تطور صواريخ إيران... فرص "مقلاع داوود" للرد تتراجع

ترى إسرائيل في صواريخ إيران أخطر تهديد لها.
Sputnik

ويُعتقد أن إيران أقدمت على تطوير صواريخها بعد الحرب مع العراق عندما تمكن العراق من إلحاق خسائر كبيرة بخصمه بواسطة صواريخه السوفيتية الصنع "إر-17 ألبروس" التي لم تتمكن إيران من اعتراضها.

وركزت إيران على برنامجها الصاروخي عقب انتهاء عملية "عاصفة الصحراء" التي أكدت أن السلاح الصاروخي يملك فاعلية كبيرة. وقالت الولايات المتحدة الأمريكية وقتذاك إن صواريخها الاعتراضية "باتريوت" أسقطت جميع الصواريخ العراقية تقريبا. غير أن البنتاغون اعترف في وقت لاحق بأن صواريخ الدفاع الجوي الأمريكية لم تُصب أي هدف.

صاروخ "إر-17"

تطور الصواريخ الإيرانية

ومر برنامج الصواريخ الإيراني بمرحلتين الأولى هي مرحلة صنع أعداد كبيرة من الصواريخ الرخيصة نسبيا. واتسمت هذه المرحلة بالتعاون بين إيران وكوريا الشمالية. وانضمت باكستان إليهما في نهاية السبعينات. ولأن الدول المتعاونة لم تملك وقتذاك التكولوجيا اللازمة لصنع أجهزة التنشين ذات الدقة العالية فإنها راهنت على إنتاج أعداد كبيرة من الصواريخ.

وردت إسرائيل على ذلك بإبداع نظام صواريخ "أرو" (السهم) المضادة للصواريخ. وصمم هذا النظام لمكافحة صواريخ تماثل صاروخ "إر-17 ألبروس".

واختصّت المرحلة الثانية بإنتاج الصواريخ البالستية ذات الدقة العالية. وبات بإمكان إيران وكوريا الشمالية وباكستان إنتاج الصواريخ ذات الدقة العالمية بعد أن تمكنت كوريا الشمالية من تنظيم إنتاج انظمة التوجيه بالقصوري الذاتي في بداية ما يسمي بـ"ثورة الصواريخ".

وجربت إيران وكوريا الشمالية وباكستان صواريخ يتجاوز مداها 1000 كيلومتر للمرة الأولى في بداية العقد الثاني من القرن الحادي والعشرين.

وأطلق على هذه الصواريخ في إيران اسم "شباب". ويقدَّر مدى صاروخ "شباب 2" بـ300 — 600 كيلومتر بينما يستطيع صاروخ "شباب 3" إصابة الأهداف على بعد يزيد على 1000 كيلومتر.

إطلاق صاروخ بالستي إيراني

تأخر إسرائيل

في تلك الأثناء فات بدء ثورة الصواريخ إسرائيل التي لم تكن صواريخها الاعتراضية "السهم" قادرة على التعامل مع صواريخ الجيل الصاعد. ولم تبدأ إسرائيل تعمل على نظام الصواريخ المضادة للصواريخ الجديد تماما المعروف باسم "مقلاع داوود" إلا في عام 2009. وقد بدأت إسرائيل العمل في صنع نظام صواريخ "السهم 3" القادر على اكتشاف الأهداف على بعد يزيد على 3000 كيلومتر، حسب دائرة الدفاع المضاد للصواريخ بوزارة الدفاع الإسرائيلية، في عام 2008. غير أن إسرائيل بدأت تختبر نظام "السهم 3" بعدما كانت إيران قد بدأت تزود قواتها بالصواريخ البعيدة المدى.

ومن المفروض أن يعمل "مقلاع داوود" و"السهم 3" على صد الهجوم الصاروخي بصورة مشتركة، حيث "يستلم" نظام "السهم 3" الهدف على بعد آلاف الكيلومترات، ثم يباشر "مقلاع داوود" العمل إذا أخفق نظام "السهم 3" في اعتراض الصواريخ المهاجمة. ويبدأ "مقلاع داوود" العمل عندما تكون المسافة الفاصلة بينه وبين الصاروخ المهاجم 300 كيلومتر أو ما يقل.

وتبقى الصواريخ المماثلة لصاروخ "ر-17 ألبروس" إبان ذلك الهدف الرئيسي لـ"السهم 3". غير أن برنامج الصواريخ الإيراني يستند إلى ما أبدعته كوريا الشمالية مع العلم أن المهندسين الكوريين الشماليين تمكنوا من ابتكار ما يتقدم على صاروخ "إر-17".

وبدأت إسرائيل مؤخرا العمل بصورة مشتركة مع الولايات المتحدة الأمريكية على صاروخ جديد مضاد للصواريخ هو "السهم 4". وبحسب دائرة الدفاع المضاد للصواريخ بوزارة الدفاع الإسرائيلية فإن الصاروخ الجديد سيقدر على إصابة الصواريخ الهجومية الحديثة.

منظومة "مقلاع داوود" الصاورخية

غير أن برنامج الدفاع الإسرائيلي المضاد للصواريخ تلقى ضربة قوية من السياسة الخارجية الإسرائيلية، ذلك أن تدخل إسرائيل في سوريا اضطر إيران لتكثيف نشاطها. ووفق صحيفة "في. بي. كا" فإن منشآت صاروخية إيرانية قد تصبح على مسافة بضع مئات من الكيلومترات من إسرائيل. ونتيجة لذلك يصبح نظام "السهم 3" غير ذي فائدة بينما لا يجد "مقلاع داوود" وقتا كافيا للرد.

مناقشة