وبحسب الدراسات فإن المواصفات الميكانيكية والكيميائية المميزة لمواد البناء والمنتجات المستخلصة من الصخور البازلتية من حيث خصائص الثبات والعزل الحراري والصوتي ومقاومة الاهتراء وعمرها الزمني المديد وغيرها من الميزات، تجعلها مواد يمكن الاعتماد عليها في أعمال البناء والتشييد ولا سيما في مرحلة إعادة الأعمار لما لذلك من أثر في الحفاظ على الطابع المعماري وخفض التكاليف نظرا لتوافر المادة بكثرة في الجنوب السوري.
وتغطي أراضي محافظة السويداء صبات من الصخور البركانية البازلتية التي تعد موردا طبيعيا هاما يتواجد بكميات كبيرة على مساحة المحافظة.
وفي لقاء مع وكالة "سبوتنيك"، قال سامر نصر الدين مدير مؤسسة الإعمار والتطوير في السويداء: "إن حجر البازلت هو ثروة وطنية كبيرة في المحافظة، وقد شكلت البراكين في المنطقة منذ ملايين السنين صبات بازلتية تكاد تغطي كل مساحتها، ويتم استخراج البازلت من المقالع بواسطة "الحفارات والنقارات" حيث يتم اقتطاع كتل بازلتية من المقالع المتوزعة في جنوب المحافظة وشمالها، وتنقل هذه الكتل إلى المعامل الخاصة بتصنيع البازلت، حيث يتم تهذيبها على شكل "بلوكات" أو كتل متناسقة ثم يتم قصها وتقطيعها حسب المطلوب من عملية القص، كبلاط الأرضيات والأرصفة، أو ألواح الديكور الداخلي أو الخارجي للأبنية".
وأضاف نصر الدين: "إن الطلب على منتجات البازلت يتزايد بشكل كبير، وقد قمنا بتصدير منتجاته إلى العديد من الدول العربية كلبنان وقطر والكويت والسعودية إضافة إلى دول أفريقية، حيث الطلب كبير على هذه المواد في العديد من الدول لما تتمتع به من جودة وصلابة وميزات خاصة، وأسعار منافسة مقارنة مع بقية أنواع الحجر".
وأوضح نصر الدين: "يتميز بازلت السويداء بعدة خصائص منها صلابته ونقاؤه ومقاومته للأحماض القلوية وللعوامل الطبيعية، ما دفع بالحضارات التي مرت على المحافظة إلى الاعتماد عليه في بناء البيوت والقلاع التي لا تزال شاهدة على عظمة البازلت حتى يومنا هذا الذي تطور فيه الاهتمام بالبازلت مع التطور الصناعي، حيث بدأ التوجه لاستخدامه في الكثير من الصناعات وخصوصا البناء والأكساء، وتصنيع الحصويات البازلتية، وحاليا يتم العمل للاستفادة من البازلت في صناعات مهمة كصناعة الصوف الصخري والأنابيب والخيوط".
وتابع قائلا: "يمر البازلت خلال صناعته بمراحل متعددة حيث يتم استخراجه من مقالع خاصة ونقله الى المصانع لتبدأ رحلة تصنيعة من قص وتنظيف وصقل وفرز وتصنيع بأشكال متعددة ليستخدم في الكثير من مراحل البناء بدءأ من الخرسانة الباطونية وصولا للإكساء والزينة".
وإضافة إلى البازلت، هناك أنواع مختلفة من الخامات الناتجة عن ثوران البراكين كالصخور والتراكيت والطف البركاني (السكوريا) التي تتواجد في المحافظة بكميات واحتياطات هائلة تقدر بملايين الأطنان والأمتار المكعبة أغلبها منتشر على السطح.
وتغطي الصبات البازلتية مساحات واسعة من المحافظة أبرزها في تل الحرف ووادي اللوا وتنتشر مخاريط (السكوريا) شمال شرق المحافظة وجنوبها ومن أهم تلالها (شيحان-القلعة-غرارة-الجمل) وتعتبر الأفضل كما ونوعاً وتتواجد بشكل متكشف على السطح وتستخرج بمقالع مفتوحة وبكلفة بسيطة وتدخل في الاستخدامات الصناعية كالإسمنت إلى جانب مواقع تل رساس وتل ودادة في صلخد وتل الأصفر التي تدخل في الأعمال الإنشائية مع تواجد الطف البركاني الأحمر القرميدي جنوب تل الحرف والطيبة والعجيلات ويتميز بلونه الأحمر وسهولة الحصول عليه وقلة تكاليف استثماره ما يشجع على استخدامه لتغطية الواجهات وإكساء الجدران في الأبنية السياحية والعامة والخاصة.
أما خام التراكيت فيتواجد في منطقة الضهير في الكفر وخشعة الطير في مياماس وتل حبيب في الهويا ويعتبر من أجمل التشكيلات الصخرية لتجانسه وتماسكه وألوانه المخضرة الجميلة حيث تتعدد استخداماته في تلبيس واجهات الأبنية والمنشآت وفي الأرضيات وطاولات المخابر والمستشفيات والبنوك لمقاومته العالية للحموض وعوامل الاهتراء ويستثمر من قبل شركات القطاع الخاص المنتجة للسيراميك من خلال مقالع مفتوحة.