السودان: رسائل مفاجئة من الجيش قبل مسيرات شعبية تطالبه بإدارة شؤون البلاد

دعا النائب الأول للرئيس السوداني، وزير الدفاع، الفريق أول عوض بن عوف، قوات الدفاع الشعبي إلى إعداد العدة لمقابلة تحديات المرحلة، وتجهيز كتائب الإسناد المدني وإتمام الجاهزية القتالية للتصدي لأي عمل معاد.
Sputnik

جاء ذلك خلال مخاطبته، الأربعاء، الجلسة الختامية لملتقى التدريب والعمليات الأول، الذي أقامته قوات الدفاع الشعبي بمركز دراسات السلام بمعهد الاستخبارات، بحسب شبكة الشروق السودانية.

وشدد ابن عوف على أهمية قوات الدفاع الشعبي، وأكد أنها "مؤسسة راسخة لها أهداف استراتيجية ستبلغها بالصدق والمصابرة".

قيادي بالمؤتمر الوطني يكشف لـ "سبوتنيك" مصير الانتخابات الرئاسية في السودان

ودعا إلى ترتيب الأولويات في المرحلة القادمة بالتركيز على تحقيق السلام في مناطق النزاعات المسلحة، وإدامة الاتصال مع الطرف الآخر بحسن المعاملة وطيب الكلم، كما وجّه بتسيير قوافل السلام بالتنسيق مع الجهات المختصة.

من جهته، جدد رئيس الأركان المشتركة الفريق أول ركن كمال عبد المعروف الماحي، تأكيد انحياز القوات المسلحة التام لأمن الوطن وسلامة المواطنين وحماية أرواحهم وممتلكاتهم، كما أكد التفافها حول قيادتها وحرصها على الالتزام بواجباتها الدستورية، وفقا لشبكة الشروق.

وشدد على حماية البلاد من الأخطار والمهددات والمحاولات التي تريد جر البلاد إلى مزالق الفوضى، ودعا إلى أهمية التحلي باليقظة والحذر لتفويت الفرصة على المتربصين.

وأكد رئيس الأركان المشتركة الاستمرار في إنفاذ مشروعات خطة تطوير القوات المسلحة في محاورها المختلفة، مبشرا بعدد من المشروعات التي تستهدف تحقيق الرضا الوظيفي لمنسوبي القوات المسلحة في كل المستويات، وأشاد بتشكيلات ووحدات إتجاه البحر الأحمر الاستراتيجي والأدوار التي تضطلع بها في حماية البلاد ومكتسباتها.

يأتي ذلك قبل يومين من دعوة "قوى الحرية والتغيير" للاحتشاد، السبت المقبل، للمطالبة برحيل النظام وتسيير "مواكب السودان الواحد" إلى القيادة العامة للجيش في العاصمة والولايات وحث القوات المسلحة على تولي مقاليد الأمور في البلاد، واعتبرت النزول الى الشارع "فرض عين" على كل سوداني، بحسب صحيفة التغيير السودانية.

قيادي بالمؤتمر الوطني: قوى نداء السودان خرجت من المشهد السياسي

ويصادف السادس من أبريل ذكرى انتفاضة العام 1985 التي أطاحت  بالرئيس السابق المشير جعفر نميري بعد 16 عاما على انقلابه العسكري في 25 مايو/أيار 1969.

وقال تجمع المهنيين في صفحته الرسمية على موقع فيسبوك في "السادس من أبريل تتجه مواكبنا إلى القيادة العامة لقوات الشعب المسلحة في العاصمة القومية وقياداتها المختلفة في كل أقاليم السودان في رمزية لها دلالاتها، فالمؤسسة العسكرية السودانية لها ماضٍ عريق وهي ملك للوطن والشعب ولها مستقبل نريده فوق قمم الجبال، تنظر جماهير الشعب السوداني عادةً للجيش السوداني كحامٍ وخادمٍ لها باعتباره جزء لا يتجزأ منها، وباعتباره دوماً الجهة التي تهب في نصرة الحق، فهل نرى حقاً يوم السبت؟".

إلى ذلك دعا حزب الأمة القومي بزعامة الصادق المهدي في بيان الثلاثاء أنصاره للمشاركة في مواكب السادس من أبريل بالعاصمة والولايات التي ستناشد الجيش للقيام بدوره في حماية الشعب ومكتسباته، وانحيازه للمطلب الشعبي كما حدث في انتفاضة أبريل 1985.

وأضاف: "إننا نعتبر المشاركةَ في هذه المواكب فرضُ عين على جماهيرنا خاصة، وعلى كل قطاعات الشعب السوداني بصورةٍ عامة"..

وشدد على ضرورة  "الاستمرار في معالجة مسارات الثورة السياسية بالتوافق على الميثاق السياسي، والدستور الانتقالي، والسياسات البديلة، مع السير الحثيث في مساراتها الميدانية بتنوع المواكب، والاعتصامات، والوقفات الاحتجاجية، والإضرابات العامة وصولاً للعصيان المدني الشامل، والمحافظة على وحدة الصف الثوري، وسلمية الثورة".

بدوره أكد الحزب الشيوعي السوداني أن الشعب السوداني استكمل منذ بدء هذه الاحتجاجات بناء ذاته المصادمة وحشد قواه الموحدة.

المتهم الأول في إشعال احتجاجات السودان يكشف سرا عن البشير

وأضاف "وأكمل استعداده لخوض إحدى معاركه الحاسمة مع النظام في 6 أبريل الجاري".

واستنفر التجمع الاتحادي المعارض كوادره للمشاركة في الحشد المرتقب، ودعا في بيان السودانيين في كل أرجاء البلاد للمشاركة في "مواكب الخلاص الكبرى".

وأضاف: "مواصلة لمسيرة الثورة الظافرة، وإيذانا بفجر الخلاص الطالع من كل منزل وحي وفريق. حين تعبئ جموعكم المباركة الفضاء بالهتاف، وتغمر الملايين الشوارع، وتلتقي أجيال البطولات بأجيال التضحيات، سيعلم الطاغية وزبانيته أن الشعب المعلم لن يستكين حتى يكنس نظامهم المتهالك".

ونبه التجمع الاتحادي الى أن النظام استنفد كل حلوله المتاحة، ولم يعد لديه خيار يقدمه لوقف الزحف المقدس على هيكله المتهالك، ومنسأته المتآكلة.

وتابع: "حتى ذلك الحين تبقى وحدة القوى الثورية كافة هي صمام الأمان لكنس النظام، ويبقى إعلان الحرية والتغيير هو العروة الوثقى التي يجب أن تتمسك بها قوى التغيير ولا تحيد عنها، حفاظا على مكاسب الثورة، وتأميناً لانتصارها النهائي.

كما انضمت حركة تحرير السودان بزعامة عبد الواحد نور الى حشد مؤيديها للمشاركة في موكب 6 أبريل.

وزير الإعلام السوداني يكشف أسباب تعيين الصادق المهدي معاونا للبشير

ونقل بيان لمتحدثها الرسمي عبد الرحمن الناير عن رئيس الحركة توجيهه جميع عضوية الحركة ومؤيديها وجماهير الشعب السوداني للخروج والمشاركة الفاعلة في مليونية 6 أبريل بالعاصمة الخرطوم وجميع مدن وولايات السودان والدول الخارجية.

واعتبر عبد الواحد الاستمرار في الانتفاضة ودعمها حتى ذهاب النظام هو "واجب الساعة"، وسقوط النظام الذي فقد كل مبررات البقاء والاستمرارية أصبح "مسألة وقت".

ويتهم النظام السوداني، عبد الواحد عبد النور بأنه وراء الاحتجاجات القائمة في الولايات السودانية منذ 19 ديسمبر/كانون الأول الماضي، قبل قرار الحكومة زيادة سعر الخبز ثلاث مرات في بلد يعاني من ركود اقتصادي.

ورد عبد الواحد نور على اتهامات الحكومة، قائلا: "إنهم ليسوا أوصياء على الشعب السوداني الذي قرر التخلص من نظام الرئيس عمر البشير"، وذلك وفقا لموقع "سودان تربيون".

ويشهد السودان احتجاجات منذ 19 ديسمبر/ كانون الأول على رفع سعر الرغيف ثلاثة أضعاف، لكنها سرعان ما تحولت إلى حركة احتجاجية ضد البشير الذي يحكم البلاد منذ 1989.

ولا يزال البشير (75 عاما) صامدا بوجه الاحتجاجات، ويرفض الاستقالة.

مفاجأة بشأن السودان... الكشف عن محادثات سرية تجري في "تكتم شديد"

وبعد فشل حملة احتواء الحركة الاحتجاجية أعلن في 22 فبراير/ شباط حالة الطوارئ في البلاد لمدة عام، قبل أن يقلص البرلمان المدة إلى ستة أشهر.

ومنذ فرض حالة الطوارئ تم توقيف عدد من المتظاهرين لمشاركتهم في تجمعات محظورة وأصدرت محاكم خاصة أحكاما بحقهم في ظل تراجع حدة المظاهرات وحجمها.

ويقول محللون إن حركة الاحتجاج التي يشهدها السودان تشكل أكبر تحد للبشير منذ وصوله إلى سدة الحكم قبل ثلاثة عقود.

وبحسب حصيلة رسمية، قتل 31 شخصا منذ 19 ديسمبر/كانون الأول 2018. لكن منظمة هيومن رايتس ووتش تقول إن حصيلة قتلى الاحتجاجات بلغت 51 شخصا.

مناقشة