية وتكتيك حماس

ومن جانب آخر تمكنت حماس من مقاومة القوات الإسرائيلية الغازية.

والأغلب ظنا أن حماس أخذت في الاعتبار لدى وضع استراتيجية الدفاع، تفوّق الجيش الإسرائيلي في الجو والبحر وفي الأسلحة الثقيلة، وبنت استرايجيتها على أسلوب حرب العصابات وإنشاء قوات الصواريخ وتكوين احتياطي القذائف الصاروخية.

كما أن حماس وضعت رؤيتها لمقاومة القوات الإسرائيلية على أساس ما توفر لها من معلومات عن استراتيجية وتكتيك الجيش الإسرائيلي ومعرفتها بالرؤية السياسية لقادة إسرائيل والخصوصية المتميزة لآراء رئيس الأركان الإسرائيلي حول شن الحرب الكاملة.

وشملت تحضيرات حماس لصد العدوان الإسرائيلي إحضار عشرات الأطنان من المتفجرات ونحو 20 ألف قذيفة صاروخية إلى غزة وكذلك اصطناع مئات الأهداف الكاذبة الأمر الذي قلل من فاعلية القصف الجوي الإسرائيلي.

الجيش الإسرائيلي على الحدود مع قطاع غزة

النتيجة

وحرصا على المحافظة على سلامة أرواح مطلقي الصواريخ اعتمدت حماس — غالب الظن — تكتيك الطواقم المتنقلة، حيث يسرع طاقم قاذف الصواريخ بعد إطلاق الصاروخ بالاحتماء في المبنى المجاور.

وكانت النتيجة أن مجموعة المقاتلين التي تضم 10 آلاف فرد إلى 15 ألفًا منهم ألفان أو ثلاثة آلاف فقط من ذوي الكفاءة القتالية العالية، استطاعت أن تواجه قوات إسرائيلية قوامها 20 إلف مقاتل، وتقارعهم مقارعة الند للند.

مناقشة