الديران الأحمر والأبيض في صعيد مصر يستعيدان بريقهما ويشرقان من جديد (صور)

على بعد نحو 12 كيلو مترا غرب مدينة سوهاج في صعيد مصر يقع الديران الأحمر والأبيض.
Sputnik

بالصور... الكشف عن مقبرة أثرية في مصر يعود تاريخها إلى العصر البطلمي
سوهاج — سبوتنيك. اثنان من أعرق وأقدم الأديرة المصرية، يعود تاريخ تأسيسهما إلى القرن الخامس الميلادي، إلا أنهما عانيا من إهمال دام سنوات طوال، كما تهدمت أجزاء واسعة منهما، قبل أن تبدأ وزارة الآثار المصرية منذ عدة أعوام مشروعا لترميمها، بالشراكة مع مركز البحوث الأمريكي، ليعودا إلى دائرة الضوء كأثرين نادرين من الحضارة البيزنطية.

طرق غير ممهدة تصل إلى الديرين الواقعين على أطراف الجبل الغربي لمدينة سوهاج (حوالي 470 كيلومترا جنوب القاهرة)، ويفصل بينهما مسافة تقدر بنحو 4 كيلو مترات.

بُني كل منهما على طراز البازيليكا، ويتخذان شكل المعابد الفرعونية قليلا، إذ يتكون دير الأنبا بشاي والأنبا بيجول الذي يعرف بالدير الأحمر لبناؤه بأحجار الجرانيت الحمراء، من صحن كبير به عدد من الأعمدة، ومبنى الكنيسة، يلحق به حصن كبير كان يٌبني في الكنائس القديمة لحماية الرهبان من أي هجمات.

أما دير الأنبا شنودة رئيس المتوحدين في مصر، فعٌرف باسم الدير الأبيض لأنه بٌني بالحجر الجيري، يتكون أيضا من ساحة مستطيلة واسعة بها أعمدة، وكنيسة وصحن، إلى جانب منطقة للصناعات اليدوية.

الدير الأحمر في صعيد مصر

خلال زيارة لوزير الآثار المصري بصحبة نحو 40 سفيرا وممثلا عن دولة أجنبية إلى الدير، أول من أمس السبت، قال الأب أنطونيوس راعي الدير الأحمر إن "الدير عاني من الإهمال، والآن نشعر أننا في حلم ونحن نجد موكب عالمي من الوزير والسفراء يزورون الدير، كٌنا مٌهمَلين".

وبدأ العمل على مشروع ترميم الدير الأحمر منذ نحو 15 عاما، وبلغت تكلفة ترميمه حتى عام 2014 نحو 30 مليون جنيه (حوالي 1.740 مليون دولار).

وقال رئيس قطاع الآثار الإسلامية بوزارة الآثار جمال مصطفى، في تصريحات صحافية، إن "أعمال ترميم الدير بدأت عام 2003 واستمرت حتى عام 2018، وما زال المشروع مستمرا حتى الانتهاء جميع الأعمال".

الدير الأبيض بصعيد مصر

وأوضح مصطفى أن "مركز البحوث الأميركي أجرى ترميما دقيقا لمنطقة الهيكل، وأعاد الشكل إلى أصل إنشاؤه، ويقوم المركز الآن بترميم دقيق للتصاوير الجدارية بجدران الصحن، وأعمال الترميم المعماري من استبدال وتركيب أخشاب السقف التالفة، وإعادة تبليط الصحن ونصب بقايا أعمدته لإعادته إلى سابق عهده، إضافة إلى تطوير المنطقة حول الكنيسة".

وأكد مصطفى "لم يتبق إلا القليل، وهي معالجة بعض الشروخ بأعتاب المداخل والتآكل في أساسات الحصن جنوب الكنيسة".

في موقعه على الإنترنت، يصف مركز البحوث الأميركي الذي يتولى مهمة الترميم الدير بأنه "مثال نادر لاستخدام الألوان في الآثار المصرية"، ويتابع المركز في وصفه للدير "جهود إعادة ترميمه واجهت تحديات معقدة، وواجه عمال الترميم مشكلات مثل تصحيح ترميمات خاطئة، وإعادة تبليط الأرضيات بطرق تمنع انهيار الدير، إضافة إلى مشكلات الإضاءة".

وتابع المركز "لكن اليوم، تم استعادة بريق تلك الجداريات المشرقة في هذا المركز الهام للعبادة".

الدير الأبيض بصعيد مصر

الجدير بالذكر أن الدير الأحمر وٌضع على قائمة التراث للمنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة "إيسيسكو" في عام 2012.

أما الدير الأبيض، والذي ما زال بحاجة إلى قدر أكبر من العمل، فهو يعد أحد أهم الآثار القبطية في مصر، إذ تم تشييده على أنقاض مدينة فرعونية، ويرتفع طول جداره إلى 29 مترا تقريبا، وتزين جدران الدير من الداخل أيقونات ولوحا مسيحية مميزة، تعود إلى قرون مضت، إضافات إلى سلم على جانبه صورا لآباء الكنيسة المصرية.

ويشمل  مشروع المجلس الأعلى للآثار لترميم الدير الترميم معماري للكنيسة وصحنها، وجدران الركن الشمالي الشرقي حيث تم إعادة تبليط صحن الكنيسة والصالات و"حجرة البئر" باستخدام الحجر الجيري، وفك الركن الشمالي الشرقي لمبنى الكنيسة واعادة تركيب السلم الحجري وعمل كمر حديد في الأعتاب وإعادة تركيب أحجار الجدران مرة اخرى بعد أن تم ترقيمها.

وفي تصريحات صحفية لوزير الآثار المصري خالد العناني، قال إن "الدير الأبيض بحاجة إلى ترميم، وفي الفترة القادمة ستقوم الوزارة وإدارة الدير بالعمل معا لترميمه وإعادة رونقه وعراقته القديمة".

مناقشة