طبول الحرب تقرع بين الجيش العراقي وحزب العمال الكردستاني

أفاد مصدر أمني إيزيدي عراقي مطلع، اليوم الثلاثاء 26 مارس/آذار، بأن القادة العسكريين العراقيين، خيروا مقاتلي حزب العمال الكردستاني، بين نزع السلاح أو القتال.
Sputnik

وكشف المصدر من قضاء سنجار، في تصريح خاص لمراسلة "سبوتنيك" في العراق، اليوم، عن اجتماع عقد بين رئيس أركان الجيش العراقي، الفريق أول الركن، عثمان الغانمي، الذي زار سنجار "غربي الموصل، مركز نينوى، شمال البلاد"، مع قائد عمليات نينوى، نهاية الأسبوع الماضي، اجتمعا مع قادة من حزب العمال الكردستاني".

انسحاب وهمي لحزب العمال الكردستاني من العراق
ونقل المصدر الذي تحفظ الكشف عن اسمه، ما جرى من مباحثات خلال الاجتماع الذي أكد فيه قادة القوات العراقية، على أن نزع السلاح من قبل عناصر حزب العمال الكردستاني والفصائل التابعة له في سنجار.

وأضاف المصدر، قائلا: طلبوا من الفصائل التابعة، لحزب العمال الكردستاني الـ"PKK"، نزع السلاح، وأن تكون وحدات مقاومة شنكال، ومن يريد منهم الاندماج مع القوات العراقية فمرحبا به".

ويؤكد المصدر أن حزب العمال الكردستاني رفض ذلك، فهو لا يريد ضم عناصره للجيش العراقي، أو الشرطة المحلية، والبقاء منفصلين عن القوات الأمنية.

وأكمل أن الجيش العراقي يرفض بقاء عناصر حزب العمال الكردستاني، في سنجار، ولأنهم رفضوا الاندماج، لذلك خيروهم ما بين نزع السلاح، أو القتال، متوقعا أن تداهم القوات الأمنية مقرات الـ"PKK"، الموجودة في سنجار. 

ويشير المصدر إلى أن الاجتماع الذي جرى بين القادة العسكريين العراقيين، والعمال الكردستاني، هو ليس الأول من نوعه، فالحوارات والاجتماعات مستمرة بين الجيش، والـ"PKK" منذ ستة أشهر، لكن دون نتيجة حتى الآن.

ويلفت إلى أن العناصر من العمال الكردستاني الذين يأتون للمحاورة مع الجيش، هم عراقيو الجنسية، لكن من خلفهم وخلف الستار هم القادة والعناصر الأتراك، والمتواجدين في جبال قنديل، الواقعة في شمال إقليم كردستان العراق.

واختتم المصدر الأمني الإيزيدي العراقي، ذاكرا بأن مقاتلي حزب العمال الكردستاني المتواجدين في سنجار، أغلبهم من تركيا، والقوى التابعة للـ"PKK" الأصلين والمعروفين باسم "كريلا" والذي يعني "صقور الجبال" باللغة الكردية.

ووجه رئيس أركان الجيش العراقي، الفريق أول الركن، عثمان الغانمي، الأربعاء الماضي 20 مارس/آذار، بإرسال قوات لتعزيز الأمن في قضاء سنجار، شمالي العراق، لحصر السلاح، عقب الهجمات المسلحة لعناصر "حزب العمال الكردستاني"، على نقاط للجيش.

وأعلنت وزارة الدفاع العراقية، في بيان تلقته مراسلتنا، مساء الأربعاء، أن رئيس أركان الجيش، الغانمي، زار قضاء سنجار، غرب الموصل، مركز محافظة نينوى، شمالي البلاد، لتفقد المنطقة.

ونقل البيان عن الغانمي حديثه، في كلمته التي وجهها لوجهاء وعشائر قضاء سنجار، خلال جولته التفقدية، قائلا إن "سنجار ستظل زاهية وشامخة بأهلها في ظل وجود أبنائكم من الجيش العراقي".

وعقد الغانمي اجتماعا في مقر ممثلية مجلس الوزراء مع قائم مقام القضاء ومدراء النواحي، وعدد من شيوخها، وبحضور، معاون رئيس أركان الجيش، نائب قائد العمليات المشتركة، ووكيل مستشارية الأمن الوطني، وقائد القوات البرية، ومدير الاستخبارات العسكرية، وقائد عمليات نينوى، وقائد الفرقة الخامسة عشر، وعدد من ضباط هيئة الركن.

واستمتع الغانمي، إلى ممثلي أهالي سنجار الذين رحبوا بهذه الزيارة وأشادوا بدور الجيش العراقي في حفظ الأمن، والتعاون مع المواطنين، ومنع المظاهر المسلحة، وحصر السلاح بيد الدولة.

ووجه الغانمي، بعد الاستماع للأهالي، بإرسال قوات لتعزيز الأمن في القضاء، وحصر السلاح بيد قوات الجيش، والضرب بيد من حديد لكل من يسيء للمواطنين والقوات الأمنية، كون الجيش العراقي يمثل هيبة الدولة وهي خط أحمر…على حد وصفه.

ومن مقر قيادة الفرقة الخامسة عشرة، عقد الغانمي مؤتمرا أمنيا موسعا ضم القيادات العسكرية والأمنية في المحافظة، موجها بضرورة القضاء على عصابات التهريب، ومحاربة الفساد الإداري الذي يعتبر جريمة لا تقل خطورة عن الإرهاب.

وأكد رئيس أركان الجيش العراقي، على تفعيل الجهد الاستخباري، وتفعيل الكمائن وتشديد الإجراءات في النقاط الأمنية، لمنع حدوث أي تسلل يستغله الإرهاب، منوها في الوقت نفسه، إلى احترام المواطنين وكسب ثقتهم.

هل تستطيع تركيا إنهاء قوات حزب العمال الكردستاني في شمال العراق
وأعلنت خلية الإعلام الأمني العراقي، الأحد 17 مارس/آذار، أن قوة من عناصر حزب العمال الكردستاني الـ"PKK" اعتدت على "سيطرة" أمنية ودهست أحد الجنود في قضاء سنجار.

يذكر أنه في الثالث من أغسطس/ آب عام 2014، اجتاح تنظيم "داعش" الإرهابي، (المحظور في روسيا)، قضاء سنجار، والنواحي والقرى التابعة له ونفذ إبادة وجرائم شنيعة بحق المكون الإيزيدي، بقتله الآباء والأبناء والنساء، من كبار السن والشباب والأطفال بعمليات إعدام جماعية ما بين الذبح والرمي بالرصاص ودفنهم في مقابر جماعية ما زالت تكتشف حتى الآن، واقتاد النساء والفتيات سبايا وجاريات لعناصره الذين استخدموا شتى أنواع العنف والتعذيب في اغتصابهن دون استثناء حتى للصغيرات بأعمار الثامنة والتاسعة وحتى السابعة والسادسة.

وفي وقت سابق من ديسمبر/كانون الأول العام الماضي، أكد الصحفي العراقي الإيزيدي البارز، من داخل جبل سنجار، سعد حمو، في حديث خاص لمراسلتنا، عدم انسحاب عناصر حزب العمال الكردستاني الذين تلاحقهم تركيا بين الأراضي العراقية والسورية.

وأوضح حمو: "أكثر من مرة أعلن حزب العمال الكردستاني "بي كا كا"، انسحاب عناصره من جبل سنجار، والمناطق الحدودية العراقية السورية، لكنه ذلك غير موجود على أرض الواقع ولم ينسحبوا أبدا، ومازالوا يتواجدون في أمكانهم حتى اللحظة".

وكشف حمو أن عناصر حزب العمال الكردستاني، متواجدون في مناطق خانصور، التابع لقضاء سنجار، غربي الموصل، مركز نينوى، شمالي العراق، وفي أخرى جبلية واقعة عند الحدود العراقية السورية.

وقالت وزارة الخارجية التركية، السبت 15 كانون الأول / ديسمبر العام الماضي، إن أنقرة ستواصل ضرب حزب العمال الكردستاني في شمال العراق بعد يوم من تقديم بغداد شكوى رسمية من أن الضربات الجوية التركية المتكررة تنتهك سيادتها وتعرض المدنيين للخطر.

مناقشة